فريق علمي يكشف أسرار واقعة أكل لحوم البشر في إسبانيا

فريق علمي يكشف أسرار واقعة أكل لحوم البشر في إسبانيا


اكتشف فريق من الباحثين الإسبان أدلة مروعة على ممارسة أكل لحوم البشر قبل نحو 5700 عام في كهف "إل ميرادور" الواقع ضمن سلسلة جبال أتابويركا في إقليم بورغوس شمالي إسبانيا، حيث عُثر على بقايا 11 شخصاً، من بينهم أطفال ومراهقون وبالغون، تعرضوا للتقطيع والطهي ثم التهام لحومهم.
وأوضح الفريق العلمي، الذي يضم باحثين من المعهد الكتالوني لعلم ما قبل التاريخ البشري والتطور الاجتماعي (Iphes-Cerca) والمجلس الأعلى للبحث العلمي (CSIC)، أن التحاليل الأثرية للعظام كشفت عن آثار قطع دقيقة، وكسور للوصول إلى نخاع العظام، وعلامات حرق تشير إلى الطهي، إضافة إلى آثار أسنان بشرية، مما يدل على عملية استهلاك منظمة للحوم الضحايا.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الحادثة ليست مرتبطة بمجاعات أو طقوس جنائزية، بل على الأرجح كانت نتيجة صراع دموي بين جماعات زراعية محلية أو بين السكان القدامى والوافدين الجدد، وانتهت بالقضاء على مجموعة كاملة في فترة زمنية قصيرة جداً.
وبيّنت الدراسة أن الحالة المكتشفة تعود إلى نهاية العصر الحجري الحديث، وهي سلوكيات نادرة في المنطقة، لكنها تتقاطع مع حوادث مشابهة وموثقة من الحقبة نفسها في أوروبا، مثل مجزرة "تالهايم" في ألمانيا وموقع "إلس تروكس" في إسبانيا، بالإضافة إلى كهف "فونتبريغوا" في فرنسا و"هيركسهايم" بألمانيا.
وأكدت الباحثة بالميرا سالاديه أن أكل لحوم البشر من أكثر السلوكيات الإنسانية تعقيداً في التفسير، نظراً لصعوبة ربطه بسياق اجتماعي أو ثقافي محدد، خاصة أن الأدلة الحالية تشير إلى أنه كان فعلًا عنيفاً ومتعمداً، لا مجرد استجابة لظروف قاسية.