رئيس الدولة ورئيس الوزراء البريطاني يبحثان هاتفياً التطورات الإقليمية
فرنسا تُراقب المرتبطين بإيران على أراضيها
بعد تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط على إثر تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني، عززت فرنسا إجراءاتها الأمنية والعسكرية على نحوٍ غير مسبوق، مع تأكيدها أنّ طهران سبق أن «أثبتت قُدرتها على تنفيذ أعمال إرهابية» في أوروبا، ولايزال بإمكانها ذلك.
وأمر وزير الداخلية برونو ريتيللو بتعزيز إجراءات اليقظة في كامل التراب الوطني الفرنسي، وسط مُواصلة إسرائيل وإيران تبادل الضربات العسكرية القاتلة، والتي أشعل فتيلها هجوم إسرائيلي واسع على مواقع عسكرية ونووية إيرانية.
وفي برقية أرسلها إلى كبار مسؤولي الأمن الداخلي، أمر ريتيللو بتعزيز الإجراءات الأمنية في المواقع «التي قد تستهدفها أعمال إرهابية أو خبيثة من قبل قوة أجنبية». ودعا وزير الداخلية إلى التعبئة الفعّالة لأجهزة الاستخبارات الفرنسية «لتقييم حالة التهديد»، وقوات الأمن «لتعزيز أمان وسلامة الأماكن العامة من خلال وجود رادع وواضح». كما شددت المذكرة على الاهتمام الخاص بأماكن العبادة والمدارس والمؤسسات والمناطق ذات الكثافة البشرية العالية. ولمواجهة أيّ تهديد مُحتمل، أكد وزير الداخلية الفرنسي أيضاً «ضرورة تكثيف الجهود لمُراقبة الإيرانيين أو المُرتبطين بطهران في إطار خلايا مُكافحة التطرّف ودعم الأسر».
وأضاف «يجب تعزيز جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية من خلال مُراقبة الحدود وتنفيذ إجراءات الإبعاد»، في خطوة وقائية تهدف إلى منع دخول الإرهابيين والمُتطرّفين.
وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قد أعلن أيضاً «تعزيز نظام عملية سينتينيل» أي الحارس، الذي يقضي بنشر جنود وقوات عسكرية في فرنسا لمُواجهة «جميع التهديدات المحتملة على الأراضي الوطنية»، وذلك في أعقاب الضربات الإسرائيلية المُكثّفة على المواقع العسكرية والنووية الإيرانية.
وقال الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحافي في قصر الإليزيه: «اتُخذت عدّة إجراءات لضمان سلامة مواطنينا وجنودنا وسفاراتنا في المنطقة، أي الشرق الأوسط. وأطلب من مواطنينا تجنب الذهاب إلى هناك مهما كانت الذريعة»، مؤكداً أنّ الوجود العسكري الفرنسي في الخارج في حالة تأهب.
وسلّط ماكرون، الضوء على «المسؤولية الجسيمة» لإيران في تصاعد التوتر مع إسرائيل التي أطلقت عملية «الأسد الصاعد». وأكّد قائلاً: «لا يمكننا العيش في عالم تملك فيه إيران أسلحة نووية».
ودعت وزارة الخارجية الفرنسية مواطنيها إلى تجنّب السفر بشكل خاص إلى إيران، وإسرائيل، والأراضي الفلسطينية، حتى لو كان لأسباب عائلية أو سياحية، بينما علّقت الخطوط الجوية الفرنسية رحلاتها بين باريس وتل أبيب حتى إشعار آخر.
ويُتيح نظام الحارس «سانتينيل» الذي أعيد تفعيله وتعزيزه، نشر جنود حول المواقع الفرنسية أو السياحية الحساسة في أهم المُدن، واتخاذ العديد من الإجراءات لضمان سلامة الفرنسيين والسفارات والقنصليات في فرنسا.
وذكّرت وزارة الجيوش الفرنسية على موقعها الإلكتروني الرسمي بأنّ عملية «سانتينيل» تهدف إلى «الدفاع عن الفرنسيين وحمايتهم» على أرضنا. ويُذكر أن هذا النظام أطلق للمرّة الأولى عقب هجمات يناير -كانون الثاني ونوفمبر -تشرين الثاني 2015 الإرهابية في باريس.