تحتاج أمريكا إلى تعزيز حلفائها التقليديين لا إلى التنمر عليهم

كاتب أمريكي يعلق على «فوضى بايدن الشرق أوسطية»

كاتب أمريكي يعلق على «فوضى بايدن الشرق أوسطية»

علق الكاتب السياسي والناشر المؤسس لموقع “واشنطن فري بيكون” ماثيو كونتينيتي على الأحداث المتسارعة التي شهدها الشرق الأوسط الشهر الماضي، مشيراً إلى أن إدارة بايدن لم تكن على قدر المسؤولية في التعاطي معها. ففي 27 مارس (آذار)، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن حكومته ستعلق التشريعات الخاصة المثيرة للجدل بشأن الإصلاح القضائي حتى وقت لاحق من هذا الربيع.
 
أتى قرار نتنياهو بعد أسابيع على تظاهرات متزايدة ضد الإصلاح الذي يسمح للسلطة التشريعية بكبح جماح السلطة القضائية. وأعلن جنود احتياط إسرائيليون رفض التطوع للخدمة. كما أعلن أكبر اتحاد في إسرائيل الإضراب العام. كان المسؤولون الأمريكيون منتقدين. لذلك عندما علق نتنياهو الإجراءات، رحب السفير الأمريكي في إسرائيل توم نايدز بالخطوة. وحين سئل عما إذا كان نتنياهو سيزور الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض قال نايدز: “أنا واثق من أنه سيأتي في وقت قريب نسبياً».
 
بايدن يناقض سفيره
لم يتشاور نايدز مع رئيسه بحسب موقع “أمريكان فري بيكون”. مد السفير يده للقائد الإسرائيلي المنتخب. ردها بايدن. في 28 مارس، وخلال زيارة إلى كارولاينا الشمالية، تحدث الرئيس الأمريكي إلى مراسلين. وصف نفسه بأنه “داعم قوي لإسرائيل”، لكنه أعرب عن قلقه لأن الإسرائيليين “لا يستطيعون الاستمرار في هذا الطريق” – طريق غالبية ديموقراطية تتبع الإجراءات القانونية الواجبة، حسب افتراض كونتينيتي. سأل أحد المراسلين بايدن عما إذا كان سيرحب بنتنياهو في واشنطن. رد بايدن: “ليس في المدى القريب».
 
حين يرتجل
أضاف الكاتب أنه مهما كان رأي المرء بالإصلاح القضائي، ما من شك في أن توبيخ بايدن لنتنياهو كان انتهاكاً للعلاقات الأمريكية-الإسرائيلية. تدافع الأمريكيون والإسرائيليون إلى إصلاح الضرر. نشر نتنياهو تغريدة تشدد على التزامه بالتحالف بينما ذكّر بايدن بأن إسرائيل دولة سيدة ستحدد مسارها بنفسها.
 في 29 مارس، قلل الناطق باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي من الخلافات بمقدار ما أمكن. لهذا السبب يبقي البيت الأبيض بايدن بعيداً من الصحافة وفق كونتينيتي. عندما يفتقر للنص المكتوب يفقد تناسق الأفكار. تحدث بايدن عما دار في ذهنه فتسبب بحادث دولي.
 معايير مزدوجة
مضى كونتينيتي كاتباً أن ازدواجية المعايير التي يطبقها بايدن على إسرائيل صارخة ومسيئة. “إسرائيل تستوعب المتظاهرين. إيران تقتلهم. أين غضب بايدن على الجزارين في طهران؟”. وأوضح أن لكل ديموقراطية نقاشاتها الداخلية. في الأسابيع الأخيرة، كانت باريس مسرحاً لتظاهرات عنيفة بسبب رفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سن التقاعد بشكل منفرد. واتخذ المزارعون في هولندا إجراء مباشراً ضد تنظيم بيئي. في المكسيك، حيث قام الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بتدمير اللجنة الانتخابية، ليس التراجع الديموقراطي نظرياً. هو يحصل في الوقت الحالي. وثمة أيضاً دول غير ديمقراطية تستحق الإدانة: كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا هي بضعة أمثلة في النصف الغربي من الأرض. ربما بإمكان بايدن أن يجد بعض الوقت للتدخل فيها.
 
 هكذا انقلب الوضع
لقد فوت بايدن الفرصة. بدأت السنة مع أول حكومة إسرائيلية مستقرة منذ أعوام، وأجواء ما قبل ثورية في إيران وعراق ثابت. وكان الاتفاق النووي مجرد حبر على ورق والسعوديون متهمين بالديبلوماسية مع إسرائيل، كما كانت اتفاقات أبراهام نموذجاً للتعاون الاقتصادي والأمني في المنطقة. وطلب كونتينيتي من قرائه أن يلاحظوا ما حدث منذ ذلك الحين. غرقت إسرائيل في الصراع الداخلي. توسطت الصين في انفراجة بين المملكة العربية السعودية وإيران. هاجمت ميليشيات مدعومة من إيران أمريكيين في سوريا فقتلت أحدهم وجرحت آخرين. وقمعت إيران حركة الاحتجاجات. بإمكانها إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية “في نحو 12 يوماً».
 
ماذا كان الرد الأمريكي؟
رحب وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالاتفاق السعودي-الإيراني. انتقم بايدن من الميليشيات المدعومة من إيران؛ لكن بما أن الغارة كانت محدودة من حيث الحجم والنطاق، فستفشل في استعادة الردع. تستمر الإدارة في القول إنها جاهزة للتوقيع على اتفاق نووي مع إيران. وهي تمضي وقتاً أطول في استخدام عدسة مكبرة لقراءة مشاريع القوانين في الكنيست عوضاً عن فرض القوة الصلبة على الوقائع القاسية في الشرق الأوسط الكبير. تحتاج أمريكا إلى تعزيز حلفائها التقليديين في المنطقة – لا إلى التنمر عليهم أو نبذهم – من أجل الاستعداد لمواجهة مع إيران. إن صديقاً حقيقياً سيعلم ذلك. سيعلم الفرق بين الشركاء والأعداء. وسيعلم أيضاً متى يمتنع عن التعليق.