رئيس الدولة ورئيس وزراء باكستان يبحثان علاقات التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية
كاتب أمريكي: ترامب يستغل أخطاء بايدن في أزمة المهاجرين
أخطأ الديمقراطيون في فهم قضية الحدود وسياسات الهجرة لفترة طويلة، لدرجة أنها تُعتبر سوء ممارسة سياسية، وربما يُكتب الفصل الأخير الآن، حيث يُساعد المتظاهرون الرئيس دونالد ترامب على إثارة مواجهة عسكرية، تمكّنه من لفت الأنظار بعيداً عن أزمات أخرى.
وبحسب ديفيد إغناتيوس، كاتب المقالات الأمريكي الشهير في صحيفة «واشنطن بوست» فإن رؤية محتجين يحملون أعلاماً مكسيكية وهم يتحدون مداهمات أفراد دائرة الهجرة والجمارك في لوس أنجليس في طياتها احتمالين لا ثالث لهما، إما أن هؤلاء «المتظاهرين» يعملون عمداً على خلق صور تُساعد ترامب، أو أنهم معارضون بحسن نية، لكنهم غير عقلاء، ويُحققون هدف ترامب نفسه دون قصد.
تراكمات وأخطاء
ويرى الكاتب أن خطأ الديمقراطيين على مدى أكثر من عقد كان هو التصرف كما لو أن إنفاذ قانون الهجرة وضبط الحدود ليس مهماً، وتحت ضغط نشطاء حقوق المهاجرين، تصرف قادة الحزب في كثير من الأحيان كما لو أن الحفاظ على حدود مُحكمة أمر خطأ أخلاقياً.
وأشارت الصحيفة، إلى انه عندما اشتكى ناخبو الولايات الحمراء والمسؤولون المنتخبون من غرق ولاياتهم في أزمة هجرة غير منضبطة خلال العقد الماضي، وجد الديمقراطيون أنه من السهل تجاهل تلك الاحتجاجات، ولكن عندما دفع حكام الولايات الحمراء المهاجرين نحو مدن الولايات الزرقاء خلال السنوات القليلة الماضية، بدأت احتجاجات رؤساء البلديات والحكام أخيراً بالظهور للعلن، لكنها ما زالت غير كافيـــة لوضع سياسات متماسكة.
يشهد الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن هذه الأيام موجة انتقادات لاذعة، وهو لا يستحق كل هذه الانتقادات التي تُوجه إليه كونها بأثر رجعي عن من سبقه من القادة الديمقراطيين، ولكن فيما يتعلق بالهجرة، لم يكن بايدن مثالًا للشجاعة.
أراد مستشارو الأمن، بمن فيهم وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، سياسات حدودية أكثر صرامة بدءاً من عام 2021، لكن مستشارين سياسيين مثل رئيس الأركان رون كلاين، الذي سعى إلى التآخي مع التقدميين في مجال حقوق الهجرة في الكونغرس وقاعدة الحزب، قاوموا اتخاذ إجراءات صارمة، على الرغم من انتخاب بايدن كمرشح وسطي، إلا أنه مال إلى اليسار، وانتظر حتى الأشهر الأخيرة من رئاسته لاتخاذ إجراءات الإنفاذ الصارمة الموصى بها سابقاً.
طوال حملة 2024، لعب ترامب بلا خجل على مخاوف الجمهور بشأن الحدود، مثل مزاعمه بأن المهاجرين الجائعين يأكلون الحيوانات الأليفة، وعلى الرغم من أن بعض ادعاءات ترامب كانت مجرد استفزازات، لكن بايدن وكامالا هاريس لم يكن لديهما إجابات شافية، وكان الجمهور (الناخبون) يعلمون ذلك.
المصالح والانتهازية
توصل الديمقراطيون إلى مشروع قانون حدودي في عام 2024، كان من شأنه أن يمنح الرئيس مزيداً من السلطة لطرد المهاجرين، ورفض طلبات اللجوء، والمزيد من الأموال لتأمين الحدود، لكن انتهازية ترامب وفريقه الجمهوري تمثلت في معارضتهم لمشروع القانون بلا خجل.
والنتيجة الواضحة لذلك أنهم لم يريدوا فوز بايدن في النهاية، لم يكن الديمقراطيون يملكون الأصوات الكافية واتخذ بايدن إجراءً تنفيذياً في يونيو (حزيران) 2024، يحدّ من دخول الولايات المتحدة. لكنه بعد فات الأوان، وكان بإمكانه اتخاذ هذا الإجراء في عام 2021 قبل 4 أعوام.
منذ تولي ترامب منصبه في يناير -كانون الثاني وهو يُجهّز لمواجهة هذا الأسبوع في الشوارع ازدادت مداهمات دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية بشكل كبير في المدن ذات الكثافة السكانية الكبيرة من المهاجرين، وكذلك حصص الاعتقالات والترحيل على مستوى البلاد، وأعلن ترامب حالة طوارئ وطنية في يوم التنصيب، مما منحه سلطة إرسال قوات إلى الحدود «للمساعدة» في ضبط الهجرة، كما انتهزت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم كل فرصة لالتقاط الصور لتُظهر نهجاً عسكرياً للصراع القادم.
سياسة واضحة
وترى الصحيفة، أن الأمر الأكثر حزناً هو أن الديمقراطيين ما زالوا يفتقرون إلى سياسة واضحة، حيث تعهد بعض رؤساء البلديات وحكام «الولايات الزرقاء» بتوفير «ملاذ آمن» للمهاجرين، لكنهم يفتقرون إلى حجج قوية لدحض ادعاء ترامب بأنهم يتدخلون في إنفاذ القانون الفيدرالي.
وبحسب القانون يعتبر «الملاذ الآمن» رفضاً لتسليم المهاجرين غير المسجلين المدانين بجرائم عنف، مع الإشارة إلى أن المحاكم حدّت من أكثر سياسات ترامب تعسفاً وتحديه للإجراءات القانونية الواجبة، لكنها لم تحد من سلطته في إنفاذ قوانين الهجرة بحسب القانون الفيدرالي.
وذكر إغناتيوس، أن أمريكا بحاجة إلى تشريع جديد مشترك بين الحزبين لحل المشكلة الجوهرية المتمثلة في كيفية حماية «الحالمين» وغيرهم من المقيمين القدامى، الذين يُظهرون كل يوم رغبتهم في أن يكونوا مواطنين صالحين، ويتعين على الديمقراطيين معارضة العنف، من أي جهة كانت، والمساعدة في تطبيق سياسات الهجرة التي تبدأ بالاعتراف بأن وجود حدود ليس أمراً غير أخلاقي، كما يدعي البعض.