رمضان في مصر
كرنفال يجمع بين الشعائر الدينية والإبداع الفني في أجواء مبهجة
رمضان مصر ومصر رمضان بما فيها من مظاهر تجسدت مع الزمن لتصبح موروثا ثقافيا انطبع على الشهر الكريم فالاستعداد لرمضان يبدأ في مصر بعد انقضائه بأيام وذلك للتجهيزات على المستويين الدولة والأفراد لان المظاهر العامة من تكاتف جميع فئات المجتمع وتعاون المسلمين والمسيحيين في ضرب المثل الإنساني للعالم من بناء جسر متين يعبر عن معنى الأخاء والتعايش السلمي بين الجميع ومع انتشار فيروس كورونا والحظر المنزلي إلا أن الشعب المصري صاحب البهجة والإبداع استطاع التغلب على هذه المعضلة وأعلن عن التكاتف لخلق أجواء تتناسب مع عادات رمضان وتقاليده والالتزام بالتدابير الاحترازية لعدم انتشار العدوى
يقول كمال علي إعلامي دائرة شؤون بلديات الشارقة بالرغم من أزمة كورونا التي تضرب كل أنحاء العالم إلا أن أهالينا في مصر لم يمنعهم الفيروس وتداعياته من الاحتفال بشهر رمضان المبارك من خلال تعليق الزينات، وفوانيس رمضان الملونة ذات الأنوار المبهجة بالشوارع مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية والاحتفال من خلال البلكونات، فامتلأت الشوارع والحارات بالزينة السنوية التي يصنعها الأهالي من الأوراق، أو من خلال الزينة الجاهزة التى تباع بالمكتبات، وأماكن بيع الزينة، وكل على حسب مقدرته اما من خلال الشراء من الأماكن المخصصة لها أو من خلال صناعتها يدويا وتلوينها. هذه العادة عادة سنوية بالشارع لا يمر رمضان علينا حتى نتجمع سنويا ونقوم بصناعتها وتركيبها وهى عادة تبعث روح الفرحة والبسمة بين الأطفال والكبار بالشارع، وهى بمثابة إعلان لقدوم شهر رمضان الكريم الذى ننتظر صومه ونفحاته من العام للعام
وتذكر الفنانة التشكيلية نرمين محمد قائلة رمضان في مصر لديه نكهه خاصة يشعر بها كل مصري مسلم أو مسيحي حيث تتزين شوارع مصر بالفوانيس التى لا يخلو بيت من ووجودها في كل بيت بجميع الأحجام وبجميع الخامات المعدنية والخشبية منها ما يغني ومنها ما يصدر أضاءة ومن الفوانيس ما ينير بالشمع وهذا ما تربينا عليه في الطفولة والزينة الملونة بالمشاركة الاجتماعية للجيران وكأنه كرنفال، تخرج الأطفال في الشوارع حاملين الفوانيس يغنون وحوي ياوحوي وهي كلمات فرعونية الأصل، المصريون القدماء اعتادوا على غناء كلمات “وحوى يا وحوى”، مع مطلع كل شهر عند استقبال القمر وما يميز رمضان في مصر ايضا صوت قارئي القرآن المميزون مثل الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد والآذن بصوت الشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ رفعت وأنشودة المسحراتي بصوت سيد مكاوي ويقول محمد عبد المالك على الرغم من وجود جائحة فيروس كورونا وانتشارها على مستوى الدول الإسلامية والعالم بأكمله إلا أن المجتمعات الإسلامية تقيم شعائر الشهر الفضيل في البيوت من صلاة جماعة وأقامة التراويح وتلاوة القرآن فكل العادات والتقاليد الموروثة ينشرها المجتمع من على بعد فزينة الشوارع تمت تحت وعي من الشباب واتخاذ التدابير اللازمة للحد من انتشار الفيروس والحياة الطبيعية ستعود قريبا للشارع وسوف نبتهج مع الجميع ونعيد أمجاد رمضان مع الطبق الدوار والتزاور والاستمتاع بمدفع رمضان وموائد الرحمن والنزهات الليلية كل هذه الأمور ستعود لطبيعتها قريبا
ويؤكد أحمد إسماعيل مدير حسابات أن رمضان هو مصر ولا يمكن أن يحل علينا هلاله دون الاحتفال به والاستعداد له بكل ما لدينا من عادات وتقاليد تبدأ من الزينة في الشوارع من النصف من شعبان وتشترك الأيادي في تنقل الحبال من المشربيات بدون تفرقة بين المسلم والمسيحي وتنتشر البهجة ويشارك فيها الكبار والصغار نقلا إلى رؤية الهلال وبداية دقات المسحراتي بصوته المميز وهو ينشد أغاني تغنى بها كبار الموشحين والمطربين وصلاة التراويح والدعاء المبكي والزحام على عربات الفول للسحور والتجمع في أول يوم في بيت العائلة وروح التجمع والتمر هندي وأنواع المحاشي والملوخية والصيحات وانتظار مدفع الأفطار والاستماع لحديث الشعراوي ونصف ساعة من تلاوة القرآن لكبار المقرئين والأفطار على أذان مصطفى إسماعيل ومتابعة فوازير رمضان في الماضي وفي الماضي البعيد مسلسل إذاعي نمى في وجداننا معنى التخيل والإبداع ويضيف أحمد اسماعيل من أهم المظاهر الإجتماعية التكافل من خلال توزيع السلال الغذائية على الأسر المتعففة وموائد الرحمن المنتشرة في شوارع واحياء مصر كلها طبعا اغلقت هذا العام لظروف كورونا لكن لم يمنع الشباب من الخروج لمزاولة توزيع الأفطار على المسافرين والوقوف على الطرقات وتوقيف السيارات وتوزيع وجبات الأفطار مما يزيد الوجدان حبا وعشقا وودا ، كما عشقنا فوازير نيلي وشريهان وفطوطة وبكار والليلة الكبيرة ومسلسلات ارتبطنا بها كليالي الحلمية والمال والبنون ورأفت الهجان وأربيسك الدورات الرياضية، لا يمكن أن نفصل مصر عن رمضان بشعائره الدينية ومسابقة القرآن الكريم الدولية وحفل ليلة القدر، مصر رمضان ومساجد آل البيت وروحانيات لا يمكن أن تمنعها كورونا لأن الصلاة تقام في البيوت بنفس الخشوع مع الأهل ووسط أجواء دافئة والعام القادم سنرى هذه المظاهر مجتمعة