«مرصد الختم الفلكي» في أبوظبي يوثق عنقود الشجرة وسديم المخروط
فنزويلا.. بهجة عيد الميلاد ممزوجة بخطر هجوم أمركي
يحاول الفنزويليون الذي يعيشون في خوف منذ أشهر من هجوم أميركي على بلادهم، عدم التفكير في ذلك الاحتمال وشغل أنفسهم بنشاطات مختلفة خصوصا مع حلول موسم الأعياد.
تقول ماريا أبرو «18 عاما» التي كانت تتجول مع صديقاتها تحت أضواء عيد الميلاد التي تزين أحد شوارع العاصمة الفنزويلية كراكاس لوكالة فرانس برس بشأن احتمال قيام الولايات المتحدة بهجوم على بلدها «أفضل ألا أفكر في الأمر».
وتضيف «وإذا كان سيحدث ذلك، فليحدث. نحن نعيش كل يوم بيوم».
ويتخوّف الفنزويليون من عمل عسكري أميركي في بلادهم منذ نشرت الولايات المتحدة في آب-أغسطس أسطولا بحريا ضخما في منطقة البحر الكاريبي وبدأت استهداف قوارب تتّهمها بتهريب المخدرات في ضربات أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص حتى الآن.
وبالإضافة إلى ذلك، بدأت القوات الأميركية أيضا الاستيلاء على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات بموجب الحصار الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب.
ويقول الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إن الولايات المتحدة تسعى لإطاحته، ويخشى العديد من مواطنيه أن هذا قد يعني شن ضربات على الأراضي الفنزويلية، أو حتى غزوها.
وقد أصبح ذلك جزءا من الحديث اليومي، وإن كان همسا، في بلد أوقف فيه الآلاف بسبب احتجاجهم على إعلان مادورو فوزه المثير للجدل في الانتخابات الرئاسية التي أجرت عام 2024.
أعلن نيكولاس مادورو بدء موسم عيد الميلاد في تشرين الأول-أكتوبر، قائلا إن ذلك كان دفاعا عن «حق شعبه في أن يفرح».
وهو يدعو الفنزويليين بانتظام إلى «الاحتفال»، فيما تبث القنوات الرسمية مقطع فيديو له وهو يقول «لا للحرب، نعم للسلام» باللغة الإنكليزية على أنغام موسيقى إلكترونية يرقص عليها مادورو في كل تجمع.
كذلك، تمت إضاءة النصب التذكاري الوطني «باسيو لوس بروسيريس» «ممشى الأبطال» في كراكاس بشكل مبهر لدرجة أن المرء قد ينسى انقطاعات التيار الكهربائي اليومية التي تؤثر على معظم أنحاء البلاد التي تعاني أزمة اقتصادية.
وفي المجمع المليء بالأشجار والتماثيل البيضاء التي تمثل أبطال الاستقلال، يلتقط أزواج صورا ويلعب أطفال بالكرة ويتناولون الحلويات.
وفي مشهد مماثل، تحل أجواء البهجة في مراكز التسوق حيث يتجول المتفرّجون أمام واجهات المحلات المليئة بالبضائع.
وتقول مارا ميندوزا، وهي طالبة في مجال الفنون تبلغ 21 عاما من أحد مراكز التسوق في كراكاس «نحن نحاول تجاهل حقيقة أن لدينا الكثير من المشكلات السياسية... نحن نحاول الاحتفال».
وتخشى يوريلس أكوستا، وهي طبيبة نفسية أن ينتهي الأمر بفنزويلا بجائحة صحية عقلية ناجمة عن «مستويات عالية من القلق والتوتر واليأس واضطرابات النوم».
وتقول لوكالة فرانس برس إن الفنزويليين «يحاولون إيجاد بعض الاستقرار العاطفي في خضم الأزمة» للتأقلم.
وأضافت «الإنكار والتجنب والاستسلام هي آليات دفاعية».
وفي مكان آخر من العاصمة، امتلأ أكبر ملعب للبيسبول استعدادا لمباراة ليلية بين فريقين شعبيين.
وتقول ماغدا أكوستا «52 عاما» وهي تشجع فريقها «الوضع ليس جيدا، من الناحية الاقتصادية والاجتماعية... لكن هنا تنسى كل ذلك».
وتضيف لوكالة فرانس برس «لكي تعيش هنا، عليك أن تبتعد بين الحين والآخر وأن تشغل نفسك بأمور أخرى». لكن حتى في الملعب، تكون السياسة حاضرة.