محمد بن زايد وسام موستين يؤكدان أهمية استقرار المنطقة وحل النزاعات في العالم بالحوار
تعتزم إظهار وجودها العسكري في المنطقة:
فرنسا تتحدى الصين في بحر الصين الجنوبي...!
-- ستشارك السفن الفرنسية في مناورة بحرية مع سفن من الأسطول الأمريكي والياباني في مايو
-- ترى الصين أن المصدر الحقيقي لعسكرة بحر الصين الجنوبي يأتي من دول خارج المنطقة
-- تعتبر أمريكا واليابان أن المزاعم الصينية في هذه المنطقة «غير شرعية»
-- العمل على تعزيز شراكة فرنسا مع دول «كواد» الأربعة، الولايات المتحدة، واليابان، وأستراليا، والهند
-- ستنضم إلى هذه المهمات في أوائل عام 2022 حاملة الطائرات البريطانية الجديدة إتش إم إس الملكة إليزابيث
غادرت حاملة الطائرات الهليكوبتر تونير البرمائية والفرقاطة الشبحية سوركوف، وهما سفينتان فرنسيتان، الخميس 18 فبراير ميناء طولون الفرنسي، في طريقهما إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وستعبران مرتين بحر الصين الجنوبي، بمساحة 4.5 مليون كيلومتر مربع، تطالب بكين بنسبة 90 بالمائة منها. وستستمر مهمتهما ثلاثة أشهر. وفي هذا تحدّ مباشر جديد للصين. ووفقًا للمعلومات الواردة في موقع نافال نيوز، من المقرر أن تشارك السفن الفرنسية في مناورة بحرية مشتركة مع سفن من الأسطول الأمريكي والياباني في مايو.
وعند سؤاله عن الغرض من هذه المهمة، أوضح قائد تونير، الكابتن أرنو ترانشان، أن الأسطول الفرنسي يريد “العمل على تعزيز” شراكة فرنسا مع دول “كواد” الأربعة، الولايات المتحدة، واليابان، وأستراليا، والهند. ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست عن الكابتن ترانشان قوله إن العبور المحتمل عبر مضيق تايوان “لم يتم رسمه بعد على طرقنا في هذه المنطقة».
بضغط من الولايات المتحدة
يأتي توغّل البحرية الفرنسية في بحر الصين الجنوبي في أعقاب الغواصة النووية الفرنسية إميراود وبارجة دعمها اللوجستي السين، التي سبق أن عبرت المنطقة نفسها في 8 فبراير، مما أثار غضب بكين.
بالنسبة إلى فو كونشنغ، الخبير في معهد بحر الصين الجنوبي بجامعة شيامن في جنوب البلاد، فإن هذه المهمات في منطقة بحرية متنازع عليها “مثيرة للقلق”، وسيتعين على الصين التفكير في كيفية الرد بشكل مناسب: “من الواضح أن الولايات المتحدة تأمل في العمل مع حلفائها في الناتو لإظهار عضلاتهم في بحر الصين الجنوبي بما يسمى بتدريبات “حرية الملاحة”. وعندما تنصّب هذه الدول نفسها لسان الدفاع عن حرية الملاحة، يجب على الصين إرسال سفن حربية لمرافقتها. لكن إذا دخلوا المياه التي تطالب بها الصين، فيجب علينا الاحتجاج وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار «.
«من الواضح أن فرنسا تعتزم إظهار وجودها العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خاصة بضغط من الولايات المتحدة، من أجل التعاون مع الانتشار العسكري الأمريكي”، اعتبر، من جهته، سونغ تشونغ بينغ، معلّق عن الشؤون العسكرية الصينية، ومدرب سابق بجيش التحرير الشعبي، نقلت عنه صحيفة هونغ كونغ اليومية الصادرة بالإنجليزية.
حاملة طائرات بريطانية
وتأتي هذه المهمة الفرنسية الجديدة بعد وجود حاملتي طائرات أميركيتين في بحر الصين الجنوبي منذ 9 فبراير، وهما يو إس إس ثيودور روزفلت ويو إس إس نيميتز، برفقة أساطيلهما، فيما يعدّ أكبر انتشار أمريكي في هذه المنطقة منذ سبعة أشهر.
كما ستنضم إلى هذه المهمات في أوائل عام 2022 حاملة الطائرات البريطانية الجديدة إتش إم إس الملكة إليزابيث، والتي ستأخذ أيضًا الطريق إلى بحر الصين الجنوبي فيما سيكون أول مهمة عمليّة لها. وتم الكشف عن هذه المهمة في فبراير 2019 من قبل وزير الدفاع البريطاني السابق جافين ويليامسون الذي يرى ان هذه الخطوة “ستجعل المملكة المتحدة العالمية حقيقة واقعة». في 31 ديسمبر، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كفاي، أن “المصدر الحقيقي لعسكرة بحر الصين الجنوبي يأتي من دول خارج المنطقة ترسل سفنا حربية بعيدة آلاف الأميال من شواطئها من أجل عرض عضلاتها. يتعين على الجيش الصيني اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية السيادة الوطنية والأمن والسلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. «
مخاوف أمريكية
لكن في الواقع، ما الذي يمكن أن تفعله الصين؟ لا شيء... إلا المخاطرة بوقوع حادث مسلح يمكــــــن أن يتدهـــــور في هذه المنطقة الاستراتيجية التي أصبحت بشكل خاص منطقة “ساخنة” من العالم، والتي تمـــر عبرها أكثر من 40 بالمائة من حركة النقل البحري في العالم، والتي يمكن أن تحتوي على حقول بحرية ضخمة من النفط والغاز. وتطالب الصين “بسيادتها التي لا جدال فيها” على 90 بالمائة من بحر الصين الجنوبي، وتطالب بها أيضًا تايوان والفلبين وماليزيا وفيتنام جزئيًا. السبت 20 فبراير، حذرت الولايات المتحدة الصين من استخدام القوة في بحر الصين الجنوبي، وأكدت في الوقت نفسه أن المزاعم الصينية في المنطقة “غير قانونية”. وأعربت وزارة الخارجية عن “قلقها” إزاء التشريع الجديد الذي أقره المجلس الوطني لنواب الشعب في 22 يناير، والذي يسمح لسفن خفر السواحل الصينية باستخدام أسلحتها ضد السفن الأجنبية التي قد تدخل هذه المياه “بشكل غير قانوني». وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن هذا النص “يشير بقوة إلى أن هذا القانون يمكن أن يستخدم لترهيب جيران جمهورية الصين الشعبية”. كما نشعر بالقلق من أن الصين قد تلجأ إلى هذا القانون الجديد لتعزيز مطالباتها البحرية غير القانونية في بحر الصين الجنوبي. « في 21 يناير، أعلنت اليابان في مذكرة شفوية أرسلتها إلى الأمم المتحدة أن مطالبات بكين بشأن بحر الصين الجنوبي “لا أساس لها” لأنـــــــها تتعــــــــارض مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. ويأتي رد الفعل الياباني لينضاف إلى إعلان الولايات المتحدة، في 13 يوليو 2020، بصوت وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والذي بموجبه تعتبر أمريكــــــــا المزاعــــــم الصينية في هـــــــــذه المنطقة “غير شرعية”. وقد ردد هذا التصريح لاحقًا الرئيس الحالي للدبلوماسية الأمريكية أنتوني بلينكن.
لا يقتصر هذا الموقف على واشنطن وطوكيو فقط. عادةً ما تكون فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة متحفظة بشأن هذه القضية، لكنها أحدثت مفاجأة في 16 سبتمبر، حيث أرسلت إلى الأمم المتحدة ملاحظاتها الخاصة حول الموضوع الذي تعتبره “غير مبرر”، مؤكدة أن المطالب الصينية في هذه المنطقة مخالفة للقانون الدولي.
وهذه هي المرة الأولى التي تعبّر فيها القوى الأوروبية الثلاث الكبرى -أعضاء مجموعة السبع -بشكل جماعي عن رؤية مشتركة، وتؤكد موقفها الموحد بشأن قضية بحر الصين.
-----------------------------
مؤلف حوالي خمسة عشر كتابًا مخصصة للصين واليابان والتبت والهند والتحديات الآسيوية الرئيسية. عام 2020، نشر كتاب “الزعامة العالمية محوره، الصدام بين الصين والولايات المتحدة” عن منشورات لوب.
-- ترى الصين أن المصدر الحقيقي لعسكرة بحر الصين الجنوبي يأتي من دول خارج المنطقة
-- تعتبر أمريكا واليابان أن المزاعم الصينية في هذه المنطقة «غير شرعية»
-- العمل على تعزيز شراكة فرنسا مع دول «كواد» الأربعة، الولايات المتحدة، واليابان، وأستراليا، والهند
-- ستنضم إلى هذه المهمات في أوائل عام 2022 حاملة الطائرات البريطانية الجديدة إتش إم إس الملكة إليزابيث
غادرت حاملة الطائرات الهليكوبتر تونير البرمائية والفرقاطة الشبحية سوركوف، وهما سفينتان فرنسيتان، الخميس 18 فبراير ميناء طولون الفرنسي، في طريقهما إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وستعبران مرتين بحر الصين الجنوبي، بمساحة 4.5 مليون كيلومتر مربع، تطالب بكين بنسبة 90 بالمائة منها. وستستمر مهمتهما ثلاثة أشهر. وفي هذا تحدّ مباشر جديد للصين. ووفقًا للمعلومات الواردة في موقع نافال نيوز، من المقرر أن تشارك السفن الفرنسية في مناورة بحرية مشتركة مع سفن من الأسطول الأمريكي والياباني في مايو.
وعند سؤاله عن الغرض من هذه المهمة، أوضح قائد تونير، الكابتن أرنو ترانشان، أن الأسطول الفرنسي يريد “العمل على تعزيز” شراكة فرنسا مع دول “كواد” الأربعة، الولايات المتحدة، واليابان، وأستراليا، والهند. ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينغ بوست عن الكابتن ترانشان قوله إن العبور المحتمل عبر مضيق تايوان “لم يتم رسمه بعد على طرقنا في هذه المنطقة».
بضغط من الولايات المتحدة
يأتي توغّل البحرية الفرنسية في بحر الصين الجنوبي في أعقاب الغواصة النووية الفرنسية إميراود وبارجة دعمها اللوجستي السين، التي سبق أن عبرت المنطقة نفسها في 8 فبراير، مما أثار غضب بكين.
بالنسبة إلى فو كونشنغ، الخبير في معهد بحر الصين الجنوبي بجامعة شيامن في جنوب البلاد، فإن هذه المهمات في منطقة بحرية متنازع عليها “مثيرة للقلق”، وسيتعين على الصين التفكير في كيفية الرد بشكل مناسب: “من الواضح أن الولايات المتحدة تأمل في العمل مع حلفائها في الناتو لإظهار عضلاتهم في بحر الصين الجنوبي بما يسمى بتدريبات “حرية الملاحة”. وعندما تنصّب هذه الدول نفسها لسان الدفاع عن حرية الملاحة، يجب على الصين إرسال سفن حربية لمرافقتها. لكن إذا دخلوا المياه التي تطالب بها الصين، فيجب علينا الاحتجاج وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار «.
«من الواضح أن فرنسا تعتزم إظهار وجودها العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، خاصة بضغط من الولايات المتحدة، من أجل التعاون مع الانتشار العسكري الأمريكي”، اعتبر، من جهته، سونغ تشونغ بينغ، معلّق عن الشؤون العسكرية الصينية، ومدرب سابق بجيش التحرير الشعبي، نقلت عنه صحيفة هونغ كونغ اليومية الصادرة بالإنجليزية.
حاملة طائرات بريطانية
وتأتي هذه المهمة الفرنسية الجديدة بعد وجود حاملتي طائرات أميركيتين في بحر الصين الجنوبي منذ 9 فبراير، وهما يو إس إس ثيودور روزفلت ويو إس إس نيميتز، برفقة أساطيلهما، فيما يعدّ أكبر انتشار أمريكي في هذه المنطقة منذ سبعة أشهر.
كما ستنضم إلى هذه المهمات في أوائل عام 2022 حاملة الطائرات البريطانية الجديدة إتش إم إس الملكة إليزابيث، والتي ستأخذ أيضًا الطريق إلى بحر الصين الجنوبي فيما سيكون أول مهمة عمليّة لها. وتم الكشف عن هذه المهمة في فبراير 2019 من قبل وزير الدفاع البريطاني السابق جافين ويليامسون الذي يرى ان هذه الخطوة “ستجعل المملكة المتحدة العالمية حقيقة واقعة». في 31 ديسمبر، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية تان كفاي، أن “المصدر الحقيقي لعسكرة بحر الصين الجنوبي يأتي من دول خارج المنطقة ترسل سفنا حربية بعيدة آلاف الأميال من شواطئها من أجل عرض عضلاتها. يتعين على الجيش الصيني اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية السيادة الوطنية والأمن والسلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي. «
مخاوف أمريكية
لكن في الواقع، ما الذي يمكن أن تفعله الصين؟ لا شيء... إلا المخاطرة بوقوع حادث مسلح يمكــــــن أن يتدهـــــور في هذه المنطقة الاستراتيجية التي أصبحت بشكل خاص منطقة “ساخنة” من العالم، والتي تمـــر عبرها أكثر من 40 بالمائة من حركة النقل البحري في العالم، والتي يمكن أن تحتوي على حقول بحرية ضخمة من النفط والغاز. وتطالب الصين “بسيادتها التي لا جدال فيها” على 90 بالمائة من بحر الصين الجنوبي، وتطالب بها أيضًا تايوان والفلبين وماليزيا وفيتنام جزئيًا. السبت 20 فبراير، حذرت الولايات المتحدة الصين من استخدام القوة في بحر الصين الجنوبي، وأكدت في الوقت نفسه أن المزاعم الصينية في المنطقة “غير قانونية”. وأعربت وزارة الخارجية عن “قلقها” إزاء التشريع الجديد الذي أقره المجلس الوطني لنواب الشعب في 22 يناير، والذي يسمح لسفن خفر السواحل الصينية باستخدام أسلحتها ضد السفن الأجنبية التي قد تدخل هذه المياه “بشكل غير قانوني». وقال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن هذا النص “يشير بقوة إلى أن هذا القانون يمكن أن يستخدم لترهيب جيران جمهورية الصين الشعبية”. كما نشعر بالقلق من أن الصين قد تلجأ إلى هذا القانون الجديد لتعزيز مطالباتها البحرية غير القانونية في بحر الصين الجنوبي. « في 21 يناير، أعلنت اليابان في مذكرة شفوية أرسلتها إلى الأمم المتحدة أن مطالبات بكين بشأن بحر الصين الجنوبي “لا أساس لها” لأنـــــــها تتعــــــــارض مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. ويأتي رد الفعل الياباني لينضاف إلى إعلان الولايات المتحدة، في 13 يوليو 2020، بصوت وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، والذي بموجبه تعتبر أمريكــــــــا المزاعــــــم الصينية في هـــــــــذه المنطقة “غير شرعية”. وقد ردد هذا التصريح لاحقًا الرئيس الحالي للدبلوماسية الأمريكية أنتوني بلينكن.
لا يقتصر هذا الموقف على واشنطن وطوكيو فقط. عادةً ما تكون فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة متحفظة بشأن هذه القضية، لكنها أحدثت مفاجأة في 16 سبتمبر، حيث أرسلت إلى الأمم المتحدة ملاحظاتها الخاصة حول الموضوع الذي تعتبره “غير مبرر”، مؤكدة أن المطالب الصينية في هذه المنطقة مخالفة للقانون الدولي.
وهذه هي المرة الأولى التي تعبّر فيها القوى الأوروبية الثلاث الكبرى -أعضاء مجموعة السبع -بشكل جماعي عن رؤية مشتركة، وتؤكد موقفها الموحد بشأن قضية بحر الصين.
-----------------------------
مؤلف حوالي خمسة عشر كتابًا مخصصة للصين واليابان والتبت والهند والتحديات الآسيوية الرئيسية. عام 2020، نشر كتاب “الزعامة العالمية محوره، الصدام بين الصين والولايات المتحدة” عن منشورات لوب.