كارثة فوق كارثة تستوجب إمداداً دائماً من المساعدات لسوريا وتركيا

كارثة فوق كارثة تستوجب إمداداً دائماً من المساعدات لسوريا وتركيا

أضاف الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا كارثة إلى كارثة، وقتل وجرح عشرات الآلاف، وترك كثيرين آخرين عالقين تحت أنقاض المباني المنهارة.
تؤوي المنطقة المنكوبة في شمال غرب سوريا الملايين من الجياع الذين نزحوا بسبب الحرب. وقبيل أيام فقط من وقوع الزلزال، أصدر برنامج الغذاء العالمي تحذيراً يتعلق بتفاقم أزمة الجوع في المنطقة- إذ أن هناك 12 مليون سوري لا يعرفون من أين يأتون بالوجبة الثانية من الطعام. والآن، يتلقى السوريون ضربة قاسية أخرى. وكانت تركيا تستضيف ملايين اللاجئين الفارين من الحرب السورية وهي تعاني في الوقت الحاضر الزلزال الأسوأ منذ عقود. وقدرت منظمة الصحة العالمية أن 23 مليون إنسان سيتأثرون به. وعلاوة على هذه الأزمة يسود شتاء قارس.   
 
وحضت مجلة “نيوزويك” على دعم أي جهة يمكن أن تبادر إلى العمل لتعزيز المساعدة الإنسانية والمساهمة في إنقاذ الأرواح وقت تهرع وكالات الإغاثة الإنسانية لمساعدة تركيا وسوريا اللتين تحتاجان إلى خط إمداد دائم من المساعدات.  
وقالت مديرة منظمة “كير” في سوريا شيرين إبراهيم: “نحن بحاجة ماسة إلى دعم فوري على شكل مساعدة مالية كي نضمن أن أولئك الذين يقبعون في البرد سيكون في إمكانهم الحصول على الدفء، وأن أولئك الجائعين سيتمكنون من الأكل، وأن الأطفال الذين يعانون أصلاً من سوء التغذية سيكونون قادرين على البقاء على قيد الحياة».  
 
و”كير” هي من المنظمات الخيرية التي تعمل على توفير البطانيات والطعام والحصر والخيام للضحايا. ويجعل تساقط الثلوج من الصعوبة بمكان على منظمات الإغاثة الوصول إلى مخازنها، التي تحتوي على إمدادات حيوية. ويزيد الأمر إلحاحاً بسبب الطقس البارد.   وقالت الموظفة في منظمة “سايف ذا تشيلدرن” كاترين أخيل إن “الطقس بارد بشكل لا يصدق في سوريا هذه الأيام. إننا نشعر بالقلق العميق لأن الكثير من الأشخاص وبينهم أطفال، قد يكونون لا يزالون عالقين تحت الأنقاض. وهناك آخرون لا يزالون مشردين ويفعلون كل ما في وسعهم، حتى النوم في السيارات. إننا قلقون على نحو خاص حيال الأطفال، الذين ينامون في العراء وسط درجات حرارة تتدنى إلى مستويات التجمد».  
 
الواضح أن ثمة حاجة إلى ضمان أن “سايف ذا تشيلدرن” و”كير” ومنظمات خيرية أخرى قادرة على الحصول على الإمدادات، التي هي بحاجة ماسة إليها.  
وبدأ برنامج الغذاء العالمي مهماته في تركيا وسوريا، بالتنسق مع الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وشركاء آخرين. ويتم توزيع وجبات في ملاجئ مؤقتة. ويهدف برنامج الغذاء العالمي إلى الإستمرار في تقديم وجبات مدرسية للأطفال في أحد الملاجئ. ويخشى البرنامج انقطاعاً في وصول المؤن إلى سوريا في حال لم يصر إلى زيادة التبرعات. إن انقطاع خط الإمدادات يعني أن “نحو 3.8 ملايين شخص (بينهم 900 ألف طفل في شمال غرب سوريا ) سيحرمون من تسلم المساعدة الغذائية” وفق تقرير لصندوق النقد. 
 
وخلصت المجلة في تقريرها إلى أن كتابة رسائل إلى نواب في الكونغرس الأمريكي من أجل زيادة تمويل المساعدات الإنسانية، هي أمر حيوي لدعم برامج يمكن أن تنقذ ضحابا الزلزال. إن الكوارث المماثلة للزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، ستتطلب مساعدات تمتد لأشهر . ويتعين أن نبقي على المساعدات للمنطقة، من أجل إنقاذ الأرواح.