رئيس الدولة والرئيس التركي يبحثان مواصلة تعزيز علاقات البلدين والمستجدات في المنطقة
قرار دمر جيل ميسي.. هل يرتكب باريس سان جيرمان الخطأ التاريخي لبرشلونة؟
التاريخ في عالم كرة القدم لا يروي قصص الانتصارات فقط، بل يقدم دروساً قاسية حول الأخطاء التي يمكن أن تهدم أعظم الإمبراطوريات الكروية.
اليوم، يقف نادي باريس سان جيرمان، بطل أوروبا المتوّج حديثاً، عند مفترق طرق حاسم قد يحدد مصير هيمنته لسنوات مقبلة.
فبعد هزيمة مفاجئة في نهائي كأس العالم للأندية 2025، خرجت تقارير تشير إلى أن المدرب لويس إنريكي يطالب بـ"ثورة" في سوق الانتقالات عبر التعاقد مع سبعة لاعبين جدد. هذا الطلب لا يعيد إلى الأذهان مجرد رغبة مدرب في التحسين، بل يستدعي شبح "القرار الكارثي" الذي اتخذه إنريكي نفسه في برشلونة ودمر به ما تبقى من جيل ليونيل ميسي الذهبي.
شبح برشلونة 2015.. هل يكرر التاريخ نفسه في باريس؟
لفهم خطورة الموقف الحالي في باريس، يجب العودة بالزمن إلى صيف 2015، كان برشلونة تحت قيادة إنريكي قد حقق ثلاثية تاريخية مذهلة، معتمداً على ثلاثي هجومي (MSN) هو الأقوى في التاريخ، وتشكيلة متجانسة وصلت إلى ذروة الكمال التكتيكي. كان المنطق يقول إن المطلوب هو الحفاظ على هذا الهيكل الذهبي مع تدعيمات بسيطة ومدروسة. لكن إنريكي اختار طريقاً آخر؛ طريق الثورة غير المبررة.
خطيئة 2015: صفقات دمرت فريق الأحلام
خلال العامين التاليين للثلاثية، أصر إنريكي على صفقات أثبتت فشلها الذريع وغيرت هوية الفريق. لقد تم إنفاق الملايين على لاعبين مثل أردا توران وأليكس فيدال وأندريه غوميش وباكو ألكاسير ولوكاس ديني.
هؤلاء اللاعبون لم يفشلوا في تقديم الإضافة فحسب، بل ساهموا في تفكيك التناغم الذي كان سر قوة الفريق. لقد تم استبدال "دم" الفريق البطل بأسماء لم تستوعب فلسفة النادي، فبدأ السقوط أوروبياً، ولم يتمكن ذلك الجيل من تكرار إنجازه القاري، مكتفياً ببطولات محلية لم تروِ عطش الجماهير.
لماذا لا يحتاج البطل إلى ثورة؟
الآن، يبدو أن إنريكي على وشك تكرار الخطأ الفادح نفسه مع باريس سان جيرمان. النادي الفرنسي يمتلك اليوم تشكيلة هي الأقوى والأكثر تكاملاً في أوروبا، مع وجود لاعبين أو ثلاثة بمستويات عالمية في كل مركز.
هذا العمق هو الذي أوصلهم إلى قمة المجد الأوروبي، المطالبة بسبعة لاعبين جدد ليس مجرد تدعيم، بل هو إعلان عن بناء فريق جديد بالكامل.
هذا يعني التخلي عن لاعبين كانوا جزءاً أساسياً من النجاح، وخلق فوضى في غرفة الملابس، وإجبار الفريق على البدء من نقطة الصفر من حيث التفاهم والانسجام.
بين التدعيم والتخريب.. خيط رفيع
إنها مقامرة خطيرة وغير مفهومة، فبدلاً من مكافأة الفريق البطل بالثقة والاستقرار، يقترح إنريكي عملية جراحية كبرى قد تقتل المريض.
السؤال الذي يجب أن تطرحه إدارة ناصر الخليفي على نفسها هو: هل نريد تعزيز فريقنا البطل أم نريد تنفيذ نزوة مدرب أثبت التاريخ أن قراراته المماثلة كانت سبباً في بداية نهاية حقبة ذهبية؟
إن تجاهل طلب إنريكي ليس تحدياً لسلطته، بل هو حكمة إدارية تستلهم من درس برشلونة القاسي، فالفخ الذي سقط فيه النادي الكتالوني ودمر جيلاً أسطورياً، منصوب الآن في حديقة الأمراء، والقرار في أيديهم إما لتجنبه أو للسقوط فيه.