من بولسونارو إلى جونسون:

فيروس كورونا : سقط الشعبويون في فخّ لعبتهم...!

 فيروس كورونا : سقط الشعبويون في فخّ لعبتهم...!

      ما هو القاسم المشترك بين بوريس جونسون وجايير بولسونارو ودونالد ترامب؟ لقد ثبت أن جميع رؤساء الدول والحكومات هؤلاء إيجابيون لـ كوفيد-19 بعد أن أنكروا خطر الوباء.
   كان رئيس الوزراء البريطاني أول من دفع الثمن في 27 مارس. بعد رهانه على المناعة الجماعية، ورفضه التوقف عن مصافحة معاونيه، أصيب بوريس جونسون، 56 عامًا، بفيروس كورونا الجديد. وكان لا بد من إدخاله إلى وحدة العناية المركزة، وعانى لعدة أيام من سعال مزمن وحمّى.    على بعد 9 الاف كيلومتر من لندن، أثبت الرئيس البرازيلي نتائج إيجابية في 7 يوليو لما أسماه “الأنفلونزا”. ولإثبات حالته الصحية الجيدة، لم يتردد جايير بولسونارو، 65 عامًا، من نزع كمامته عند اعلان الخبر: “هكذا، يمكنكم رؤية وجهي، وترون أنني بخير، وأنني ما زلت هادئا وفي سلام!”، قال الزعيم اليميني المتطرف لصحفيين تفاجؤوا بقدر ما كانوا في حالة ذعر.
«كذب»
    على عكس 186882 شخصًا ماتـــــوا حتــــــى الآن مــــــــن المرض في هذين البلدين (144.680 في البرازيل و42202 في المملكة المتحدة)، تــــــــرك الفيـــــروس الشعبويين على قيد الحياة. ويبـــــــــدو أن المسؤولين كانا محصّنــــــــين ضد فقــــــدان الشعبية.
    فرغم إدارته الكارثية للأزمة، ارتفع معدل الرأي المؤيد لمواقف بولسونارو بمقدار 5 نقاط بين يونيو وأغسطس، ولا سيما بفضل توزيع المساعدة الاجتماعية على الفئات الأكثر هشاشة.
وفي 10 داونينغ ستريت، كان لدى 66 بالمائة من الناخبين رأي جيد بشأن رئيس الوزراء في نهاية فترة نقاهتــه، رغم وفاة عشرات الآلاف.
   «يريـــــد هــــؤلاء القادة الشـــــــعبويون أن يُنظــــــــر إليهم على أنهــــــم قــــــادة قـــــــادرون على قلب الأعراف، بما في ذلك عن طريق الكذب.
إنهم يريدون أن يُنظر إلى الفيروس على أنه عدو يملكون هم القدرة على سحقه جسديًا، توضح كاثرين فيشي، أستاذة العلوم السياسية والمتخصصة في الشعبوية، ان كوفيد-19 يخدم منطقهم ورؤيتهم «.
عوامل الخطر
   لكن هل تعلموا من أخطائهم؟ في المملكة المتحدة، الدولة الأكثر ثكلًا في أوروبا، تراجع جونسون عن استراتيجيته. وفي مواجهة موجة ثانية من العدوى، أعلن في أوائل سبتمبر حظر التجمعات لأكثر من ستة أشخاص. وفي البرازيل، التي تملك ثاني أسوا سجل وفيات بعد الولايات المتحدة، لا يظهر بولسونارو أي ندم على إدارته للأزمة، بل ذهب إلى حد وصف الحكام ورؤساء البلديات “بالديكتاتوريين” لانهم اتخذوا تدابير الحجر الصحي.    في الولايات المتحدة، يبدو اختبار ترامب الإيجابي بمثابة الصاعقة. منهار في استطلاعات الرأي، صار الآن في الحجر الصحي. 74 عامًا، ويعتبر بدينا (110 كلغ مقابل 1.90 مترًا عام 2019)، يجمع الرئيس بين العديد من عوامل الخطر.     لا يتمتع جميع رؤساء الدول بالمناعة: في سن 55، توفي الرئيس البوروندي السابق بيير نكورونزيزا، الذي أكد أن بلاده محمية بـ “النعمة الإلهية”، في 8 يونيو بسبب سكتة قلبية، ربما نتيجة لـ كوفيد-19.
عن ليبراسيون