أطلّت الممثلة اللبنانية فرح بيطار في أول أدوارها كبطلة من خلال المسلسل المحلي (غربة) الذي حقّق نسبة مشاهدة عالية في لبنان.
بيطار التي يجمع اختصاصُها الجامعي بين التمثيل والإخراج، أوضحت في  هذا الحوار أنها تركت الإخراج للمرحلة المقبلة وأن الأولوية عندها حالياً للتمثيل، متحدّثة عن الهوة الكبيرة بين التلفزيون والمسرح ونظرة المسرحيين إلى ممثّلي التلفزيون.
وفيما رأت أنها لا تجد تفسيراً لهذا الأمر، أكدت أنها لا يمكن أن ترفض أي عرض مسرحي، لأن المسرح (ينظّفها) داخلياً.

• كيف تقوّمين تجربتك قبل (غربة) وبعدها؟
- (غربة) هو بمثابة طفلي، لأنني لعبتُ فيه دور البطولة للمرة الأولى، ولأنني أجسّد للمرة الأولى شخصيةً في مراحل عمرية مختلفة.
فتاةٌ بسيطة تحب الحياة، كل همّها أن تقع في الحب وأن تغادر القرية، تريد الوصول إلى كل ما تريده، وخلال عشر سنوات تدفع ثمن قراراتها.
درستُ الإخراج والتمثيل في الجامعة وكنتُ أحلم دائماً بتحقيق أهدافي، وأوّلها الوصول إلى البطولة المُطْلَقة، وثانيها إمكان اختيار الدور الذي أحبّ أن ألعبه بين مجموعة أعمال تُعرض عليّ.
بدايتي كممثلة كانت كوميدية كانت من خلال برنامج (قربت تنحلّ)، ولكنني وجدتُ أن هذا العمل يمكن أن يعرقل أهدافي، خصوصاً أن غالبية المُنْتِجين في لبنان صاروا ينظرون إليّ كممثلة لا تؤدي سوى الكوميديا والاسكتشات، ويسندون إليّ أدواراً كوميدية ولكنني كنتُ أرفض.
في 2015 تركت (قربت تنحل) وانتقلتُ إلى الدراما، وشاركتُ في أدوار صغيرة كنت أختارها بتروٍّ، فشاركتُ في (وين كنتي) و(ثورة الفلاحين) و(تانغو) و(ام البنات) إلى أن وصلتُ إلى (غربة) الذي من بعده صار مطلوباً مني أن أكون أكثر تروياً في اختيار أدواري.
عندما تتواجد الموهبة الحقيقية، يُصبح الممثل أكثر نضجاً من عمل إلى آخَر.
وبما أن (غربة) أتاح لي الفرصة كي أقدّم أكثر من حالة، فلا شك أن هذا الأمر سيساعدني كثيراً.

• أنتِ متخصصة في الإخراج والتمثيل. هل تفكرين في العمل بالإخراج؟
- نعم، ولكن ليس في المرحلة الحالية.
سبق أن مارستُ الإخراج عندما بدأتُ العمل في المهنة، وذلك من خلال عدد من المسرحيات في مسرح (المدينة) مع السيدة نضال الأشقر ولينا أبيض وفي مسرحياتٍ ارتجالية، كما كانت لي تجربة في الفيديو كليبات مع المخرج عادل سرحان، وفي فيلم (أنا مش شهيد) الذي شارك في عدد من المهرجانات.
كما اشتغلت مُنْتِجَة في برنامج (غني مع غسان).
بداياتي كانت من خلال المسرح قبل أن يبدأ وهجُ الشاشة الصغيرة.
وحالياً الأولويةُ هي للتمثيل، لأنني أحقق نفسي أمام الكاميرا وليس وراءها.

• هل صحيح أن أساتذة الجامعة كانوا يحاولون إقناعَكم بأن التمثيل في التلفزيون لا قيمة له؟
- هناك عقدة كبيرة بين المسرح والتلفزيون، وهي غريبة وليست مفهومة.
يعتبرون أن الممثّل المسرحي هو الحقيقي والأفضل وهو الذي يقدّم رسائل هادِفةً للمجتمع، بينما الممثل التلفزيوني يهمّه المال والشهرة ويبحث عن (البزنس) ولا يقدّم الرسالة التي يؤديها المسرح.

• وفي نهاية المطاف غالبية ممثلي المسرح أصبحوا في التلفزيون؟
- هذا صحيح.
لا شك أن المسرح مختلفٌ وطَعْمُه مختلفٌ، حيث الفنان يقطف ردّ فعل الناس مباشرة، وهو مختلف عن التصوير أمام الكاميرا وإعادة المشهد والمَنْتَجة ومعرفة أصداء الناس بعد عرض المسلسل.

• هل يغيّر الفنان اقتناعاته مع الوقت أم أنه يَضْعف أمام الشهرة؟
- لا شك في أن الشهرة هي أحد الأمور التي يرغب الممثل في الوصول إليها، ولكن الأمر ليس ضعفاً تجاهها، بل أنا أحب التلفزيون كثيراً كما المشاركة في المسلسلات.
ولكن في حال تلقيتُ عرضاً مسرحياً من المستحيل أن أرفضه، لأنني أشعر بأن المسرح (ينظّفني) داخلياً. أشتاق للمسرح كثيراً والخشبة لها ناسها، ولكن التلفزيون في كل البيوت.

• ماذا أضاف ممثلو المسرح إلى الدراما التلفزيونية؟
- هناك فئة من ممثلي المسرح نتطلّع كي نشاهدها في الدراما، لأنهم فنانون حقيقيون وإحساسهم صادق، وفئة أخرى نتمنى أن تبقى في المسرح لأنهم يبالغون في الصراخ وفي نظرة العين.

• وما أهمية السينما بالنسبة إليكِ؟
- شاركتُ في فيلم (فيتامين) مع ماغي بوغصن، ولا أعرف إذا كان خطوة خاطئة في مسيرتي، لأنني كنت في بداياتي وظهرتُ فيه بدور فتاةٍ سيئة السمعة، وكثيرون صدّقوا أنني كذلك.
حتى إنه عُرض عليّ فيلم وعندما التقيتُ المُخْرِج تَراجَعَ عن إعطائي الدور بعدما تعرّف عليّ لأنه كان كوّن فكرة معيّنة عني.
وفي الفترة الأخيرة كنا نحضّر لفيلم ولكنه لم يرَ النور بسبب مشاكل إنتاجية.