فن الكاريكاتير والرسم في ساحات وأجنحة القرية العالمية ...(1)
يعود تاريخ الرسم إلى النتاج الصناعي للبشر ما قبل التاريخ ويمتد لكل الثقافات.. وهو يمثل تقليد مستمر من العصور القديمة على الرغم من انقطاعه بشكل دوري.. وتاريخ الرسم هو نهر مستمر للإبداع مستمر حتى القرن الواحد والعشرين وممتد عبر الثقافات والقارات من آلاف السنين وحتى أوائل القرن العشرين.. اعتمد في المقام الأول على الأشكال التمثيلية والدينية والكلاسيكية ثم اكتسب بعد ذلك نهجا أكثر تجريدية وفكرية.. وتتطابق تطورات الرسم الشرقي تاريخيًا مع تلك الموجودة في الرسم الغربي بشكل عام قبل بضعة قرون.. وكان لكل من الفن الأفريقي والفن الإسلامي والفن الهندي والفن الصيني والفن الياباني تأثير كبير على الفن الغربي والعكس صحيح.
في البداية خدم الرسم الأغراض النفعية متبوعًا بالرعاية الإمبراطورية والخاصة والمدنية والدينية.. ثم وجد الرسم الشرقي والغربي فيما بعد جماهير في الطبقة الأرستقراطية والطبقة الوسطى.. ومنذ العصر الحديث عمل رسامي العصور الوسطى حركة من النشاط الفني للكنيسة والأرستقراطية الغنية وبدءا من عصر الباروك.. تلقى الفنانون عمولات خاصة من الطبقة المتوسطة الأكثر تعليما وازدهارا.. وأخيرًا في الغرب بدأت فكرة "الفن من أجل الفن في العثور على تعبير في أعمال الرسامين الرومانسيين، مثل فرانسيسكو دي غويا، وجون كونستابل، وج. م. و. تيرنر.. وشهد القرن التاسع عشر صعود معرض الفن التجاري الذي وفر المحسوبية في القرن العشرين.
ترجع أقدم اللوحات المعروفة إلى ما يقرب من 40000 سنة.. ويعتقد خوسيه لويس سانكديمريان من جامعة قرطبة بإسبانيا أن احتمالية رسم اللوحات البدائية بواسطة الإنسان البدائي أكثر من البشر الأوائل.. ويُعتقد أن الصور الموجودة في كهف شوفيه في فرنسا تعود إلى حوالي 32000 عامًا وهي منقوشة ومطلية باللون الأحمر المغري والصباغ الأسود.. وتُظهر الخيول، ووحيد القرن والأسود والجاموس والماموث، أو بشر يصطاد في كثير من الأحيان الصيد.. وهناك أمثلة لرسومات الكهوف في جميع أنحاء العالم في فرنسا، والهند، واسبانيا، والبرتغال، والصين، واستراليا، وغيرها.
وهناك تخمينات مختلفة عن معنى هذه اللوحات بالنسبة للأشخاص الذين صنعوها.. فقد يكون رجال ما قبل التاريخ قد رسموا الحيوانات "لصيد" روحهم من أجل اصطيادهم بسهولة أكبر.. أو قد تمثل اللوحات رؤية حيوية وتحية للطبيعة المحيطة.. أو قد تكون نتيجة لحاجة أساسية للتعبير عن فطرة البشر أو يمكن أن تكون لنقل المعلومات العملية
وفي العصر الحجري القديم كان تمثيل البشر في لوحات الكهف نادرا.. وفي الغالب كان يتم رسم الحيوانات وليس فقط التي تم استخدامها كغذاء ولكن أيضا الحيوانات التي مثلت قوة.. مثل وحيد القرن أو السنوريات الكبيرة كما هو الحال في كهف شوفيه.. وتم رسم علامات مثل النقاط في بعض الأحيان.. وتشمل التمثيلات البشرية النادرة بصمات اليد والأرقام التي تصور الهجينة البشرية والحيوانية.. وتم عمل لوحات كهف ألتميرا في إسبانيا من 14000 إلى 12000 سنة قبل الميلاد.. وقاعة الثيران في لاسكو، دوردوني، فرنسا هي واحدة من أفضل رسوم الكهوف المعروفة وتعود إلى حوالي 15000 إلى 10.000 ق.م.
وأخيرا هذا مختصر موجز لتاريخ الرسم وبدء ظهوره.. وما دفعني إلى ذلك ملاحظتي انتشار الرسم والرسامين في ساحات القرية العالمية من كل حدب وصوب.. لرسم الضيوف بطرق كثيرة ومختلفة إما رسما عاديا أو رسما كاريكاتيرا أو بأساليب أخرى.. أو يقومون برسم لوحات تراثية أو لوحات طبيعبة.. وكل ذلك لينثروا البهجة والمتعة لضيوف القرية العالمية وليخلقوا عندهم عالم مليء بالذكريات يظل ويدوم في ذاكرتهم حتى موسم جديد.. وكان لابد من محاورة بعض منهم لنعرف ماذا يقدمون لضيوف القرية العالمية.
= رمضان أوسكانيلي.. فنان تركي يشارك في القرية العالمية منذ تسع سنوات ويختار مكانا في ساحة التراث بجناح تركيا القرية ضيوف القرية العالمية بصورة كاريكاتورية في عشر دقائق فقط.. وحسب المقاس والوضع والبروفايل الذي يحدده الضيف.. وإما بالألوان أو بالأبيض والأسود.. كان مدرسا للفنون في اجدى مدارس تركيا ويحمل درجة الماجستير في الفنون.
= رياض القيسي.. فنان عراقي يشارك في القرية العالمية منذ ثمانية أعوام يقوم برسم لوحات فنية زيتية على المخمل والقماش الخاص بالرسم تتضمن أعمال تراثية وخيول عربية مع جانب من أجواء البادية.. وأيضا جانب من تراث الإمارات بدءا من الخيمة العربية ووصولا إلى برج خليفة وبرج العرب.. وتعطي انطباع للمتلقي بأجواء الفولكلور الإماراتي خاصة والعربي بشكل عام.
= وراجيف كومار.. فنان هندي بدأ ممارسة فن الرسم وعمره سبعة أعوام كهاوي ثم بدأ الإحتراف وهو في العاشرة من عمره, أقام معرضا للوحاته ورسوماته في الهند.. وهو يقيم في دبي ستة أشهر كل عام ثم في الهند الستة أشهر التالية لأنه يعمل مع الشرطة الهندية في رسم صور المتهمين والمشبوهين للقبض عليهم.. وفي رأيه أن الفنون في دبي في نمو مطرد لذلك فهو يحاول الآن تنظيم وإقامة معرض في دبي يعرض فيه أعماله الفنية, والآن هو في القرية العالمية بدبي يلبي طلبات الضيوف من لوحات أو بروتريهات أو كاريكاتير.
= ومعروف رحيم.. من أوزباكسيان,يشارك للمرة الثالثة في القرية العالمية, تعلم الفن منذ 22 عاما وتعلم هذا الفن من فنانين عديدين يمارسونه, وكان وهو طفل يرسم كثيرا وكانت رسومه تتحسن يوما بعد يوم حتى أتقن هذا الفن, ثم بدأ ال‘حتراف منذ 18 عاما تقريبا وكان يمارس الرسم في شارع برودواي في بلدة يرسم الناس كما يريدون, وشارك في عدة معارض في بلده, والآن هو في القرية العالمية يمارس هذا الفن على البحيرة ويرسم من يرغب من الضيوف في وقت حوالي 20 دقيقة.
= وأخيرا باميلا فيكتوريا.. من كولومبيا وتشارك في القرية العالمية للمرة الأولى, تقول أنها تعلمت الفن كهاوية وهي صغيرة وظلت تساعد نفسها بنفسها حتى أتقنت هذا الفن, ثم بدأت الإحتراف في عام 2009م وشاركت في عدة معارض في كولومبيا, وفي عام 2016 أثناء مشاركتها في أحد المعارض فازت بالمركز الأول في رسم الكاريكاتير, والآن هي في القرية العالمية في دبي كأول بلد خارجي تمارس فيه رسم الكاريكاتير لضيوف القرية