ورشة "التشافي بالقراءة والكتابة " في جمعية الصحفيين الإماراتية
كبير مفتين دبي : تعليق الصلاة في المساجد دفع للضرر .. وواجبنا : الالتزام والطاعة
وأوضح أن ما يمرُّ به العالم اليوم من تفشي فيروس كورونا بفعل العدوى التي قد تكون خفيَّة بحيث لا يشعر بها حاملها فينقل العدوى لغيره وهو لا يشعر، فكان من اللازم الاحتياط وحماية الكل للكل، فيحمي المرء نفسه ويحمي غيره من هذا الشر المتربص. وأعاد التأكيد على ضرورة الاستجابة لأهل الاختصاص .. قائلاً: إذا قالت الجهات المختصة المؤتمنة على صحة الناس والعناية بهم قولا يتعين أن يؤخذ قولها مأخذ الجد ويطبق بنصه، حتى لا يؤتى الناس في غفلة . وأشار إلى أن الشريعة الإسلامية أوجبت الرجوع إلى المختصين في كل ما لا يعلمونه، كما قال جل ذكره: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} وأهل الذكر هنا هم الأطباء والخبراء ومن يساندهم من أهل الاختصاصات المتداخلة، فإذا رأوا أن التجمعات هي سبب رئيس لنقل العدوى، وأن على الناس أن يبتعدوا عنها، فعلى الناس أن يقولوا: سمعا وطاعة، فهم مؤتمنون على أبداننا كما أن علماء الشريعة مؤتمنون على ديننا، وهم أدرى بالمصلحة العامة والخاصة.
وأضاف: الشريعة الإسلامية فيها سعة ويسر، فقد وردت نصوص كثيرة في مثل هذه الأحوال كان فيها الرخصة والسعة للناس، كما ثبت عند البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه نادى بالصلاة في ليلة ذات برد وريح ومطر، فقال في آخر ندائه : ألا صلوا في رحالكم، ألا صلوا في الرحال، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن، إذا كانت ليلة باردة، أو ذات مطر في السفر، أن يقول : ألا صلوا في رحالكم وأخرج البخاري من حديث عبد الله بن الحارث قال: خطبنا ابن عباس رضي الله عنهما في يوم ردغ - أي طين ووحل - فلما بلغ المؤذن حي على الصلاة فأمره أن ينادي الصلاة في الرحال . وأوضح: ومعلوم أن خطر الريح أو المطر أو شدة الظلمة هي أقل بكثير من خطر عدوى هذا الفيروس المرعب الذي انتشر في الأرض انتشار النار في الهشيم، فكان أولى بأن ينادى الناس بمثله ليصلوا في بيوتهم، وقاية للناس وحماية لهم كما هو هدي الإسلام في منع انتشار العدوى .. مضيفا أنه عليه الصلاة والسلام قال : لا يوردنَّ ممرض على مصح أي لا يجيء من يحمل مرضا معديا إلى قوم أصحاء فينقل إليهم العدوى، فيصيبهم ضرر، وإن كان خفيفا، لأن الشريعة الإسلامية تمنع إلحاق الضرر بالآخرين أيا كان نوعه.