كوسوفو تجري انتخابات في محاولة لإنهاء الجمود السياسي

كوسوفو تجري انتخابات في محاولة لإنهاء الجمود السياسي


فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في كوسوفو أمس الأحد في انتخابات برلمانية يسعى خلالها حزب رئيس الوزراء القومي ألبين كورتي للحصول على الأغلبية لإنهاء الجمود السياسي المستمر منذ عام والذي أدى إلى تعطيل البرلمان وتأخير التمويل الدولي. والانتخابات هي الثانية هذا العام في كوسوفو بعد أن فشل حزب (فيتفيندوسيه) أو «تقرير المصير» الذي ينتمي إليه كورتي في الحصول على الأغلبية في فبراير شباط.
ودفعت أشهر من المفاوضات العقيمة لتشكيل ائتلاف حكومي الرئيسة فيوسا عثماني إلى ‌حل البرلمان في نوفمبر تشرين الثاني والدعوة إلى انتخابات مبكرة.
ومن شأن الإخفاق في تشكيل حكومة وإعادة فتح البرلمان أن يطيل أمد الأزمة ‌في وقت حرج، ‍إذ يتعين على النواب انتخاب رئيس جديد في أبريل نيسان والتصديق على اتفاقيات قروض بقيمة مليار يورو (1.2 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي والتي تنتهي صلاحيتها في الأشهر المقبلة. ورفضت أحزاب المعارضة في كوسوفو ‍الحكم مع كورتي، منتقدة طريقة تعامله في العلاقات مع الحلفاء الغربيين ونهجه في التعامل مع شمال كوسوفو المنقسم عرقيا حيث تعيش أقلية صربية. ويلقي كورتي بالمسؤولية على المعارضة في هذا المأزق. ولاستمالة الناخبين، تعهد كورتي براتب شهر إضافي سنويا للعاملين في القطاع العام، وضخ مليار يورو سنويا في الاستثمار الرأسمالي وإنشاء وحدة ادعاء جديدة لمكافحة الجريمة المنظمة. وركزت أحزاب المعارضة أيضا على تحسين مستويات المعيشة. وقال أحد الناخبين ويدعى رجب كاراكاشي (58 عاما)، لرويترز في العاصمة بريشتينا «نريد من الحكومة القادمة أن تهيئ الظروف للشبان للبقاء وعدم المغادرة». ولا تُنشر استطلاعات الرأي في كوسوفو، مما يجعل . ويقول من الناخبين إنهم يشعرون بخيبة أمل. وقال طبيب يدعى إيدي كراسيكي «لن تكون هناك فرحة كبيرة إذا فاز كورتي، ولن تكون هناك فرحة كبيرة إذا فازت المعارضة. هذا البلد بحاجة إلى تغييرات جذرية، ولا أرى أن هذا التغيير قادم».
وفتحت مراكز الاقتراع ‍أبوابها في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0600 بتوقيت جرينتش) وتغلق في ​السابعة مساء، ومن المتوقع صدور استطلاعات آراء الناخبين بعد انتهاء التصويت بوقت قصير.أعلنت كوسوفو استقلالها عن صربيا في عام 2008 بدعم من الولايات المتحدة، بما في ذلك حملة قصف شنها حلف شمال الأطلسي عام 1999 ضد القوات الصربية التي كانت تحاول سحق ⁠انتفاضة ‍الأغلبية ذات الأصل الألباني التي تشكل 90 بالمئة من ‍السكان.
وعلى الرغم من الدعم الدولي، تعاني الدولة التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة من الفقر وعدم الاستقرار والجريمة المنظمة.
وكانت فترة ولاية كورتي، التي بدأت ‌في عام ​2021، هي المرة الأولى التي تكمل فيها حكومة ​بريشتينا فترة ولاية كاملة.
اشتعلت التوترات مع صربيا في عام 2023، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على كوسوفو. وقال الاتحاد الأوروبي هذا الشهر إنه سيرفع هذه العقوبات بعد انتخاب رؤساء بلديات من العرقية الصربية في البلديات الشمالية، لكن من المحتمل أن تكلف هذه الإجراءات كوسوفو مئات الملايين من اليورو.