فايننشال تايمز: رئيسي أمام تحديات كبيرة من النووي إلى نقص المياه والكهرباء

فايننشال تايمز: رئيسي أمام تحديات كبيرة من النووي إلى نقص المياه والكهرباء


كتبت مراسلة صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية في طهران نجمة بوزرجمهر، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يتولى منصبه في وقت تواجه إيران تحديات هائلة، آخرها تظاهرات احتجاج على نقص المياه والكهرباء، إضافة إلى الاستعداد للمحادثات الرامية إلى إحياء الإتفاق النووي مع القوى العالمية.
ورئيسي الذي يتوقع البعض أن يخلف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فاز في الإنتخابات التي أجريت في يونيو (حزيران) وشهدت أدنى نسبة إقبال منذ الثورة الإسلامية عام 1979، بعد حظر مشاركة أكثر منافسيه جدية.
وبعد الإنتخابات، أقر رئيسي بأن “ثقة الناس شوهتها” النخبة السياسية في البلاد، وتوجه باللوم عن خيبة الأمل هذه، إلى الرئيس الوسطي المنتهية ولايته حسن روحاني. وكان روحاني وقع عام 2015 الإتفاق النووي مع الولايات المتحدة وقوى أساسية أخرى، إلى أن أتى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليلغي الاتفاق عام 2018 ويعاود فرض العقوبات.
وقال رئيسي إن الثقة المتبددة يمكن “إصلاحها”، من طريق التركيز على الجبهة الداخلية عوض البحث عن مساعدة أجنبية. وأضاف أن “إصلاح الوضع الحالي ممكن».

نزاع دولي
وعلى رغم ذلك، فإن الرئيس الجديد يمكن أن يجد نفسه في مواجهة نزاع دولي جديد بعدما اتهمت إسرائيل الأحد طهران بالتورط في هجوم بطائرة مسيرة على ناقلة نفط قبالة سلطنة عمان، حيث قتل إثنان من أفراد الطاقم.
 وتعود ملكية الناقلة “ميرسر ستريت” إلى ملياردير إسرائيلي.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن هناك “احتمالاً قوياً” أن تكون إيران نفذت الهجوم “في انتهاك واضح للقانون الدولي”.
 ونفت إيران أي تورط.
وبينما تعاني إيران الجفاف الأسوأ منذ عقود ونقص الكهرباء، الأمر الذي يؤثر على اقتصاد يعاني أصلاً من التضخم والعقوبات ووباء كورونا، فإن المحللين يشككون في إمكان حصول تحولٍ سريع. وتلقى فقط 3 في المئة من الإيرانيين اللقاح الكامل ضد كوفيد-19.
قرارات سريعة
ويقول المحلل سعيد ليلاز إن “البلاد تمر بوضع متوتر، ويتعين على رئيسي اتخاذ قرارات سريعة وجدية في ما يتعلق بالقضايا الملحة مثل التضخم واللقاح للحصول على ورقة رابحة وشراء وقت حتى يحين وقت اتخاذ قرار كبير في شأن الإتفاق النووي والعقوبات...لكننا لم نرَ أي مبادرة من رئيسي منذ فوزه تفترض أنه سيكون قادراً على إنجاز شيء كبير في الايام المئة الأولى” من رئاسته.
وأحد التحديات الكبرى لن تكون في إيران، وإنما في فيينا، حيث من المقرر أن تعاود المفاوضات حول الإتفاق النووي بعد أن يتولى رئيسي مهامه رسمياً. وتجري طهران مفاوضات مع القوى العالمية، حيث تشارك الولايات المتحدة فيها بشكل غير مباشر.
وسبق لرئيسي أن أعلن أنه يرغب في تحسين العلاقات مع الجوار، عوض العالم الغربي. وقال إنه “من أجل المساعدة على تحقيق أمن واستقرار إقليمي، فإن الحل يكمن في التعاون بين الدول الإقليمية بالإستناد إلى الثقة المتبادلة وعدم السماح بتدخل القوى (الغربية) في المنطقة».
ورفض المتشددون حتى الآن إعطاء أي وعود حول نتيجة المفاوضات، مفضلين التركيز على الأولويات الداخلية، مثل كبح التضخم البالغ 44.2 في المئة وإزالة العقبات من أمام الإنتاج الصناعي، ومعالجة النقص في الكهرباء والتعامل مع العجز في الموازنة. لكن المحللين الإصلاحيين يتساءلون كيف سيتمكن رئيسي من فعل هذا بينما العقوبات التي تحظر تصدير النفط والمعاملات التجارية الأخرى، لا تزال مفروضة.
كذلك، سيتعين على رئيسي مواجهة التحديات الراهنة التي تتمثل بتهدئة التوترات بمحافظة خوزستان الجنوبية الغربية، التي تحتوي على أكبر حقول النفط والغاز.
والدافع إلى الإحتجاجات كان الطلب على المياه من أجل الزراعات والمواشي. ولم يكن رئيسي هدفاً للمحتجين في وقت يواجه أتهامات بأنه كان جزءاً من لجنة أمرت بإعدام ألاف المعارضين في الثمانينات. ومع ذلك، هتف المتظاهرون “ليسقط الديكتاتور” و”لا غزة ولا لبنان، حياتي من أجل طهران».