فورين بوليسي: مفاتيح إنهاء حرب أوكرانيا بيد الصين
يرى تقرير لمجلة «فورين بوليسي» أن الصين تبدو الدولة الوحيدة القادرة على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وليس الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نظراً لما تتمتّع به بكين بموقع فريد من المساعدة في كسر الجمود بالصراع المستمر منذ 2022.
كما تتمتع الصين بالمكانة الدبلوماسية والنفوذ الاقتصادي اللازمين لتحقيق اختراق يساعد الرئيس الأمريكي على إنهاء الحرب رغم وعوده الكثيرة حتى قبل أثناء حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض.
وتبدو الصين، بحسب «فورين بوليسي» قادرة بحكم موقعها الفريد على عقد قمة تجمع أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة وأوروبا؛ ما يُفضي إلى لقاء مباشر بين قادة جميع هذه الأطراف.
والهدف هو إنشاء إطار رسمي للمحادثات السباعية، يضم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بالإضافة إلى أوكرانيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي، والذي سيؤدي إلى تشكيل قوة لحفظ السلام بدعم أممي، في تأمين السلام.
والقمة المرتقبة بين ترامب والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في ألاسكا اليوم الجمعة ، بداية واعدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، لكن «السلام الحقيقي» وفق المجلة، يتطلب أكثر من مجرد مشاركة الولايات المتحدة وروسيا؛ إذ يجب مشاركة دول أخرى مثل أوكرانيا وأوروبا والصين، إضافة إلى الأمم المتحدة.
نفوذ ومكانة
رغم تصلّب الموقف الأوكراني، وتمسك الروس بـ «النصر الكامل»، ترى المجلة الأمريكية أن الصين التي تتمتع بالمكانة الدبلوماسية والنفوذ الاقتصادي، قادرة على إنهاء الحرب عبر عدة وسائل، أهمها العامل الاقتصادي.
ولا تزال الصين أكبر شريك تجاري لروسيا وأوكرانيا، بقيمة 240.1 مليار دولار و 12.8 مليار دولار على التوالي، في عام 2023، كما أن موسكو وكييف عضوان في مبادرة الحزام والطريق.
وتولي الصين اهتماماً خاصاً لاستقرار صادرات الحبوب الأوكرانية، ونتيجة لذلك، تستطيع بكين أن توفر لروسيا المخرج الذي تحتاجه، وأن تقدم المساعدة في إعادة الإعمار والتعافي لكييف.
ويتجنب إطار عمل المحادثات السباعية «المقترح» إجبار أحد الطرفين على الرضوخ لخطاب الطرف الآخر، بل يعمل على إعادة صياغة المشكلة من خلال السعي إلى تحقيق مصالح مشتركة، مثل السلامة النووية، والاستقرار الإقليمي، وإنهاء البؤس الإنساني الناجم عن القتال النشط، والتي يمكن فصلها عن نقاشات أكثر جدلية وتضارباً.
وستكون الخطوة الأولى هي وقف إطلاق النار؛ إذ يُظهر التاريخ أن أي نجاح، حتى لو كان جزئياً، قد يوقف التصعيد، ويعيد المرونة، ويساعد في إيجاد إطار عمل يُمكّن في نهاية المطاف من بلورة ترتيبات أكثر استدامة. ووفق تقرير «فورين بوليسي»، ليس بالضرورة أن تُحل القمم والعمل المُبكر جميع المطالبات الإقليمية أو القانونية المقدمة، بل ينبغي أن تسعى إلى تجميد الأعمال العدائية، وفتح الممرات الإنسانية، واستعادة الوظائف الاقتصادية الأساسية، وبدء مفاوضات بشأن تسوية طويلة الأمد.
كما رأت أنه بمجرد تأمين وقف إطلاق نار محدود، سيُتاح المجال لتوسيع نطاق قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي يمكن أن تتكون من مزيج من دول عدم الانحياز والدول الأوروبية؛ ما سيوفر حلاً وسطاً سياسياً قابلًا للتطبيق، يُهدئ مخاوف طرفي الصراع.
وبعد إنهاء الصراع، لن تُسهم مشاركة الصين في تسريع تعافي أوكرانيا فحسب، بل ستُظهر أيضاً التزام بكين الأوسع بالسلام والاستقرار والتنمية الشاملة، «فهي أكثر قدرة على تقديم ضمانات مبتكرة وتدابير بناء ثقة مقبولة من جميع الأطراف»، وفق «فورين بوليسي».