لم يتبق أمام كامالا هاريس ودونالد ترامب سوى ثلاثة أسابيع لإقناع الناخبين المترددين. و يعمل المرشحان للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر-تشرين الثاني على زيادة ظهورهما في “الولايات المتأرجحة” مثل ميشيغان أو بنسلفانيا، وهي الولايات التي يمكنها ترجيح النتيجة لصالح جانب أو آخر. 

وفي استطلاعات الرأي، تتقدم نائبة الرئيس الديمقراطية بشكل طفيف في عدد نوايا التصويت. لكن الرئيس الجمهوري السابق استعاد اليد العليا، بفارق ضئيل، في الولايات السبع المتأرحجة  التي يتم أخد حسابها. 
تستهدف كامالا هاريس الرجال البيض على وجه الخصوص، حيث يتم إغراء غالبية الناخبين. أما الجمهوري فهو يزيد من وعوده بتخفيض الضرائب.
في الأيام الأخيرة، كانت أجندة دونالد ترامب وكامالا هاريس وزملائهما جي دي فانس وتيم فالز كافية لإثارة الدوار.

أمام المرشحين للرئاسة الأميركية ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أسابيع من الحملات الانتخابية قبل التصويت في الخامس من تشرين الثاني-نوفمبر. لذا فإنهما يزيدان من ظهورهما على  الميدان ، لا سيما في الولايات السبع الرئيسية التي ستحسم  فيها الانتخابات، في بيتسبرغ بنسلفانيا)، وديترويت (ميشيغان)، وميلووكي (ويسكونسن)، وسافانا (جورجيا)، وتوكسون (أريزونا و رينو (نيفادا.)

 الوقت ينفد لترجيح كفة ميزان لا تزال متوازنة بعناد بين الجمهوريين والديمقراطيين. وفقًا لملخص استطلاع Real Clear Politics، تتقدم كامالا هاريس بفارق 1.8 نقطة في العدد المطلق لنوايا التصويت؛ ولكن لا يمكن احتساب سوى الولايات السبع المماسية، حيث يتقدم دونالد ترامب بفارق 0.4 نقطة. وقد استعاد اليد العليا منذ 21 سبتمبر. وبما أننا ضمن هامش الخطأ، فإن هذا يكشف عن اتجاه، لا أكثر. ماليا، تتمتع كامالا هاريس بالأفضلية. وفي غضون شهرين ونصف، جمعت أكثر من مليار دولار، وتنفق على الإعلانات ضعفين إلى ثلاثة أضعاف ما ينفقه معسكر ترامب.

لكن الخاسرة هيلاري كلينتون كانت تتمتع بتمويل أفضل من دونالد ترامب في عام 2016 وجو بايدن، الذي فاز بفارق ضئيل في عام 2020، كان متقدمًا بأكثر من خمس نقاط على الشعبوي في ولايات “الجدار الأزرق” الديمقراطية الرئيسية ويسكونسن وميشيغان وبنسلفانيا. كامالا هاريس لا تستطيع أن تقول الشيء نفسه.

إيلون ماسك : Dark Maga
و للانطلاق من جديد ، كانت الديموقراطية تود تكرار حيلة المبارزة المتلفزة مع دونالد ترامب. في 10 سبتمبر، ظهرت كمدعية عامة تواجه منافسًا دفاعيًا. لقد صعدت قليلاً في استطلاعات الرأي. لكن الزعيم الشعبوي قرر عدم إعادة هده المبارزة. بعد السماح لجيه دي فانس بالتألق على تلفزيون، لم يتمكن دونالد ترامب ولا كامالا هاريس، هنا خلال مناظرتهما المتلفزة الوحيدة في 10 سبتمبر، من قلب الموازين في استطلاعات الرأي.. استهدفت صحيفة تريبيون تيم فالز، وأعادت التركيز على الاجتماعات، حيث يمكنه إطلاق العنان لحيويته الافترائية والانتقامية. في الواقع، لم يتخلّ دونالد ترامب عن الظهور أمام الجماهير بعد نجاته من محاولتي اغتيال. 
وفي 5 أكتوبر، عاد إلى بتلر، بنسلفانيا، محميًا بجدران زجاجية مضادة للرصاص. وهناك تم تخليده من قبل المصورين، مع رفع قبضته وأذنه تنزف. وصل صديقه المقرب الجديد إيلون ماسك إلى المسرح بحزام كبير وقبعة سوداء. وتفاخر بأنه “دارك ماغا” ترامب على الجانب المظلم” وأكد أنها ستكون”الانتخابات الأخيرة” في الولايات المتحدة إذا خسر الجمهوري، لأن الديمقراطيين يريدون “سلب حريتك في التعبير، وحقك لحمل السلاح، حقك في التصويت”. خلال هذه الحشود الكبيرة، يسعى دونالد ترامب إلى إطلاق ديناميكية من خلال مضاعفة الوعود الضريبية المعجزة للأفراد والشركات، وهو أحدث استهداف  مقترضي السيارات. كما أنه يثير المخاوف القائمة على الأكاذيب: ففي يوم الخميس، في ميشيغان، قال إن المساعدات الفيدرالية لضحايا الإعصار تم تحويلها لصالح المهاجرين، وفي يوم الجمعة، ذهب إلى أورورا في كولورادو، لتضخيم الشائعات حول مدينة تديرها العصابات الفنزويلية. بالإضافة إلى الاجتماعات، قام بزيادة عدد المقابلات مع مقدمي البث الصوتي الذين تم تحديدهم على اليمين، مثل ثيو فون أو أدين روس. كامالا هاريس تفعل الشيء نفسه مع أولئك الذين يميلون إلى اليسار.

الجميع في منطقة الراحة الخاصة بهم. بالنسبة لمجلة “نيويوركر”، فإن البودكاست “يغير الانتخابات الرئاسية” من خلال خلق علاقة أكثر حميمية مع المرشحين. كامالا هاريس، التي تواجه صعوبة في كسر الدروع، استرخت في برنامج «Call Her Daddy»، وهو بودكاست يركز في البداية على الحب والجنس. وهكذا تمكنت من الوصول إلى جمهور نسائي كبير. في الواقع، لم تكن أي حملة انتخابية على هذا القدر من “النوع الاجتماعي”، مع وجود فجوة قدرها 15 نقطة في نوايا التصويت بين الرجال، معظمهم من مؤيدي ترامب، والنساء المؤيدين لهاريس. ولا يبذل دونالد ترامب أي جهد حتى لجذب الناخبين الإناث، وهو يقود حملة تستهدف “الإخوة”، وتمجيد السلطة، والأسلحة، والعودة إلى القيم الأبوية. طمأنة الرجال يجذب هذا الخطاب الذكوري المزيد والمزيد من اللاتينيين، وهو التصويت الذي له وزنه في الولايات المحورية مثل أريزونا أو نيفادا. وينطبق الشيء نفسه على الأميركيين من أصل أفريقي، وخاصة في جورجيا. لقد تأثر باراك أوباما بهذا التوجه والخميس في بيتسبرغ، خاطب الرئيس الديمقراطي السابق “الإخوة” الذين يميلون إلى الامتناع عن التصويت: “أنا أتحدث إلى الرجال مباشرة - لدي انطباع بأنكم تجدون صعوبة في فكرة وجود امرأة رئيسة”، متجاهلاً “المبررات”. والأعذار”.

ومن جانب كامالا هاريس، لا تنوي ترك صوت الذكور لدونالد ترامب، وخاصة صوت العمال البيض من ولايات “الجدار الأزرق”. يقوم زميلها تيم والز، مدرب كرة القدم السابق في المدرسة الثانوية، بجولة في أراضي الطبقة العاملة هذه للحديث عن الرياضة والصيد على أجهزة التلفزيون. وفي يوم السبت، عاد أيضًا إلى منزله في مينيسوتا لاصطياد طيور التدرج مع الشخصيات المؤثرة، بما في ذلك نجم مسابقات رعاة البقر رامونتاي ماكونيل. 
أخيرًا، بعد فيلم «White Guys for Harris»، أطلق فريق المرشح للتو إعلانًا إعلانيًا جديدًا يصور رجالًا رجوليين: “أنا رجل”، “أنا لست خائفًا من النساء”، كما أعلنوا. ومن الواضح أن هؤلاء الناخبين بحاجة إلى تملق رجولتهم وطمأنتهم.