رئيس الدولة: العمل الإنساني المجرد مسؤولية أخلاقية و سمة أساسية من سمات هويتنا الوطنية
فكرة «نفس» جميلة، فيها وجدان وعمق إنساني
عابد فهد: أكثر ما يهمني في عملي هو الانتقاء
كما في كل موسم رمضاني، اعتاد الجمهور على أن تكون للنجم عابد فهد إطلالة في عمل جديد ودور جديد يفجّر من خلاله طاقاته الإبداعية كممثلٍ يعرف كيف يغوص في أعماق الشخصيات التي يلعبها.
وفي موسم دراما 2025 الرمضاني، يُشكّل عابد فهد مع دانييلا رحمة ومعتصم النهار تركيبةً جذابة من خلال مسلسل «نفس» عن قصة كتبتها إيمان السعيد وأخرجها إيلي السمعان وأنتجتْها شركة «الصباح».فهد تحدث في هذا الحوار عن هذا العمل ورؤيته لواقع الدراما العربية:
• ما توقعاتك بالنسبة لمسلسل «نفس»؟
- النص فيه واقعية لأنه يتحدّث عن حكايةِ معاناةِ وَسَطٍ يعنيه الفن والمسرح وثقافة المسرح وحبّ وشغف الناس بهذه الخشبة من خلال قصة حبّ لِما نعشقه ونعمل من أجله، وهي ليست قصة حب مجانية، بل فيها غوص في كواليس هذا المسرح بسحره وسحر شخصياته، ويفوق الحكايات التركية المعرَّبة المشوّقة والمسلّية والمسطّحة إلى حدّ ما. الناس اعتادوا على التسلية من خلال هذه الأعمال، وأنا لست ضدها ولكن أشعر أحياناً بأنها تخطف مبدعينا إلى مكانٍ لا ينتمون إليه.
وأرى أن مسلسل «نفس»، خصوصاً السيناريو، يُعيد الأمل إلى هذا المصنف من الأعمال الدرامية، لأن إيمان السعيد كاتبة لها باع طويل في المجال، كما أنها تتميّز بالعمق في سرد الحكاية ونبش الواقع والغوص فيه وظهور الشخصيات وعوالمها لاسيما عالم الممثل والمخرج والمبدع، من خلال قصة حب بين فتاة جميلة تبحث عن الحلم من خلال البصيرة وليس البصر. فكرة المسلسل جميلة، فيها وجدان وعمق إنساني وفيها وجود وإنسان حقيقي وليس مجرد ممثل يقف أمام الكاميرا ويردّد حواراً.
• أشرتَ إلى أنك لستَ ضد الدراما التركية المعرَّبة، فهل هذا يعني أنك يمكن أن تشارك فيها؟
- لا أعرف، إلا إذا شعرتُ بأن المشروع قريب مني ومن حكايتي وبيئتي ومشاعري وأحاسيسي. ربما أقبل إذا شعرتُ بأنه مشروع قريب مني وأستطيع أن أقدّم من خلاله شيئاً، ولكنني لا أستطيع أن أكون ببغاء يردد ما قاله غيري، وأتمنى ألا أتورط في هذه المسألة.
• وحتى لو كان الأجر المادي خيالياً؟
- لا أعرف. الحالة المادية ليست هي المُغْرِية بالنسبة إليّ، وربما يولد في داخلي حقد إذا وجدتُ نفسي مجبراً على خوض التجربة، وربما تحصل بيني وبين الأجر الخيالي حالة من الصراع. وفي كل الأحوال أتمنى أن يكون هناك مشروع مهمّ من خلال نص جميل فيه مشاعر، وعندها يمكن أن أبحث في الموضوع. الباب ليس مغلقاً تماماً، ولكن أكثر ما يهمني هو الانتقاء.
• وهذا يعني أنك يمكن أن تقبل بأن تكون نسخة مكرَّرة؟
- بصراحة النسخة لا تخيفني. مثلاً، مسلسل «لو» هو نسخة عن فيلم «unfaithful»، ولكنني لم أَخَفْ من البطل مع احترامي لتاريخ ريتشارد غير الكبير، كما أنني في مسلسل «لعبة الموت» الذي هو نسخة عن فيلم «Sleeping With The Enemy»، فإنني ذهبتُ بدوري إلى مكان آخر لا يشبه على الإطلاق ما قدمه بطل الفيلم. عندما يتوافر دورٌ جميلٌ ومركّبٌ في مسلسل تركي معرّب، يختلف الموضوع تماماً. كلنا بحاجة للمال كي نعيش، شرط انتقاءِ ما يحفظ تاريخ الممثل ورؤيته ونظرته ومراعاة ما يمكن أن يغيّر المفهوم عنه بالنسبة إلى المُشاهد كي لا يقال انظروا ماذا فعل وإلى أين اتجه وماذا قدّم، لأن هذه المسألة تخيفني كثيراً.
• ما توقعاتك بالنسبة للدراما السورية في الموسم الدرامي 2025؟
- الحالة في سوريا الآن غير مريحة بالنسبة للممثلين، وهم يلعبون في مكان فيه ألغام بمعنى أو بآخَر، ولكن ربما تكون ردة الفعل إيجابية عبر مشاريع جيدة وحكايا جميلة. هناك مسلسل «البطل» للمخرج الليث حجو المأخوذ عن رواية الكاتب الراحل محمود عدوان، ومسلسل «تحت سابع أرض» للممثل تيم حسن، وربما من رحم المعاناة تكون هناك مفاجأة جميلة.