نظمت غرفة تجارة وصناعة دبي ممثلةً بمركز أخلاقيات الأعمال مؤخراً ندوة افتراضية حول ضمان الصحة والسلامة المستدامة للموظفين في مكاتبهم ومقرات ومباني العمل في ظل الظروف الحالية المتعلقة بانتشار جائحة كورونا.
وناقشت الندوة التي نظمها فريق عمل المباني الخضراء التابع لشبكة غرفة دبي للاستدامة أعلى معايير السلامة والصحة لقاطني المباني، وخصوصاً ضمان جودة الهواء والمياه في المبنى ومعايير الراحة والسلامة المتبعة فيه. وفي ظل التحديات الحالية واتباع تدابير وإرشادات وقائية وعودة الموظفين على مكاتبهم، باتت الشركات أكثر تركيزاً على صحة وسلامة موظفيها داخل مكاتبهم، الأمر الذي ينعكس على سعادة الموظفين وزيادة إنتاجيتهم.

وقد هدفت الورشة إلى رفع مستوى الوعي حول أهمية ضمان الصحة والسلامة الدائمة لفرق العمل ومستخدمي المباني، وخاصة في هذه الفترة التي تشهد العودة التدريجية للعمل من المكاتب بعد فترة انقطاع بسبب انتشار الفيروس.
وأشار الدكتور بلعيد رتاب، رئيس قطاع الأبحاث الاقتصادية والتنمية المستدامة في غرفة دبي أن الشركات بحاجة لإدراك المسؤولية الملقاة على عاتقها فيما يتعلق بحماية موظفيها، خصوصاً وأن هذه الإجراءات تصب في نهاية الأمر لصالح الشركات والمؤسسات لأن الموظف الآمن والصحي يعني موظفاً سعيداً وقادراً على الإنتاجية.

ولفت رتاب إلى أنه في خضم التحديات الحالية في بيئة العمل، فإن هذا المفهوم لا بد وأن يشكل أولوية للشركات الحريصة على مصالحها ومصالح موظفيها، مؤكداً أن المسؤولية المجتمعية للشركات تفرض عليها الاستثمار في صحة وسلامة الموظفين، مشيراً إلى التزام مركز أخلاقيات الأعمال بالترويج لأفضل الممارسات المسؤولة والمستدامة في بيئة الأعمال.
وتحدث خلال الندوة كل من ماركوس بيش، المدير العام لشركة “سمرتاون انتيريورز” حول مدى جاهزية بيئة العمل للعودة إلى العمل، في حين تحدث جورج أبراهام، نائب مدير العمليات الهندسية في مستشفى زليخة حول البيئة الاستشفائية المستدامة.

وأشار ماركوس بيش إلى أن فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) تسبب في تسريع إحداث تحولات جوهرية على مستوى مكاتب ومقرات الشركات، وترافق هذا مع زيادة الاعتماد بشكل ملحوظ على الحلول التقنية، مؤكداً على ضرورة تبني كافة الجهات والشركات مقاربة مدروسة حيال عودتها إلى العمل تأخذ بعين الاعتبار جوانب عدة منها التواصل الممنهج مع الموظفين والتأكد من معرفتهم التامة بالتعليمات الجديدة، بالإضافة إلى تجهيز المكاتب تمهيداً لعودة الموظفين والحفاظ على التزام الجميع بالإجراءات الوقائية المتبعة.

وشدد ماركوس أيضاً على أهمية التقيد بالتباعد الاجتماعي والحفاظ على مسافة آمنة لا تقل عن 2 متر بين الموظفين في جميع الأوقات، وعلى إزالة الكراسي لتقليل عدد المتواجدين معاً في الوقت ذاته، وتقليل عدد أعضاء الفريق الذين يعملون على مهمة مشتركة للحد من انتشار العدوى، ووضع نقاط عديدة لفحص درجة الحرارة والاحتفاظ بسجلات درجة الحرارة لكل موظف، موضحاً الحاجة إلى تبني حلول تسهم في تحسين جودة الهواء خلال هذه الفترة، وخاصة تجديد الهواء بسرعة أكبر، إلى جانب إظهار اهتمام أكبر براحة وسعادة الموظفين لضمان الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.

وبدوره سلط جورج أبراهام، نائب مدير العمليات الهندسية في مستشفى زليخة الضوء على أهمية توفير بيئة عمل استشفائية مستدامة تراعي أفضل معايير السلامة والأمان المعتمدة في المباني، وشدد على ضرورة ضمان صحة وراحة مستخدمي المبنى من خلال تبني مفهوم بيئة العمل الاستشفائية وتحسين المرافق وخاصة في المستشفيات.

ويشكل مركز أخلاقيات الأعمال الذي تم إطلاقه في غرفة تجارة وصناعة دبي عام 2004 المركز الأقدم والأهم من نوعه في دولة الإمارات نظراً لدوره البارز في الترويج لمفهوم المسؤولية الاجتماعية للأعمال.  ويقوم المركز بتشجيع أعضاء غرفة دبي على تطبيق ممارسات الأعمال المسؤولة التي تساهم في تعزيز أداء مؤسساتهم وقدراتهم التنافسية.