قد يكون مشابهاً لفترة ما بعد أزمة 2008

عالم ما بعد كورونا.. إغلاق وحواجز وعداء للأجانب!

عالم ما بعد كورونا.. إغلاق وحواجز وعداء للأجانب!


من الطبيعي أن تطرح أزمة بحجم أزمة وباء كورونا التي قلبت حياتنا رأساً على عقب، تساؤلات حول تداعياتها، خصوصاً أن وباء أشد فتكاً، الانفلونزا الإسبانية، قضى على ما بين 50 و 100 مليون شخص بين 1918 و 1920، وتبعه ما يعرف في أمريكا باسم “العشرينات الهادرة” أو “عصر الجاز”، ويشار في أوروبا إلى تلك الفترة باسم “العشرينات السعيدة».  ويرى روشير شارما، مستثمر وكاتب رأي مساهم في صحيفة “نيويورك تايمز” أن تلك الفترة ربما سرعت اتجاهات كانت قائمة بالفعل. وقد يكون الأمر نفسه صحيحاً اليوم، حيث اجتاح فيروس كورونا العالم في وقت بدأ ينكفئ فيه على ذاته، كرد فعل إلى حد كبير على الأزمة المالية العالمية لعام 2008. فقد أقامت دول حواجز أمام تدفق حر للأشخاص والأموال والسلع، مع زيادة تدفق المعلومات عبر الانترنت.

شواهد
وحسب كاتب المقال، تؤكد شواهد أن تلك الاتجاهات تتسارع حالياً، وخاصة في دول يقودها شعبويون استغلوا الوباء لوضع حواجز أرادوا إقامتها في جميع الأحوال.
وبسبب الإغلاقات، اضطر الناس للعمل والتسوق والدراسة وممارسة الألعاب من داخل بيوتهم، وارتفعت نسب استخدام شبكة الانترنت ما بين 50% و 70% في الدول النامية- ما ولد عادات جديدة قد تستمر إلى ما بعد الوباء بدرجات متفاوتة.
ويرى الكاتب أن عصر ما بعد فيروس كورونا قد يكون مشابهاً لفترة ما بعد أزمة 2008، لكن مع المبالغة في اتجاهاته الداخلية، وامتلاك قادة شعبويين مزيداً من الجرأة لاستعداء الأجانب؛ فضلاً عن تراجع رغبة دول في الانفتاح على التجارة والبنوك الدولية والهجرة العالمية. وستصبح الاقتصادات الوطنية أكثر اعتماداً علي صناعات محلية، ويحتمل أن ينسحب الناس نحو أوطانهم الآمنة من فيروس كورونا، ومتابعة أعمالهم ودراستهم وبرامجهم الترفيهية من خلال عالم الانترنت.

تبرير
وصعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته المناهضة للعولمة والتجارة العالمية ومعاداة الصين قائلاً: “لســـت متأكداً أيهما أسوأ”، منـظمة الصحة العالمية أم منظمة التجارة العالمية، متهمــــاً كلاهمـــا بمحابــــاة الصين.
وأشار بيتر نافارو، مستشار ترامب للشؤون التجارية، إلى نقص معدات الوقاية للعاملين الصحيين كدليل على أن ترامب كان محقاً حيال خطر الاعتماد على الصين لتصنيع السلع” وكتبرير لصحة استراتيجيته».
ولكن يكمن الفارق الآن، حسب الكاتب، في أن الحديث المناهض للصين أخذ أبعاداً أكبر، وبات متداولاً في عدد من الدول، بما فيها بريطانيا وفرنسا والهند والبرازيل وإيطاليا واليابان.
وورد حديث مناهض للعولمة على لسان أحد أبرز أنصار العولمة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عندما حذر في مارس من أن “تفويض إمداداتنا الغذائية للآخرين أمر جنوني. يجب أن نتولى هذا الأمر بأنفسنا».

قومية غذائية
ويشير الكاتب لانخراط عدد من الدول في شكل من القومية الغذائية. وكانت فرنسا وإسبانيا وإيطاليا من ضمن دول دعت الاتحاد الأوروبي لحماية مزارعيهم قبل الوباء، وهي تلح اليوم لتحقيق هذا الهدف. وفرضت روسيا، أكبر مصدر للقمح في العالم، نظام الكوتا على صادرات الحبوب. كما علقت فيتنام، أحد أكبر منتجي الأرز، صادراتها من الأرز. وحظرت أكثر من 60 دولة أو قيدت تصدير الكمامات والقفازات وسواها من معدات الحماية، تاركة عدداً من الدول الفقيرة التي لا تنتج هذه المعدات بحاجة ماسة إليها في مواجهة الوباء.
وحسب الكاتب، بدأت قبل الوباء تتلاشى روح العولمة العالمية، وبات أصعب استرجاعها الآن. ومنذ الأزمة المالية العالمية، تراجعت توقعات مستثمرين حققوا ثروات في العالم الناشئ.
ولكن ذلك التراجع تسارع خلال الأشهر الثلاث الأولى من العام الجاري، عندما سحب أكثر من 90 مليار دولار من أسواق الأسهم الناشئة.

وقف التدفق النقدي
ويلفت الكاتب إلى تسبب الإغلاق الاقتصادي بوقف التدفق النقدي لشركات مثقلة بالديون من الولايات المتحدة إلى أوروبا وآسيا، مهدداً بدفعها نحو الإفلاس.
وقد ألهم التراجع نحو الداخل عدداً من الدول لإعادة التفكير في خطوط الإمداد التي تعود، غالباً، نحو مصانع في الصين. وكان هذا الخفض قيد التنفيذ منذ سنوات، مدفوعاً بداية بارتفاع الأجور في الصين، ومن ثم بزيادة المخاوف بشأن شكوك بإمكانية بتنفيذ مشاريع تجارية هناك.
وفي عام 2007، كانت الصين تنتج قرابة خمس الإنتاج الاقتصادي العالمي عبر تجميع قطع مصنوعة في مكان آخر وتحويلها إلى منتجات كاملة. ولكن تلك الحصة تراجعت إلى أقل من عشر ما كانت عليه قبل وباء كورونا.

هدية
وبرأي الكاتب، حل الوباء كهدية ودعاية من الطبيعة إلى شعبويين يسعون لاحتواء كل ما هو “عالمي” من الهجرة إلى الانترنت.
لكن سرعة تصفح الانترنت تسارعت بشكل كبير خلال الشهرين الأخيرين، ما عزز التحول نحو الاقتصاد عبر النت، حيث يتواصل الناس من شاشة إلى شاشة، ومن مكان إلى آخر دون الحاجة لمغادرة بيوتهم.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot