رئيس الدولة: الدورة تعزز الحوار والتعارف والتنافس بين شباب العالم على أرض الإمارات
الإطفائيون ما زالوا يكافحون لاحتواء حريق جزيرة إيفيا
كوكب الأرض في خطر... البشر يتحملون المسؤولية
حذر علماء المناخ في تقرير أممي جديد من أن وقت إنقاذ الكوكب بدأ ينفد في ظل تغيرات مناخية غير مسبوقة، حيث لم يعد بإمكان العالم تفادي ارتفاع الحرارة بـ1.5 درجة مئوية، محملين البشر المسؤولية عن ذلك.
ووفقاً لصحف عربية صادرة أمس الثلاثاء، يمثل التحذير جرس إنذار حقيقي بأن الأرض في خطر ما يستدعي تغييرات في سلوكات الأفراد والدول، في حين تعمل دول أمريكا اللاتينية على الاستفادة من هذا التحول السريع، حيث تبدأ جهودها على هذا الصعيد بواحدة من أنظف مصفوفات الطاقة حولها.
ذكرت صحيفة العرب اللندنية، أن تقييمات علماء المناخ دقت ناقوس الخطر وسط تحذيرات من أن وقت إنقاذ الكوكب بدأ ينفد في مواجهة خطر الاحترار المناخي.
وأشارت إلى أن هذا التقرير التقييمي الأول منذ 7 سنوات، والذي تم تبنيه الجمعة الماضي من قبل موفدي 195 بلداً، يستعرض 5 سيناريوهات لانبعاثات غازات الدفيئة، من الأكثر تفاؤلاً إلى الأكثر تشاؤماً.
وقالت كريستينا دال من اتحاد العلماء المعنيين (يونيون فور كونسورند ساينتستس): “إذا كنتم تعتقدون أن هذا أمر خطير، تذكروا أن ما نراه اليوم هو مجرد البداية».
وأوضح عالم المناخ ديف رياي أن “هذا التقرير يجب أن يخيف أي شخص يقرأه، إنه يظهر إلى أين وصلنا وإلى أين نحن ذاهبون مع تغير المناخ: إلى حفرة نواصل تعميقها».
وشدد بانماو تشاي الرئيس المشارك لمجموعة الخبراء التي أعدت هذا الجزء الأول من تقييم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، على أن استقرار المناخ سيتطلب خفضاً حاداً وسريعاً ودائماً لانبعاثات غازات الدفيئة من أجل تحقيق حياد الكربون.
كما قال نائب رئيس الاتحاد الأوروبي المسؤول عن الشؤون المناخية فرانس تيمرمانز إنه “مازال هناك وقت لمنع انفلات تغير المناخ، لكن فقط إذا طبق العالم السياسات التي تسمح بخفض الانبعاثات العالمية إلى صافي الصفر».
ومن جهتها، قالت الكاتبة شانون أونيل في مقال لها بصحيفة الشرق الأوسط “أخيراً، بدأت دول وشركات من مختلف أرجاء العالم في التعامل بجدية مع قضية التغييرات المناخية».
وأضافت أنه فيما يخص أمريكا اللاتينية، يمكن أن يجذب هذا التحول الأخضر المتسارع مئات المليارات من الاستثمارات، ويسهم في توفير دفعة لجهود التعافي الاقتصادي وإحداث قفزة تكنولوجية كبيرة داخل دول القارة.
وأشارت إلى أن المطلوب هو إقرار تغيير كامل في السياسات المتبعة، خاصة في البرازيل والمكسيك، أكبر اقتصادين بالمنطقة، وإذا لم يتخل قادة دول القارة عن نهجهم المعتاد، فإن هذه المنطقة ربما تجد نفسها يوماً متأخرة عن باقي دول العالم.
وأوضحت الكاتبة أنه باستطاعة دول أمريكا اللاتينية الاستفادة من هذا التحول السريع، حيث تبدأ المنطقة جهودها بواحدة من أنظف مصفوفات الطاقة حولها، ذلك أن نصف الكهرباء لديها تقريباً من مصادر خضراء، كما تملك القارة إمكانات هائلة فيما يخص الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والطاقة الحرارية الجوفية، فضلاً عن كونها موطناً لاحتياطيات الغاز الصخري التي يمكن أن تشكل جسر الانتقال من النفط والفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة.
واختتمت مقالها بالقول “الواضح أن دول أمريكا اللاتينية بحاجة إلى تريليونات الدولارات من أجل البنية التحتية والخدمات الأساسية الأخرى، لتحفيز اقتصاداتها وتلبية تطلعات مئات الملايين من المواطنين، ويمكن لتريليونات الدولارات التي تبحث في العالم عن عائدات خضراء أن تملأ جزءاً كبيراً من هذه الفجوة، مع تمكين أمريكا اللاتينية لهؤلاء المستثمرين من فعل الخير والقيام بعمل جيد».
هذا وواصل عناصر الإطفاء صباح الثلاثاء معركتهم اليائسة في جزيرة إيفيا اليونانية لمنع حريق هائل من الوصول إلى مدينة استييا التي يقطنها آلاف السكان. وكافحت الفرق على جبهات عدة طوال الليل النيران المشتعلـــــــة منـــــذ ثمانية أيام في هذه الجزيرة الجبلية الضخمة الواقعة على مسافة 200 كيلومتر شــــرق أثينا.
وقال يانيس كوتزياس رئيس بلدية استييا للقناة العامة “إي آر تي”، “نحن ننتظر دعما جويا لكننا سنرى ما إذا كان الدخان سيسمح لها (الطائرات القاذفة للماء) بالتحليق».
وأثناء الليل، اجتازت النيران الحواجز اللاجمة للحرائق التي أقيمت في أفغاريا، وهي إحدى القرى القريبة من استييا، بحسب وكالة الانباء اليونانية “انا”، لكن القرية لم تتعرض لأضرار جسيمة.
وقد أقيمت حواجز أيضا للجم الحرائق في قريتي كاماريا وكاستانيوتيسا.
وعلى الطريق المؤدي إلى قرية كاماترياديس، جهد نحو 15 من سكانها لمنع تقدم النيران مساء الاثنين رغم هبوب رياح خفيفة، كما أفاد فريق من وكالة فرانس برس.
وقال أحد الشبان “إذا وصلت إلى النيران إلى هنا، سينتهي الامر».
وصباح الثلاثاء، بدا رئيس بلدية استييا “متفائلا بشأن هذه الجبهة».
وأضاف الاثنين من كاماترياديس “تمكنا من السيطرة على هذه الجبهة لأننا قمنا بقذف المياه من الارض والجو».
وأشار إلى أن “المروحيات ساعدت كثيرا” الاثنين موضحا “لو قمنا بذلك منذ البداية، كنا تجنبنا هذا الدمار الكبير».
وتابع “ارتُكبت أخطاء ويجب أن نتعلم منها. ولا ينبغي للدولة اليونانية أن تنسى ما حدث في شمال إيفيا».
وقدّم رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي تعرض لانتقادات من المعارضة والكثير من السكان والسلطات المحلية، اعتذرا للأمة.
وقال في خطاب متلفز مساء الاثنين “أطلب الصفح عن أي أخطاء محتملة” ارتكبت في استجابة الحكومة مضيفا “لقد فعلنا كل ما في وسعنا، لكن في حالات كثيرة، لم يكن ذلك كافيا».
ومن بين 650 إطفائيا ينشطون في الجزيرة صباح الإثنين،جاء نحو 250 من أوكرانيا ورومانيا تؤازرهم 11 طائرة قاذفة مياه ومروحية، بحسب إدارة الدفاع المدني.وأتت الحرائق على آلاف الهكتارات في إيفيا ودمّرت مئات المنازل وتم إجلاء أكثر من 2700 شخص عن طريق البحر.
وتشهد اليونان موجة من الحرائق الضخمة منذ أسبوعين مدفوعة بالجفاف وموجات القيظ، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل شخصين وإصابة العشرات.