لدي شغف لأداء أكبرِ عددٍ ممكن من الأدوار

فرح بيطار: كل شخصية أدّيتُها كان لها أثر في داخلي

فرح بيطار: كل شخصية أدّيتُها كان لها أثر في داخلي

تُعتبر فرح بيطار، من أبرز الوجوه اللبنانية الشابة التي حققت انتشاراً عربياً واسعاً. تجربتها الفنية واسعة وشاملة وتحقق حالياً نجاحاً لافتاً من خلال دورها في مسلسل «سلمى».
وتقول بيطار، إنها تحلم بالعالمية والوقوف على أكبر المسارح والتعامل مع أهم المخرجين العالميين، مؤكدة على أهمية الأدوار التي قدمتها خلال مسيرتها الفنية وتجربتها في الدراما التركية المعربة.

• تطلين في مسلسل «سلمى» الذي يعرض حالياً، كما تصورين في الوقت عينه النسخة المعرّبة من مسلسل «ابنة السفير»، فهل يمكن القول إنك أصبحتِ وجهاً أساسياً في الدراما المعرّبة؟
- بالنسبة إلى كيفية اختيار الممثلين للأدوار في الدراما المعرّبة، فإن الأمر لا يتعلق بكون الممثل أصبح وجهاً أساسياً فيها، بل بكيفية النظر إلى الشخصية. فإما أن يجد القائمون على هذه الأعمال أن الممثل الذي تم اختياره لتجسيد الشخصية في النسخة المعرَّبة يشبه شكلاً الشخصية التي لعبتْ الدور في النسخة التركية، وإما أن يكون هذا الممثل قد أدى دوراً سابقاً جعلهم يتذكرونه مباشرة ويرون أنه الأنسب لتأدية الشخصية. وأتمنى أن أكون أصبحتُ وجهاً أساسياً في الدراما المعرّبة.
• الأعمال المعرّبة هي في الأساس مسلسلات تركية ناجحة حظيت بنسبة مشاهدة كبيرة، فهل يصبح القلق أكبر عند الممثل، خصوصاً أن الجمهور يمكن أن يقارن بين أداء الممثلين في النسختين؟
- بصراحة، لا أسمح لنفسي أبداً بمشاهدة النسخة التركية من المسلسل لأنني سأتأثر بها كممثلة أو كإنسانة ومن دون قصد، ولذلك أفضّل قراءة النص بالطريقة أو بالرؤية التي أراها وبالإحساس الذي أشعر به. وربما مشاهدتي للنسخة التركية ستجعلني أضع علامات استفهام إذا لم أشعر بالنص بالطريقة نفسها التي شعرتْ بها الممثلة التركية التي أدت الشخصية عينها. ولذلك، أقرأ نصي وكأنه لا يوجد مسلسل قد تم تقديمه سابقاً، وكأن الشخصية تُقدم للمرة الأولى وبالطريقة التي أشعر بها. وبعد ذلك، يحصل حوار مع المُخْرِج ومدرّب التمثيل كي نصل إلى مكان يناسب الطرفين. والحمد لله، أنني لم أشاهد النسخة التركية من «سلمى» ولا مسلسل «ابنة السفير» الذي أصوّره حالياً.
• في رأيك، ما الذي يجذب المُشاهِد إلى المسلسلات المعرّبة، ولماذا تحظى بهذا الإقبال القوي؟
- بصراحة لا أعرف كيف أجيب عن هذا السؤال، لأنني لا أفهم هذه المعادلة منذ أيام المسلسلات المكسيكية كـ «ماريا مرسيدس»، «ميا»، و«ابنة الحي» وغيرها من الأعمال المدبلَجة. والناس كانوا يقبلون على مشاهدتها بقوة مع أنها لا تشبه مجتمعاتنا كثيراً، وكلنا نعرف كيف كانت الشوارع تخلو من الناس أثناء عرضها.
حقاً لا أعرف ما القوة التي تكمن في هذه المسلسلات، ولا أدري إذا كان أكثر ما يجذب إليها هو عدد الحلقات الكبير جداً. وبصرف النظر عن التطويل في القصة، لكنها تكون غنية بالتفاصيل التي تربط المُشاهِدين بالشخصيات، فلا يشعرون بأنها مجرد شخصيات تلفزيونية يشاهدونها، بل هم يرتبطون بتفاصيل حياتها.
وبالنسبة إليّ على الأقل، فإنني أرى أن أكثر ما يجذبنا إلى المسلسلات الطويلة التي تُعرض اليوم تحت اسم «مسلسلات معرّبة»، والتي كانت قبل ذلك مسلسلات مكسيكية أو تركية مدبلَجة، هو ارتباطنا بتفاصيل الشخصيات بحيث نشعر بأنها تعيش معنا، وبأننا مرتبطون بها وبأخبارها ونريد أن نعرف كل ما يحصل معها. وهذه التفاصيل غير موجودة في مسلسلاتنا بسبب ضيق الوقت أو قِلّة عدد الحلقات التي تراوح بين 15 و30 حلقة، ما لا يفتح المجال أمام المُشاهِد كي يرتبط بالشخصيات.
بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا ننسى أن هذه المسلسلات تُعرض على منصات وعلى قناتيْ «MBC السعودية» و«CBC المصرية»، أي إنها تُعرض فعلياً في كل منطقة الشرق الأوسط ومصر والخليج كما أنها متاحة دائماً على منصة «شاهد»، ما يسمح للمُشاهِد العربي بالوصول إليها ومشاهدتها في أي بلد يعيش فيه، سواء في أميركا أو أستراليا أو أي بلد آخَر. والنسبة العالية من المشاهَدة التي تحققها هذه الأعمال تعود لسهولة الوصول إلى هذا المحتوى.
• لا شك أن فترة التصوير الطويلة في الأعمال المعرّبة تحرم الممثل من الوجود في الأعمال الأخرى كالمحلية والعربية المشترَكة، فكيف يمكن له أن يعوّض هذا الغياب عنها؟
- أعتقد أن كل ممثل لديه أولويات يحددها. نحن نمثل ونصوّر في تركيا لمدةٍ تراوح بين 8 و9 أشهر. ولكن في الوقت ذاته، هناك مرونة كبيرة في التعامل، أي إذا كان لديّ مشروع آخَر، فإنهم يتعاونون كثيراً في تنظيم وضبط أيام التصوير في تركيا. أي اننا لسنا مسجونين أو محجوزين فعلياً، ولكن هذا لا يمنع من أن ثمة أولوية كما هو الحال في أي شيء آخَر، وهي تكون للمسلسل المعرَّب لأنه المشروع الأساسي أو الذي جاء قبل كل المشاريع الأخرى. لكن لو تلقيتُ عرضاً من لبنان ووافقتُ عليه في البداية تظلّ الأولويةُ له، وأحاول أن أضبط وقتي على أساسه وقبل أي مشروع آخَر، لأنه كان الأول وقبل المشاريع الأخرى. وكما قلتُ توجد مرونة رائعة وكبيرة جداً في التعامل من قبل القيّمين على الأعمال المعرّبة التي تُصوّر في تركيا، والتعامل معهم ممتع جداً في هذا الجانب بالذات.
• ما الدور الذي شكل علامة فارقة في مسيرتك الفنية؟
- كلما فكرتُ بدورٍ معيّن، أشعر بمدى تميُّزه لأنني كنتُ أشعر في مرحلة معينة بأنه سيُحْدِث فرقاً، ولذلك لا أعرف إذا كان هناك دورٌ معيّنٌ قَلَبَ مسيرتي الفنية، إلا إذا تحدثتُ عن دور «حلا» في مسلسل «غربة» لأنه كان بطولة مُطْلَقة. ولكن فعلياً، فإن كل شخصية أدّيتُها كان فيها شيءٌ أَحْدَثَ تحولاً معيّناً وتَرَكَ أثراً في داخلي، بدءاً بـ «ميسون» في «ثورة الفلاحين» إلى «سمر» في مسلسل «تانغو» إلى «ميرا» في مسلسل «أم البنات» إلى «حلا» في مسلسل «غربة». و«حلا» من الأدوار التي تركتْ أثراً كبيراً لأنها تمرّ بمراحل عدة في حياتها، لكن كل دور تَرَكَ حقاً بَصْمَةً في داخلي.
• وماذا عن الأحلام والأهداف التي تسعين إلى تحقيقها؟
- إذا سألْنا عن الأحلام، يمكنني أن أقول إن الحلم هو الوصول إلى هوليوود والعالمية، والوقوف على أكبر مسارح العالم، والعمل أمام كاميرات أهمّ المُخْرِجين العالميين. ولأننا نتحدث عن أحلام، فهذه أحلامي بالتأكيد وأتمنى أن أتمكن من تحقيقها. أما بالنسبة إلى الهدف الذي أسعى إليه، فهو أن أتمكن من أداء كل دورٍ أحب أن أؤديه أو حلمت بأدائه يوماً ما، قبل أن أتقدم في السن وأصبح غير قادرة على تقديمه، وأن أحقق مهنياً في كل مرحلة من حياتي شيئاً ما. ولا أعرف إذا كان يمكنني تسميتها أهدافاً، بل يَنطبق عليها ربما أكثر أنها إحساس يتعلق بالممثلة الموجودة في داخلي والتي دائماً لديها شغف لأداء أكبرِ عددٍ ممكن من الشخصيات.