ما لم يحدث انقلاب أو معجزة،

فرنسا: «واترلو» اليسار في رئاسية عام 2022...!

فرنسا: «واترلو» اليسار في رئاسية عام 2022...!

-- أبرزت جميع المحطات الانتخابية الأخرى منذ عام 2017 ضعفًا تاريخيًا للتيارات اليسارية
-- صعود سريع مستبعد لأن المعنيين يجرّون ما بين عشرين وأربعين عامًا من الحياة السياسية وراءهم
-- من سبعة إلى ثمانية مرشحين في السباق على هــذا الجـانب من رقعــة الشــطرنج
-- عناصر عديدة مجتمعة ترسم سيناريو لا يقود إلى الاعتقاد بأن حملة اليسار ستكون هادئة ورابحة
-- اليسار بمختلف تشكيلاته تدحرج بعشر نقاط عن مستواه في رئاسية عام 2002


   دخلت آن هيدالغو، عمدة باريس، المنافسة تحت يافطة الحزب الاشتراكي. واستطلاعات الرأي الحالية تعطيها قاعدة ضيقة، ونوايا التصويت منخفضة لجميع اليساريين.
  هل حقًا يؤمن اليسار بمختلف تعبيراته بفوز محتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ بالاستماع إلى خطاباتهم قبل الحملة الانتخابية، قد يبدو لهم السؤال غير مناسب، هذا ان لم يكن صراحة في غير محله -ناهيك مذلّ. المشكلة هي أن جزءًا من الرأي العام، حتى من ناخبيهم، الحاليين أو السابقين، يطرح هذا السؤال.
   يقول المتمردون، من خلال زعيمهم -مرشحهم، إنه لا يمكن استبعادهم من الجولة الثانية إلا بالامتناع القوي عن التصويت (الأمر الذي قد يفسّر على أنه نصف اعتراف). ويؤكد الشيوعيون أن فابيان روسيل، سكرتيرهم الوطني المرشح، سيكون “الرئيس الذي سيحافظ على العمل والقدرة الشرائية».
   الخضر، الأقوياء بنتائجهم في الانتخابات الأوروبية والبلدية، مقتنعون بأن المستقبل ملك لهم. والمرشحون الخمسة الأساسيون يفكرون (بشكل منفصل) في تمثيل هذا المستقبل. أما بالنسبة لجهاز الحزب الاشتراكي، فهو يرى في آن هيدالغو المرأة التي ستُخرج البلاد من المأزق ... وفي الوقت نفسه ، تُخرج الحزب الاشتراكي من نفقه.

عمدة باريس
 تدخل الساحة الوطنية
   آخر المترشحين اليساريين التي أعلنت عن مشاركتها في أم المعارك الانتخابية لعام 2022، عمدة باريس هي إذن الشخصية الثانية للتيار الاشتراكي بعد أرنود مونتبورغ -وزير الاقتصاد والشؤون الرقمية السابق في حكومة فرانسوا هولاند، لم يعد عضوًا في الحزب الاشتراكي– تدخل الساحة. وهي أيضًا الشخصية الرابعة في هذا الحزام السياسي التي تنطلق قبل انضمام خامس أو خامسة إلى الرباعي عندما يحسم الخضر اختيارهم.
   الى هؤلاء المتنافسين الخمسة المتأكدين تقريبا من وجودهم في القبعة الأولى، كما يقولون في سحب القرعة للمسابقات الرياضية، قد يكون من الضروري إضافة آخرين لم يحسموا قرارهم بعد. وبالتأكيد اثنان آخران من أقصى اليسار، مع تروتسكيي لوت أوفريير والحزب الجديد المناهض للرأسمالية: ناتالي أرثود وفيليب بوتو.
   هذا الاستطلاع السريع الأول، يعطينا على الأقل، سبعة إلى ثمانية مرشحين يخوضون السباق على هذا الجانب من رقعة الشطرنج.
وكما حدث عام 2002 الذي شهد ظهور اول لوبان، الأب هذه المرة، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد الإقصاء المفاجئ لرئيس الوزراء المنتهية ولايته ليونيل جوسبان في الجولة الأولى.

حصل الثمانية ممثلين عن اليسار بكل اطيافه، على ما يقرب من 43 بالمائة من الأصوات، وحصل الثلاثة من أقصى اليسار (أرليت لاغيلييه، وأوليفييه بيسانسينو، ودانييل غلوكستين) على أكثر من 10 بالمائة من الأصوات.
   بعد عشرين عامًا، لم يعد المشهد هو نفسه تمامًا. وفي هذا القول تخفيف، لأنه يختلف اختلافًا عميقًا بالنسبة لليسار. بصرف النظر عن الانتخابات البلدية الأخيرة التي كانت نوعًا من جرعة اوكسيجين للحزب الاشتراكي، فإن جميع المحطات الانتخابية الأخرى منذ عام 2017 قد أبرزت ضعفًا تاريخيًا يذكرنا بالوضع الذي ظهر خلال الانتخابات الرئاسية لعام 1969.
   مع ترشيح جاستون ديفير، كان الاشتراكيون في القاع (5 بالمائة من الأصوات في الجولة الأولى) وسيطر الحزب الشيوعي على اليسار الفرنسي: ممثله، الكومنتري جاك دوكلوس، حصل على أكثر من 21 بالمائة من الأصوات. وإجمالي اليسار مع آلان كريفين، الممثل التروتسكي لأحد فروع الأممية الرابعة، لم يصل إلى 30 بالمائة من الأصوات.

هذا هو بالضبط الوضع العام السائد اليوم في ميزان القوى الانتخابي، حيث عوّض حزب فرنسا المتمردة، جزئيًا، الحزب الشيوعي الفرنسي.
   لقد أظهرت استطلاعات الرأي الثلاثين أو نحو ذلك حول نوايا التصويت التي أجرتها معاهد الاستطلاع (ايفوب، ايبسوس، هاريس انتراكتيف، ايلاب، اوبينيون واي) منذ بداية عام 2021، أن كل اليسار تدحرج بأكثر من عشر نقاط عن مستواه في رئاسية عام 2002. ومرة أخرى، حول 30 بالمائة إلى 32 بالمائة، كأدنى مستوى له، الأكثر تفاؤلاً.

حملة لتحريك الخطوط
   تضع النتائج الأقل ايجابية كل مكونات اليسار مجتمعة في مياه منخفضة بنسبة 25 بالمائة. وإذا كان لا بد من توزيع هذا المحصول على سبعة أو ثمانية، فلن يكون ثقيلا جدًا لكل واحد. وفي كل الأحوال، فإن هذا يقلل بشكل كبير من فرص أن تكون أعلى من 10 بالمائة من الأصوات المدلى بها.
 وحتى تجاوز هذا السقف لن يعطي، في الواقع، أي فرصة معقولة للشخص المعني للظهور في الجولة الثانية.
   للتذكير، أن هذه الاستطلاعات تعطي فكرة عن الوزن الانتخابي لكل شخص أو كل حزب تم اختباره في وقت إجراء الاستطلاع. وإنه ليس تنبؤًا أو توقعًا -تدقيق يمكن أن يمنح الأمل للجميع.
   للحملة الانتخابية على وجه التحديد ميل وكهدف، إن لم يكن فائدة، تحريك الخطوط. وقد ثبت ذلك من خلال الحملات الانتخابية العشر الرئاسية للجمهورية الخامسة (منذ الاستفتاء على انتخاب رئيس الدولة بالاقتراع العام في عام 1962)، من عام 1965 إلى عام 2017. وفي المرة الأخيرة بطريقة ملفتة للنظر، بما ان الحزبين اللذين هيكلا الحياة السياسية الفرنسية لأكثر من خمسين عامًا تمت إزاحتهما من الطريق المؤدي إلى قصر الإليزيه بواسطة “اوبني” (كائن سياسي غير معروف)، إيمانويل ماكرون، والذي راهن عليه عدد قليل جدًا من المراقبين قبل بضعة أشهر... وانتهى الأمر بفوزه.

مرشحون ومرشحة
أصحاب مسيرة طويلة
   هل سينطبق هذا الصعود النيزكي على إحدى الشخصيات اليسارية المتنافسة لعام 2022؟ لا يلومنا المنافس المحتمل والمنافسة من أقصى اليسار على خط السباق، على شطبهما من البداية من هذه الفرضية، لأن المرشحين التروتسكيين كانوا دائمًا شهادة بسيطة على البقاء السياسي الخالد. إذن، ماذا عن الشخصيات اليسارية الحالية (باستثناء الخضر الذين ينتظرون الانتخابات التمهيدية) الذين أعلنوا عن وجودهم في المنافسة؟
    بالنسبة إلى ميلينشون، روسيل، مونتيبورغ، وهيدالغو، فإن ملاحظة أولى تفرض نفسها: لديهم ولديها مسيرة سياسية طويلة سيروّجون لها.
   فاز رئيس كتلة فرنسا المتمردة في الجمعية الوطنية بأول تفويض انتخابي له في أوائل الثمانينات (مستشار بلدية ماسي، في إيسون، عام 1983)، ناهيك عن التزامه بعد مايو 68 داخل المنظمة الشيوعية الأممية، فرع لامبرت للتروتسكية) قبل الحصول على مسؤوليات في الحزب الاشتراكي في نهاية السبعينات.
   انضم السكرتير الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي (منذ 2018) إلى حركة الشبيبة الشيوعية في الثمانينات، وأصبح راعيًا لجامعة الشمال القوية السابقة لهذا الحزب عام 2000. وسينتظر حتى عام 2014 ليصبح مستشارًا لبلدية سان اماند ليه او، و2017 لتولي خلافة شخصية من الوزن الثقيل للحزب، آلان بوكيه، في الجمعية الوطنية.
  بالنسبة لمونتبورج، بدأت المغامرة السياسية عام 1985 في الحزب الاشتراكي قبل أن تتجسد كنائب، من 1997 إلى 2012. عُين وزيراً بعد فوز فرانسوا هولاند بالرئاسية، وظل في الحكومة طيلة عامين فقط وانسحب إثر قطيعة سياسية بسبب خلاف مع الإليزيه وماتينيون.
   أخيرًا، بدأت هيدالغو مسيرتها في نهاية التسعينات في الدواوين الوزارية الاشتراكية قبل أن تصبح النائب الأول لرئيس بلدية باريس بعد فوز برتراند ديلانوي (الحزب الاشتراكي) في الانتخابات البلدية لعام 2001، لتخلفه كرئيسة للبلدية وليُعاد انتخابها عام 2020.

تصريحات نهائية ... ونفي
   إن القضية إذن محسومة قليلاً بالنسبة للصعود النيزكي، لأن الأطراف المعنية تجرّ ما بين عشرين وأربعين عامًا من الحياة السياسية العامة وراءها. بالإضافة إلى ذلك، سبق ان خاض أحدهم (ميلينشون) الانتخابات الرئاسية مرتين، ولكن دون جدوى، والآخر (مونتيبورج) قام بإجراء دورتين انتخابيتين تمهيديتين اشتراكيتين، الأولى عام 2011، والثانية عام 2017، وحقق في كل مرة نتيجة بين 17 بالمائة و18 بالمائة، ليتم إقصاؤه في كل مرة أيضًا من الجولة الأولى.
 ويمكن للمتمرد، والمؤيد لـ مايد اين فرانس، أن يجدا المواساة من خلال تذكر أن المحاولة الثالثة كانت هي المناسبة لفرانسوا ميتران.
   بالإضافة إلى ذلك، فإن منتقدي مونتيبورج وهيدالغو، لن يتأخروا في تحديث البيانات النهائية التي أدلى بها كل منهما في ماض بعيد بدرجات متفاوتة.
   في نهاية عام 2014، أعلن الأول بشكل قطعي عن “الانسحاب من الحياة العامة المهنية” قبل أن يسلم، بعد سبع سنوات، رسالة ضبابية إلى حد ما يقول فيها “مستعد لهذا الاحتمال الجاد لمرشح وحيد”، مضيفا أنه لن يترشح “في الظرف الحالي”. وأعلنت الثانية، بعد يوم من إعادة انتخابها لمنصب عمدة باريس، عام 2020، عن رغبتها في المشاركة في نقاش الرئاسية دون أن تشارك في اللعبة: “لن أكون مرشحة”، كما أشارت في مقابلة مع الباريسيان.
   «لا يوجد سوى الحمقى الذين لا يغيّرون رأيهم”، كما يقول المثل الذي يمكن لمونتبورج وهيدالغو أن يتخندقا وراءه.
 وكلما كان الرد الذي يقدماه سياسيا، فانه يعطي هيكلًا لهذا المثل: يعتبر الاثنان أن الظروف السياسية قد تغيرت، وأن وجودهما أصبح أمرًا لا غنى عنه ... لليسار.

مشكلة مكانة وفضاء سياسي
   طالب الوزير السابق بمرشّح واحد وهو يدرك استحالة ذلك نظرًا للاختلافات بين المتمردين والاشتراكيين، باستثناء الاعتقاد بأنه يمكن أن يكون هو مرشح التوليف الافتراضي هذا. عارضت عمدة باريس الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الاشتراكي التي أدت إلى النتيجة التي نعرفها (6.36 بالمائة لبينوا هامون ... الذي أعلن أيضًا انسحابه من الحياة السياسية)، ولا ترغب في ترك المجال مفتوحًا لحماة البيئة (أوروبا البيئة-الخضر) الذين ينتمون إلى الأغلبية البلدية ولديهم طموحات لزعامة اليسار.
   ليس من الصعب أن نفهم من خلال هذا المقياس، أن كلا من مونتبورج وهيدالغو لديهما مشكلة تخصص وفضاء سياسي. يصطاد مونتبورغ، جزئيًا، في أراضي ميلينشون، وهو أمر متبادل وضار للمرشحين.
كما أنه يفتك، على الهامش، شريحة من ناخبي هيدالغو التي، هي نفسها، في منافسة مع أنصار البيئة عبر أوروبا البيئة-الخضر، والجيل، الحزب الذي أسسه هامون. دون احتساب الحزب الشيوعي الفرنسي، لا سيما بين ناخبي العاصمة حيث ممثله في مجلس باريس، إيان بروسات، نائب الإسكان، هو أيضًا مدير الحملة الرئاسية لروسيل... مشهد معقد جميل بشكل ما.
   إن كل هذه العناصر مجتمعة، ترسم سيناريو لا يقود إلى الاعتقاد بأن حملة اليسار ستكون هادئة ورابحة، إذا لم تتطور الأمور.
 وإلا في صورة حدوث انقلاب من شأنه أن يؤدي إلى وضع جديد لا يمكن التنبؤ به، مثل دفعة لنوايا التصويت لهيدالغو في اليوم التالي لترشّحها، أو لصالح الخضر في نهاية الانتخابات التمهيدية، أو لصالح ميلينشون عندما ستكون الحملة قد وصلت ذروتها، لا يمكننا حتى الآن تمييز ما الذي يمكن أن ينقذ اليسار من غرق انتخابي عام 2022. وفي الانتظار، يمكنهم التمسك بشعار مدينة باريس: “ ضربته الأمواج، لكنه لا يغرق».
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot
https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/sv388/ https://ejournal.unperba.ac.id/pages/uploads/ladangtoto/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/scatter-hitam/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/assets/blog/sv388/ https://poltekkespangkalpinang.ac.id/public/uploads/depo-5k/ https://smpn9prob.sch.id/content/luckybet89/