رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
تمتلك القدرة الصناعية على تطعيم سكانها بالكامل
كوفيد-19 في الصين: حيرة المناعة الجماعية...!
- مع 100 مليون جرعة في الأسبوع، قد تصل الصين إلى عتبة مناعة القطيع في الخريف
- تبلغ قدرة الإنتاج ما يكفي الشعب الصيني والدول الأربعين التي وقّعت معها الصين اتفاقيات توزيع
- حلّ الجرعة الثالثة يخضع لدراسات سريرية منذ مايو وقد يصبح معياراً في الأشهر القادمة
- إذا كانت تجاربه حاسمة، من الممكن تسويق لقاح صيني جديد قبل نهاية العام
- لا يجب الإسراع في البحث عن مناعة القطيع على حساب التماسك الوطني
تمتلك الصين الآن القدرة الصناعية على تطعيم سكانها بالكامل. مع 100 مليون جرعة في الأسبوع، سيسمح لها برنامج التطعيم الضخم، من حيث المبدأ، بالوصول إلى عتبة مناعة القطيع في الخريف. غير ان تحذيرات الخبراء الصينيين في ازدياد بشأن فعالية لقاحاتهم، كما تتزايد النقاشات حول فكرة خلط اللقاحات والجرعة الثالثة.
من جانبها، تعمل الحكومة على إبطاء مبادرات التطعيم الإجباري التي تنفذها بعض المقاطعات في مواجهة إحجام أقلية من السكان الصينيين. إن أفق المناعة الجماعية آخذ في الانحسار.
لقد عزلت الصين نفسها بشكل فعال ضد تفشي كوفيد-19 على أراضيها، وتنفذ برنامج تطعيم على نطاق واسع جدا. وهي من الناحية النظرية، قادرة على أن تصبح واحدة من أولى الدول المناعية في العالم. ومع ذلك، فإن الخبراء الصينيين يستعدون لاستمرار معركة طويلة الأمد.
القدرة الصناعية والإدارية لتحقيق مناعة السكان في الخريف
في 9 يوليو، أعلنت وزارة الصناعة الصينية أن لبلادها قدرة إنتاج عامة تبلغ خمسة مليارات جرعة من اللقاحات ضد كوفيد-19 لعام 2021. وهو ما يكفي لإمداد كل الشعب الصيني والدول الأربعين التي وقّعت معها الصين اتفاقيات توزيع.
كما بلغ معدل توزيع اللقاح حوالي 100 مليون جرعة في الأسبوع منذ مايو. وبلغ عدد اللقاحات التي تم توزيعها 1.5 مليار جرعة في 24 يوليو، ويمكن تحقيق الهدف الرسمي المتمثل في التلقيح الكامل لـ 70 بالمائة من سكان الصين بحلول نهاية أكتوبر بالوتيرة الحالية لبرنامج التطعيم.
في نفس الوقت، فإن النظام الصارم للغاية للمراقبة والقضاء على البؤر الجديدة، يبقي عدد الحالات عند بضع عشرات في اليوم. لم تعلن البلاد عن أي وفيات بفيروس كورونا منذ نهاية أبريل 2020، ما يضع الصين خارج الموجات الجديدة في آسيا. كل ذلك يمكن أن يجعل الحكومة الصينية متفائلة بشكل خاص بشأن قدرتها على القضاء على الوباء من أراضيها، ولكن ليس هذا هو الحال.
الحذر والتوصيات الجديدة من الخبراء الصينيين
أشار جاو فو، رئيس مركز مكافحة الأوبئة الصيني، في مؤتمر صحفي يوم 12 أبريل إلى أن اللقاحات الصينية لم تكن فعالة بما يكفي. وتسبب هذا البيان في ضجة كبيرة في الصحافة الدولية، مما دفع جاو لاحقًا إلى الادعاء بأن كلماته “أسيء تفسيرها”. كما ذكر جاو فو فائدة خلط لقاحات مختلفة، والتفكير في الفارق الزمني بين جرعات اللقاح.
بعد شهرين، اعترف الدكتور فينج تسيجيان، النائب السابق لمدير مركز مكافحة الأوبئة الصيني، بأن الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات الصينية كانت أقل فاعلية ضد متغير دلتا.
وأوضح خبير مشهور آخر، البروفيسور جوان يي، رئيس مركز دراسة الأوبئة في جامعة هونغ كونغ، في مقابلة مطولة مع محطة فينيكس التلفزيونية، أن فعالية اللقاح هي مفهوم انتقالي. فرغم أنه يمكن عرضه في البداية، إلا أنه قد ينخفض إلى النصف في غضون ستة أشهر ويختفي بعد عام. واعتبر الدكتور غوان يي، أنه من الضروري أن تزود الصين نفسها بنظام أكثر تنظيماً لتحليل المتغيرات الجديدة، ومتابعة البحث الدائم لتكييف اللقاحات.
وأعلن جاو فو نفسه على التلفزيون الصيني في 21 يوليو، أنه تناول جرعة ثالثة من اللقاح. وحلّ الجرعة الثالثة هذا، يخضع لدراسات سريرية منذ مايو في مقاطعة جيانغسو، وقد يصبح معيارا في الأشهر القادمة.
تهتم الصين أيضًا بشكل متزايد بلقاحات الحمض النووي الريبي المرسال. ووقّعت شركة فوسون اتفاقية مع الحكومة الصينية للتعاقد من الباطن مع فايزر بيونتيك لتوزيع لقاحها في الصين. وأعلنت شركة شنغهاي للتو، أن إنتاج هذا اللقاح قد يصل إلى مليار جرعة في الصين بحلول نهاية العام، بمعدل 100، ثم 200 مليون جرعة شهريًا. ووفق وسيلة الإعلام الصينية، كايكسين، سيكون هذا اللقاح بمثابة جرعة ثالثة للمواطنين الصينيين الذين سبق ان تلقوا جرعتين من اللقاحات الصينية. وتجري جامعة هونغ كونغ حاليًا دراسات سريرية حول خلط اللقاحات الصينية، وتلك التي تعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لأول لقاح صيني للحمض النووي الريبي المرسال في أبريل 2021. وهو لقاح تم تطويره بشكل مشترك من قبل أبوجينبيو ووالواكس للتكنولوجيا الحيوية ومعهد الطب الضابط العسكري في الأكاديمية الصينية للعلوم. وإذا كانت هذه التجارب حاسمة، فمن الممكن تسويق هذا اللقاح قبل نهاية العام.
التردد في التطعيم الإجباري
دفع البحث عن المناعة الجماعية في الأسابيع الأخيرة عددًا من المقاطعات والمدن الصينية إلى فرض عقوبات على المتأخرين. وأعلنت جوانجشي وخنان، على سبيل المثال، أنهما لن تقبلا سوى الأطفال الذين تم تطعيم أسرهم خلال العام الدراسي المقبل في سبتمبر. وبدأت مناطق أخرى في فرض التطعيم داخل الأماكن العامة والمطاعم والمتاجر. وذهبت منطقة تانغي في مقاطعة خنان إلى حد تهديد موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين من الخدمة المدنية بعدم دفع رواتبهم أو معاشهم إذا لم يتم تطعيمهم.
وأثارت هذه المبادرات المختلفة انتقادات كثيرة على الشبكات الاجتماعية الصينية. وقد أوقفتها الحكومة، التي لا ترغب، في هذه المرحلة، إثارة جدل لا داعي له. وقال مسؤولو الصحة الصينيون إن التطعيم يجب أن يكون “مستنيرًا ومقبولا وطوعيًا».
صحيح أن التردد في التطعيم أقل قوة في الصين منه في فرنسا، إذا صدقنا الاستطلاعات المنتظمة التي تجريها شركة إبسوس نيابة عن المنتدى الاقتصادي العالمي. ففي خمسة استطلاعات مقارنة أجريت بين يوليو 2020 وأبريل 2021، ظلت نسبة المواطنين الصينيين الراغبين في التطعيم مستقرة، حوالي 80 بالمائة، في حين أن نسبة الفرنسيين حوالي 60 بالمائة.
بشكل عام، تستعد الحكومة الصينية لمعركة طويلة الأمد ضد فيروس كورونا، حيث يجب تعويض انخفاض فعالية اللقاحات الحالية بجرعات وخلطات ولقاحات جديدة، وحيث لا يجب الإسراع في البحث عن مناعة القطيع على حساب التماسك الوطني.
*متخصص في آسيا والقضايا الاقتصادية الدولية. عمل مستشارًا اقتصاديًا وماليًا طيلة 20 عامًا في السفارات الفرنسية في اليابان والصين وكوريا وسنغافورة لصالح الآسيان. كما شارك في تطوير السياسات الأوروبية وخاصة السياسة التجارية، سواء في منظمة التجارة العالمية أو المفاوضات مع الدول الآسيوية. يدرّس منذ أربع سنوات في كلية الشؤون الدولية في مدرسة العلوم السياسية بباريس حول التحليل المستقبلي لآسيا. نشر كتابًا بعنوان “الجائحة، تغيّر العالم”، مارس 2021 “منشورات لوب».
- تبلغ قدرة الإنتاج ما يكفي الشعب الصيني والدول الأربعين التي وقّعت معها الصين اتفاقيات توزيع
- حلّ الجرعة الثالثة يخضع لدراسات سريرية منذ مايو وقد يصبح معياراً في الأشهر القادمة
- إذا كانت تجاربه حاسمة، من الممكن تسويق لقاح صيني جديد قبل نهاية العام
- لا يجب الإسراع في البحث عن مناعة القطيع على حساب التماسك الوطني
تمتلك الصين الآن القدرة الصناعية على تطعيم سكانها بالكامل. مع 100 مليون جرعة في الأسبوع، سيسمح لها برنامج التطعيم الضخم، من حيث المبدأ، بالوصول إلى عتبة مناعة القطيع في الخريف. غير ان تحذيرات الخبراء الصينيين في ازدياد بشأن فعالية لقاحاتهم، كما تتزايد النقاشات حول فكرة خلط اللقاحات والجرعة الثالثة.
من جانبها، تعمل الحكومة على إبطاء مبادرات التطعيم الإجباري التي تنفذها بعض المقاطعات في مواجهة إحجام أقلية من السكان الصينيين. إن أفق المناعة الجماعية آخذ في الانحسار.
لقد عزلت الصين نفسها بشكل فعال ضد تفشي كوفيد-19 على أراضيها، وتنفذ برنامج تطعيم على نطاق واسع جدا. وهي من الناحية النظرية، قادرة على أن تصبح واحدة من أولى الدول المناعية في العالم. ومع ذلك، فإن الخبراء الصينيين يستعدون لاستمرار معركة طويلة الأمد.
القدرة الصناعية والإدارية لتحقيق مناعة السكان في الخريف
في 9 يوليو، أعلنت وزارة الصناعة الصينية أن لبلادها قدرة إنتاج عامة تبلغ خمسة مليارات جرعة من اللقاحات ضد كوفيد-19 لعام 2021. وهو ما يكفي لإمداد كل الشعب الصيني والدول الأربعين التي وقّعت معها الصين اتفاقيات توزيع.
كما بلغ معدل توزيع اللقاح حوالي 100 مليون جرعة في الأسبوع منذ مايو. وبلغ عدد اللقاحات التي تم توزيعها 1.5 مليار جرعة في 24 يوليو، ويمكن تحقيق الهدف الرسمي المتمثل في التلقيح الكامل لـ 70 بالمائة من سكان الصين بحلول نهاية أكتوبر بالوتيرة الحالية لبرنامج التطعيم.
في نفس الوقت، فإن النظام الصارم للغاية للمراقبة والقضاء على البؤر الجديدة، يبقي عدد الحالات عند بضع عشرات في اليوم. لم تعلن البلاد عن أي وفيات بفيروس كورونا منذ نهاية أبريل 2020، ما يضع الصين خارج الموجات الجديدة في آسيا. كل ذلك يمكن أن يجعل الحكومة الصينية متفائلة بشكل خاص بشأن قدرتها على القضاء على الوباء من أراضيها، ولكن ليس هذا هو الحال.
الحذر والتوصيات الجديدة من الخبراء الصينيين
أشار جاو فو، رئيس مركز مكافحة الأوبئة الصيني، في مؤتمر صحفي يوم 12 أبريل إلى أن اللقاحات الصينية لم تكن فعالة بما يكفي. وتسبب هذا البيان في ضجة كبيرة في الصحافة الدولية، مما دفع جاو لاحقًا إلى الادعاء بأن كلماته “أسيء تفسيرها”. كما ذكر جاو فو فائدة خلط لقاحات مختلفة، والتفكير في الفارق الزمني بين جرعات اللقاح.
بعد شهرين، اعترف الدكتور فينج تسيجيان، النائب السابق لمدير مركز مكافحة الأوبئة الصيني، بأن الأجسام المضادة التي تنتجها اللقاحات الصينية كانت أقل فاعلية ضد متغير دلتا.
وأوضح خبير مشهور آخر، البروفيسور جوان يي، رئيس مركز دراسة الأوبئة في جامعة هونغ كونغ، في مقابلة مطولة مع محطة فينيكس التلفزيونية، أن فعالية اللقاح هي مفهوم انتقالي. فرغم أنه يمكن عرضه في البداية، إلا أنه قد ينخفض إلى النصف في غضون ستة أشهر ويختفي بعد عام. واعتبر الدكتور غوان يي، أنه من الضروري أن تزود الصين نفسها بنظام أكثر تنظيماً لتحليل المتغيرات الجديدة، ومتابعة البحث الدائم لتكييف اللقاحات.
وأعلن جاو فو نفسه على التلفزيون الصيني في 21 يوليو، أنه تناول جرعة ثالثة من اللقاح. وحلّ الجرعة الثالثة هذا، يخضع لدراسات سريرية منذ مايو في مقاطعة جيانغسو، وقد يصبح معيارا في الأشهر القادمة.
تهتم الصين أيضًا بشكل متزايد بلقاحات الحمض النووي الريبي المرسال. ووقّعت شركة فوسون اتفاقية مع الحكومة الصينية للتعاقد من الباطن مع فايزر بيونتيك لتوزيع لقاحها في الصين. وأعلنت شركة شنغهاي للتو، أن إنتاج هذا اللقاح قد يصل إلى مليار جرعة في الصين بحلول نهاية العام، بمعدل 100، ثم 200 مليون جرعة شهريًا. ووفق وسيلة الإعلام الصينية، كايكسين، سيكون هذا اللقاح بمثابة جرعة ثالثة للمواطنين الصينيين الذين سبق ان تلقوا جرعتين من اللقاحات الصينية. وتجري جامعة هونغ كونغ حاليًا دراسات سريرية حول خلط اللقاحات الصينية، وتلك التي تعتمد على الحمض النووي الريبي المرسال.
بالإضافة إلى ذلك، بدأت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية لأول لقاح صيني للحمض النووي الريبي المرسال في أبريل 2021. وهو لقاح تم تطويره بشكل مشترك من قبل أبوجينبيو ووالواكس للتكنولوجيا الحيوية ومعهد الطب الضابط العسكري في الأكاديمية الصينية للعلوم. وإذا كانت هذه التجارب حاسمة، فمن الممكن تسويق هذا اللقاح قبل نهاية العام.
التردد في التطعيم الإجباري
دفع البحث عن المناعة الجماعية في الأسابيع الأخيرة عددًا من المقاطعات والمدن الصينية إلى فرض عقوبات على المتأخرين. وأعلنت جوانجشي وخنان، على سبيل المثال، أنهما لن تقبلا سوى الأطفال الذين تم تطعيم أسرهم خلال العام الدراسي المقبل في سبتمبر. وبدأت مناطق أخرى في فرض التطعيم داخل الأماكن العامة والمطاعم والمتاجر. وذهبت منطقة تانغي في مقاطعة خنان إلى حد تهديد موظفي الخدمة المدنية والمتقاعدين من الخدمة المدنية بعدم دفع رواتبهم أو معاشهم إذا لم يتم تطعيمهم.
وأثارت هذه المبادرات المختلفة انتقادات كثيرة على الشبكات الاجتماعية الصينية. وقد أوقفتها الحكومة، التي لا ترغب، في هذه المرحلة، إثارة جدل لا داعي له. وقال مسؤولو الصحة الصينيون إن التطعيم يجب أن يكون “مستنيرًا ومقبولا وطوعيًا».
صحيح أن التردد في التطعيم أقل قوة في الصين منه في فرنسا، إذا صدقنا الاستطلاعات المنتظمة التي تجريها شركة إبسوس نيابة عن المنتدى الاقتصادي العالمي. ففي خمسة استطلاعات مقارنة أجريت بين يوليو 2020 وأبريل 2021، ظلت نسبة المواطنين الصينيين الراغبين في التطعيم مستقرة، حوالي 80 بالمائة، في حين أن نسبة الفرنسيين حوالي 60 بالمائة.
بشكل عام، تستعد الحكومة الصينية لمعركة طويلة الأمد ضد فيروس كورونا، حيث يجب تعويض انخفاض فعالية اللقاحات الحالية بجرعات وخلطات ولقاحات جديدة، وحيث لا يجب الإسراع في البحث عن مناعة القطيع على حساب التماسك الوطني.
*متخصص في آسيا والقضايا الاقتصادية الدولية. عمل مستشارًا اقتصاديًا وماليًا طيلة 20 عامًا في السفارات الفرنسية في اليابان والصين وكوريا وسنغافورة لصالح الآسيان. كما شارك في تطوير السياسات الأوروبية وخاصة السياسة التجارية، سواء في منظمة التجارة العالمية أو المفاوضات مع الدول الآسيوية. يدرّس منذ أربع سنوات في كلية الشؤون الدولية في مدرسة العلوم السياسية بباريس حول التحليل المستقبلي لآسيا. نشر كتابًا بعنوان “الجائحة، تغيّر العالم”، مارس 2021 “منشورات لوب».