في الغرب ينمو اتجاه لإلقاء اللوم على الصين نحو أشكال جديدة للإرهاب بعد فيروس كورونا

في الغرب ينمو اتجاه لإلقاء اللوم على الصين نحو أشكال جديدة للإرهاب بعد فيروس كورونا


مع تفشي وباء كورونا في أنحاء عديدة من العالم، يرى رافايلو بانتوشي، زميل مساعد لدى المعهد الملكي للخدمات المتحدة في بريطانيا، أن التنظيمات الإرهابية تصدت للوباء بطرق مختلفة.
ومن خلال متابعته لأنشطة تنظيمات تقليدية، كالقاعدة وداعش وعدد من فروعهما، لاحظ أن ردود أفعالها حيال كوفيد- 19 كانت فوضوية في معظمها، ووجدت في الفوضى فرصة تستغلها (كما جرى في غرب أفريقيا)، فيما اعتبرت تنظيمات أخرى أن الوباء هو عقوبة إلهية بحق الكفار( كداعش وحزب تركستان الإسلامي، وجماعة الإيغور) أو فرصة لاستعراض قدراتها في الحكم (مثل طالبان وحزب الله).
وأعادت حكومات نشر قوات مكافحة الإرهاب لدعم الاستجابة لفيروس كورونا مع تكييف تعريفات قانونية للإرهاب من أجل مقاضاة أشخاص يقومون بأفعال معادية للمجتمع، كالسعال في وجوه آخرين.

موضوع موحد
ووفق ما عرضه بانتوشي، في موقع “فورين بوليسي”، نفذ مؤخراً عدد محدود من العمليات التي يمكن اعتبارها أنشطة إرهابية محدودة. وعلى سبيل المثال أدى الخوف من ربط تقنية الجيل الخامس بنشر المرض إلى إحراق أبراج للهاتف الخليوي في عدة مناطق في أوروبا.

وفي الولايات المتحدة، وضعت مجموعة خطة لتفجير مستشفى في كانساس سيتي يجري فيها التحضير لمقاومة الفيروس، وخطة لإخراج قطار عن مساره في ميناء لبناء السفن في لوس أنجلس. وسعى بعض الجهاديين لاتخاذ فيروس كورونا سلاحاً، فيما اكتفى اليمين المتطرف بالحديث عن عزمه على القيام بمثل ذلك العمل.
ويرى كاتب المقال أن أمراً واحداً يربط جميع تلك الأنشطة التي، كمعظم العمليات الإرهابية، تعتبر في الأساس تمــــرداً ضد نظام قائم.
وفي الولايات المتحدة تقليد غني من الأنشطة المعارضة للحكومة، ومن أبرزها هجوم نفذه شخص يدعى تيموثي ماكفيه في عام 1995 في مدنية أوكلاهوما داخل مبنى ألفريد مورا الفدرالي، ما أدى لمقتل 68 شخصاً.

استغلال الوباء
وحسب الكاتب، استغلت تنظيمات إرهابية كحزب الله وطالبان وهيئة تحرير الشام، الفوضى الذي أحدثها الوباء لاستعراض قدراتها الصحية العامة، رغم ضعفها.

وتعمل جماعات إجرامية في البرازيل والسلفادور والمكسيك على استعراض نفوذها ومواردها. ويدرك القائمون على تلك الجماعات أنهم يخوضون معركة لكسب قلوب وعقول الناس، ويستطيعون الانتصار فيها من خلال تلك الأعمال.
ويرى كاتب المقال أن الاستجابة الحالية لكوفيد- 19 سوف توسع من حضور الدولة، وتلفت الانتباه إلى أوجه عدم المساواة الذي سوف يتفاقم في مجال الاقتصاد بعد انقضاء أزمة فيروس كورونا، ويسلط الضوء، في نهاية المطاف، على قيود ستفرض على الميزانية بعد القضاء على الوباء. وقد يخشى بعض تلك التنظيمات الحكومة الكبيرة، ولكن عوض ذلك سيغضب آخرون إن لم تعالج تلك الحكومة مشاكلهم وهواجسهم. وسوف تفسح كل تلك الشروخ المجال أمام روايات تستغلها فصائل معارضة للحكومات، ومجموعات عنصرية ومتطرفون سياسيون من مختلف الأنواع، ومجموعات هامشية أخرى.

مهمشون
ووفقاً للكاتب، سيؤدي العدد المتزايد من المهمشين إلى إيجاد مجموعات مستعدة لتحميل طرف ما المسؤولية عن الوباء. وهذا ما يجري حالياً في الغرب، حيث ينمو اتجاه لإلقاء اللوم على الصين، وهو ما يتبناه مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية (مثل ماثيو بوتينغر، نائب مستشار الأمن القومي، والسناتور تيد كروز، أو رؤساء لجان عسكرية وخارجية في البرلمان البريطاني)، وكذلك ضمن أوساط شعبية في دول تنمو فيها مشاعر معادية للصين. ويزيد هذ الغضب حدة توترات اجتماعية بشأن المهاجرين، وهو شيء ظاهر في الصبغة العنصرية التي يتسم بها الخطاب المتعلق بكوفيد -19.

دوافع سيئة
وما أن تنتشر بين العامة مشاعر مناهضة للصين، حتى تميل تلك المشاعر إلى أن تكون أقل تمييزاً، ما يؤدي إلى إساءة معاملة واستخدام العنف ضد جميع من يبدو أنهم من أصل شرق آسيوي. وفيما لا تتساوى جرائم الكراهية دوماً مع الإرهاب، إلا أنها غالباً ما تكون مقدمة له.
إلى ذلك، توفر توترات طائفية ناجمة عن جرائم الكراهية دافعاً لذوي الميول العنفية لتنفيذ دوافعهم السيئة.


 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot