من كبار المعجبين بترامب:

كوريا الجنوبية: قس يتحدى الفيروس والسلطة...!

كوريا الجنوبية: قس يتحدى الفيروس والسلطة...!

-- جون كوانغ هون، ناشط قومي متطرف وتآمري، أعادت كنيسته إحياء المرض
-- بخطاب معادٍ للمثليين والمسلمين والمهاجرين،من الواضح أنه ينتمي إلى اليمين المتطرف
-- يخشى أن يرى بلاده تغادر الفلك الأمريكي لتقع في أحضان الصين، وحتى كوريا الشمالية
-- قدم معظمهم أسماء وأرقام هواتف مزيفة بناء على توصية من مسؤولي الكنيسة عند التسجيل


حتى الآن، اشتهر جون كوانغ هون في كوريا الجنوبية بكونه الشخص الذي تحدث الفضيحة من خلاله، وينتشر كوفيد-19. في غضون أسبوع، أصبح هذا القس المحافظ مصدر استياء للسلطة، الأمر الذي يحمّله إلى حد كبير المسؤولية عن الارتفاع المفاجئ في حالات العدوى، مما رفع حصيلة الأسبوع الماضي إلى 2000 مصاب جديد.  في قلب هذا الارتفاع، نجد القس جون، 64 عامًا، وكنيسته الإنجيلية، سارانغ جيل.
ومن بين المرضى الجدد، 676 من الأتباع أو أقاربهم.
 ولا شك ان هؤلاء إصابتهم العدوى أثناء المراسم الدينية التي تم تنظيمها في المعبد الواقع في ضواحي سيول، حيث يأتي التلاميذ من جميع أنحاء البلاد، وتناول بعضهم وجباتهم الأسبوع الماضي هناك، وناموا عدة أيام.


يرفضون الحجر الصحي
   ويظهر هذا السيناريو كنسخة طبق الأصل من شهر فبراير، عندما أصبح مقر كنيسة إنجيلية أخرى، كنيسة شينتشونجي ليسوع، بؤرة ضخمة في ضاحية دايغو (جنوب). ومع ذلك، تمكنت الحكومة من احتواء الوباء بسرعة معقولة، الا أن القلق هذه المرة أكبر. “انه وضع خطير يمكن أن يؤدي إلى وباء وطني”، قال نائب وزير الصحة كيم غانغ ليب.
  بالتأكيد، أن كنيسة القس جون أُجبرت على إغلاق أبوابها، كما تم عزل الغالبية العظمى من الاتباع، البالغ عددهم حوالي 4 الاف، واخضاعهم للحجر الصحي، الا انه لم يتم العثور على 500 حتى الآن.    وفي بعض الأحيان، يحاول من تسنى تحديدهم الهروب من رقابة السلطات. وهذا الأسبوع، هربت إحدى المنتميات للكنيسة ثبت حملها للفيروس، والانجيل تحت ذراعها، من منزلها في بوهانغ (جنوب شرق)، وقد عضّت زوجها وهو يحاول منعها، وتم القبض عليها في النهاية. كما تمكن آخر من الفرار من مركز الحجر الصحي الحكومي قبل القبض عليه أثناء تجواله في مقاهي العاصمة.    ويعتبر جون وقطيعه خصوصا ناشرين نشطين للفيروس. قبل أيام، جمع اجتماع معاد للحكومة 20 ألف شخص في سيول. وكان من بين الحشد ما لا يقل عن عشرة أعضاء من سارانغ جيل، منهم جون نفسه، الذي القى خطابا وكان مصابًا.    «ربما كان عدد الاتباع أكثر بكثير، ولعلهم عدة مئات، حضروا هذه التظاهرة، يؤكد أنطوان بونداز، المتخصص في آسيا في مؤسسة البحوث الاستراتيجية. وقد اعطى معظمهم، بناءً على توصية من كوادر الكنيسة، عند تسجيلهم، أسماء وأرقام هواتف مزيفة، وبالتالي يصبح تعقبهم وكسر سلسلة العدوى أمرًا في غاية التعقيد».

السرية وخطاب متطرف
   اعتماد السرية هو جزء من ثقافة الحركة، والتي من أجلها “تأتي مصالح الطائفة قبل مصالح المجتمع الكوري الجنوبي”، حسب تعبير الباحث في مؤسسة البحوث الاستراتيجية. في الواقع، تشبه سارانغ جيل طائفة سياسية دينية حيث يُقارن جون أحيانًا بموسى... انه نصف رجل دين ونصف سياسي.
   خرّيج علم اللاهوت هذا، وصاحب الخطاب القومي المتطرف والتآمري، اعتاد خصوصا على التصريحات المدويّة. وقبل خمسة عشر عامًا، أثار جدلاً من خلال مطالبة نساء كنيسته بخلع ملابسهن الداخلية.

   و “في ظل الخطاب المعادي للمثليين والمسلمين والمهاجرين الذي يعتمده، من الواضح أنه يجب تصنيفه في أقصى اليمين”، يقول أنطوان بونداز.
   من كبار المعجبين بترامب، للقس قلق حتى الهوس: أن يرى بلاده تغادر الفلك الأمريكي لتقع في أحضان الصين، وحتى كوريا الشمالية. ومن ثم فهو يرسّخ كراهية شرسة لرئيس يسار الوسط الكوري الجنوبي، مون جاي إن، الذي يتهمه بأنه “شيوعي”، و “جاسوس” في خدمة بيونغ يانغ. الا ان هذه الفورة ربما تكون محسوبة أيضًا. يقول أنطوان بونداز: “إن هذا يمنحه عرضًا إعلاميًا يجعل من الممكن تجنيد اتباع جدد، لأنه وراء كل هذا، هناك الكثير من الاموال والمنافسة بين العديد من الكنائس الإنجيلية في البلاد».

   اليوم، أصبح نجم القس جون، الذي تم وضعه في الحبس الانفرادي في المستشفى، يخفت إلى حد ما. ورفعت وزارة الصحة في كوريا الجنوبية وسلطات سيول، شكاوى منفصلة ضده، منها عرقلة تعقب المخالطين للمصابين من خلال تسليم قائمة مبتورة لأعضاء كنيسته. ورغم أنه احتج على موقع يوتيوب، وتحدث عن “دعاية سوداء” تنظمها الحكومة، إلا أنه يواجه عقوبة سجن شديدة.