كلنا الإمارات تواصل أعمال ملتقى نظم وقوانين مرورية دور البنية التحتية في تحقيق السلامة المرورية

كلنا الإمارات تواصل أعمال ملتقى نظم وقوانين مرورية دور البنية التحتية في تحقيق السلامة المرورية


واصلت جمعية كلنا الإمارات امس أعمال (ملتقى نظم وقوانين مرورية)، والذي انعقد تحت عنوان (السلامة المرورية) بهدف رفع الوعي لدى الجمهور وتعزيز ثقافتهم بالنظم المرورية والقوانين المعمول بها وتشجيع مستخدمي الطرق من السائقين والجمهور على ممارسة السلوكيات الإيجابية بما يضمن قيادة آمنة وتحقيق السلامة للجميع.

واستأنف الملتقى الذي ينظم عن بعد على منصة زوم ويختتم جلساته يوم الثلاثاء القادم، أعماله صباح اليوم من خلال الجلسة الرابعة التي قدم خلالها الدكتور علاء عبدالرحمن البكري مستشار جمعية الإمارات للسلامة المرورية، ورقة عمل بعنوان (دور البنية التحتية في تحقيق السلامة المرورية)،
وفي البداية أشار البكري إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الجهات المعنية في الدولة لتحقيق مبدأ السلامة المرورية والتي تأتي منسجمة مع رؤية القيادة الرشيدة للدولة، مؤكدا أن السلامة المرورية تحظى بأهمية خاصة في دولة الإمارات للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر.

وخلال العرض تحدث البكري عن أسباب الحوداث المرورية وسبل الوقاية منها وأوضح أن الأسباب الرئيسة لهذه الحوادث يكون سببها مستخدم الطريق سواء السائق أو الراكب أو الماشي والطريق والبيئة المحيطة به مثل الضباب والأمطار، والمركبة والتجهيزات الفنية فيها.
وأكد أن سبل الوقاية من الحوادث تكمن في التوعية والتثقيف والتأهيل والتدريب والتعليم، وتحدث عن الحلول الأربعة للسلامة المرورية؛ الهندسة والبنية التحتية والرقابة وتشريع وتنفيذ القوانين والمناحي الطبية.

وأشار البكري إلى أن "المناحي الطبية" كأحد الحلول الهامة قد تمت إضافته في إعلان أبوظبي
خلال المؤتمر الدولي للمنظمة الدولية للسلامة المرورية، الذي عقد تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عام 2006 بقصر الإمارات.

كما تحدث البكري عن دور جمعية السلامة المرورية كإحدى جمعيات المجتمع المدني التطوعية ذات النفع العام، والتي أنشأت قبل 18 عاما، وأشاد بالرعاية الكريمة للجمعية من طرف القيادة الرشيدة والرئيس الفخري للجمعية سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وأشار إلى أن الجمعية عقدت الكثير من المؤتمرات والندوات وورش العمل التدريبية محليا واقليميا ودوليا، وقال إن العديد من المؤتمرات التي نظمتها الجمعية حظيت برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد، وأشار إلى أن الجمعية عضو في الجمعية العربية للسلامة المرورية والمنظمة الدولية للسلامة المرورية، وتصدر عددا من المنشورات التوعوية كما تصدر مجلة متميزة.

وأكد أن التطور الكبير الذي تشهده دولة الإمارات في جميع المناحي تطلب منظومة مرورية متميزة مؤكدا أن دولة الإمارات تعد من أفضل دول العالم من حيث شبكة الطرق الحديثة وأسطول المركبات التي تتميز بحداثتها ومواصفاتها الفنية وبما يخدم المنظومة المرورية.. وبين أن عدد المركبات يتضاعف كل 5 سنوات وهو ما يشكل تحديا للتعامل مع هذه الزيادة الكبيرة.

وعرض البكري خلال الجلسة رسما بيانيا احتوى على الإحصائيات المرورية بعدد الحوادث والإصابات والوفيات بدولة الإمارات، وأشار أن هناك تطورا إيجابيا في هذه الجانب حيث انخفضت وبشكل كبير أعداد الحوادث منذ العام 2017 وبالتالي انخفضت نسبة الإصابات والوفيات بمقدار 70 بالمئة مؤكدا أن هذا إنجاز كبير يدل على الرعاية والدعم الكبيرمن طرف القيادة وتكاتف الجهود بين جميع المؤسسات والدوائر المعنية بالسلامة المرورية.

كما استعرض أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الحوادث المرورية والتي من أبرزها الانحراف المفاجئ وعدم تقدير مستخدمي الطريق وترك مسافة أمان كافية.. وأشار إلى ضرورة التركيز على تحاليل السلاسل الزمنية وأعداد المركبات ونتائج الحوادث وتتبع السلاسل الزمنية لتحديد الأوقات التي من الممكن أن ترتفع فيها نسبة الحوادث حيث لا بد من أخذ المنظومة الزمنية بعين الاعتبارفي النظرة الإحصائية وإجراء تحاليل فنية للسلاسل الزمنية مشيرا إلى أن هناك مستجدات حديثة مع التطور والذكاء الصناعي وتطبيقات تعتمد على السلاسل الزمنية.

كما أوضح البكري أن دولة الإمارات تعد من الدول العالمية ذات النسبة المنخفضة في وفيات الحوادث المرورية وأن النسبة تبلغ 4.48 بالمئة لكل مئة ألف نسمة ما يدل على الاهتمام الكبير من القيادة والمؤسسات والوزارات والجهات المعنية باعتماد العديد من البرامج وتشجيع النقل العام وتوفر البنية التحتية المثالية مثل الطرق الحديثة والجسور والأنفاق.. وأوضح أن العنصر البشري يتسبب في 83 بالمئة من الحوادث المرورية وأن نسبة الحوادث عند تداخل العنصر البشري مع خطأ الطريق تبلغ 54 بالمئة.

ثم تحدث عن السلامة المرورية والإجراءات التي يجب أن تتخذ وخاصة لجانب الإنسان المستخدم للطريق والتركيز على البنية التحتية للوصول إلى نسبة صفر بالمئة وفيات، مؤكدا على ضرورة التعاون بين كافة الجهات المعنية وجمعيات المجتمع المدني وأفراد المجتمع وأكد أن أفضل الطرق للوصول إلى هذا الهدف هو مضاعفة الجهود في النجاحات التي تحققت وتكرار الحلول التي جاءت بنتائج إيجابية وأن من الأولويات في هذا الجانب تحديد المواقع الخطرة وإيجاد الحلول المناسبة والإسراع في إدخال التكنولوجيا الحديثة ونقل التقانة المناسبة للحد من الحوادث، وأشار إلى أن دولة الإمارات قامت بعمل مميز من خلال استخدام أحدث التقنيات.

وفي ختام حديثه أكد الدكتور علاء البكري أن للبنية التحتية أهمية كبيرة في الحد من الحوادث المرورية وأشار إلى ضرورة المنهجية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية وتطبيق مناحي إدارة المشاريع ومراقبة المشروع لمدة ثلاث شهور وإعادة تقييم كامل وشامل للمشروع بعد ثلاثة سنوات، إلى جانب تدريب العاملين لتطبيق معايير الجود الشاملة وتوفير الإنارة واللوحات الارشادية التي تسهم في تحقيق السلامة المرورية، مؤكدا أننا في دولة الإمارات على الطريق الصحيح.
 ويختتم "ملتقى نظم وقوانين مرورية" أعماله بعد غد الثلاثاء، من خلال الجلسة الخامسة التي يشارك فيها المقدم ركن أحمد جمعة الكعبي مدير إدارة السمعة المؤسسية بإدارة الإعلام الأمني بورقة عمل تحت عنوان (أثر الإعلام في الارتقاء بالوعي المروري)، فيما يتحدث السيد علي محمد ياسين عضو كلنا شرطة، عن (أثر جائحة كورونا على السلوكيات المرورية) .. وتُبث الجلسة عبر منصة زوم من الساعة 11:00 صباحا إلى 12:00 ظهراً.