فلوريدا تستعد لإعصار جديد قد يصبح «قويا جدا»
يتجه إعصار جديد نحو ولاية فلوريدا وهو مرجح للاشتداد في خضم جدل دائر حول المساعدات الفدرالية لضحايا الكوارث عقب مرور إعصار هيلين المدمر عبر جنوب شرق الولايات المتحدة قبل أسبوع.ويُعتبر إعصار ميلتون الموجود حاليا في خليج المكسيك، إعصارا من الفئة الأولى (من أصل 5). ومن المتوقع أن يصبح “إعصارا كبيرا” (من الفئة 3 وما فوق) يوم الاثنين قبل أن يصل إلى ساحل فلوريدا الغربي في منتصف الأسبوع، حسبما حذرت الوكالة الأميركية لمراقبة الأعاصير (إن إتش سي).وعند الساعة الواحدة بالتوقيت المحلي (الساعة السادسة ت غ)، كان ميلتون بسرعة 150 كيلومترا بالساعة و”يتوقع أن يتحول إلى إعصار قوي في وقت لاحق «.
وحذرت الوكالة من أن “أضرارا كبيرة ستلحق” حتى بالمساكن المتينة البناء، فيما “يتوقع أن ينقطع التيار الكهربائي والمياه على مدى أيام عدة او حتى أسابيع بعد مرور العاصفة».
وتثير هذه التوقعات الصادرة عن الوكالة القلق في فلوريدا، وكذلك في جنوب شرق الولايات المتحدة الذي تعرض لأضرار واسعة بسبب مرور هيلين.وصرحت رئيسة بلدية مدينة تامبا الساحلية في فلوريدا جاين كاستور لمحطة سي ان ان “في الوقت الراهن نحن نزيل الأضرار الناجمة عن هيلين” مضيفة انه من الصعب تصور أمطار غزيرة يحملها إعصار جديد “فضلا عن الأضرار الناجمة عن الرياح».وأصدرت السلطات أوامر إخلاء الزامية لبعض أجزاء منطقة باسكو وجزيرة آنا ماريا قرب تامبا اعتبارا من الاثنين، فيما طلبت حفنة من البلدات من المقيمين في بعض المؤسسات، مؤسسات الرعاية بإخلائها.وفي مواجهة التهديد الذي يمثله ميلتون، مدد الحاكم الجمهوري لولاية فلوريدا رون ديسانتيس حالة الطوارئ التي أعلنها في اليوم السابق لتشمل مقاطعات عدة الأحد. وباتت تشمل 51 منطقة من أصل 67.
ولا تزال جهود الإنقاذ متواصلة لمساعدة الكثير من ضحايا الإعصار هيلين، وهو الأكثر حصدا للأرواح الذي يضرب الولايات المتحدة منذ إعصار كاترينا في العام 2005.
وضرب الإعصار هيلين الذي كان من الفئة الرابعة، أيضا ولايات جورجيا وكارولاينا الجنوبية وكارولاينا الشمالية، ما أدى إلى فيضانات غير مسبوقة ومقتل 226 شخصا على الأقل، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا لإعلانات رسمية.ويساهم التغير المناخي من خلال ارتفاع حرارة مياه البحار والمحيطات في تحول العواصف سريعا إلى أعاصير قوية.وكانت الوكالة الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) حذرت في نهاية أيار/مايو من أن موسم الأعاصير الذي يمتد من أوائل حزيران/يونيو إلى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، سيكون استثنائيا هذا العام، مع احتمال حدوث أربعة إلى سبعة أعاصير من الفئة 3 أو أكثر.
وطمأنت دايان كريسويل، مديرة الوكالة الفدرالية للاستجابة الطارئة للكوارث الطبيعية (FEMA)، المنتقدين الأحد قائلة “نحن مستعدون تماما” للتعامل مع إعصار ميلتون.
وقالت خلال مقابلة مع محطة ايه بي سي “بدأنا الاستعداد لهذا الأمر منذ أيام. سننشر الموارد لتلبية احتياجات” السكان، مضيفة أن الفرق منتشرة من الآن.
والأحد دعا الرئيس جو بايدن “جميع سكان فلوريدا إلى الاستماع إلى المسؤولين المحليين والاستعداد وفقا لذلك».
وجدد الرئيس التزامه دعم المناطق المنكوبة في جنوب شرق الولايات المتحدة، معلنا في بيان نشر 500 جندي إضافي في ولاية كارولاينا الشمالية، الأكثر تضررا من الإعصار (118 قتيلا على الأقل).وقد تم حشد ما مجموعه 1500 جندي، بالإضافة إلى الآلاف من عمال الطوارئ وعناصر الحرس الوطني.وأتى التهديد الجديد في وقت تعاني السلطات الأميركية في مواجهة وابل من الأخبار الكاذبة والمضللة بشأن المساعدة المقدمة للمنكوبين.والسبت، كرر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب هذه الادعاءات الخاطئة ومفادها أن إدارة بايدن-هاريس حولت اموالأ مخصصة للمساعدة الموجهة إلى المناطق المنكوبة جراء الإعصار هيلين، إلى برامج دعم للمهاجرين.وردت عليه مديرة الوكالة الفدرالية للاستجابة الطارئة للكوارث الطبيعية (FEMA) بقولها “هذا سخيف صراحة وخاطئ تماما” داحضة الشائعات الكثيرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الإعصار.وكان ترامب اتهم الأسبوع الماضي السلطات الديموقراطية “بتعمد عدم مساعدة الناس في المناطق الجمهورية».
وقال توم تيليس السناتور الجمهوري عن كارولاينا الشمالية في بيان “آخر شيء يحتاجه ضحايا هيلين في هذه المرحلة هو موقف سياسي أو نظريات مؤامرة تضر بجهود الاغاثة».
وبلغت المشكلة حدا اضطرت فيها سلطات كارولاينا الشمالية والوكالة الفدرالية للاستجابة الطارئة للكوارث الطبيعية (FEMA) إلى نشر رسالة عبر الانترنت من أجل دحض هذه الادعاءات الكاذبة ومنها ان الأسر التي تطلب مساعدة فدرالية قد تصادر ممتلكاتها بعد الكارثة.