كيف تصنع تربية الفتيات مديرين أكثر تعاطفًا وعدلاً؟

كيف تصنع تربية الفتيات مديرين أكثر تعاطفًا وعدلاً؟


يتزايد الحديث على وسائل التواصل الاجتماعي حول فكرة أن  الرجال الذين يربّون بنات والمعروفين بـ"آباء البنات"، يصبحون أكثر تعاطفًا وعدلاً في قيادة فرق العمل. وتشير دراسات حديثة وآراء خبراء إلى أن تربية البنات تؤثر بعمق على طريقة تفكير الآباء وسلوكهم القيادي، مما يجعلهم أكثر إنصافًا وإنسانية في أماكن العمل.
ووفقًا لتقرير نشره موقع Parents المهتم بصحة الآباء والأبناء، فإن الأبحاث تظهر أن الآباء الذين لديهم بنات يكتسبون وعيًا أكبر بعدم المساواة الاجتماعية، ما ينعكس على أسلوبهم في الإدارة. وتوضح الدكتورة آنماري كاينو، أستاذة علم النفس بجامعة غونزاغا، أن انخراط الآباء في حياة بناتهم اليومية يعرّفهم على التحديات التي تواجهها الفتيات في المدارس والرياضة والعلاقات الاجتماعية. وتضيف: "عندما يرى الأب ابنته تُستبعد أو تُعامل بعدم إنصاف، يبدأ في إدراك حجم التحيزات الجندرية في المجتمع، وهذا يغيّر نظرته للعالم."
هذا الوعي ينعكس على سلوك الآباء المهني، إذ يميل "آباء البنات" إلى القيادة بتفهّم واحترام بدلًا من التحكم أو التسلط. وتقول عالمة النفس أفيغايل ليف، إن  الأبوة تُنمّي صفات مهمة كالاستماع الجيد، وحل المشكلات، والصبر، وهي المهارات نفسها التي يحتاجها القادة الناجحون في بيئات العمل. فعندما يساعد الأب ابنته على حل خلاف مع صديقة أو تجاوز صعوبة دراسية، فإنه يمارس مهارات التواصل والإرشاد ذاتها التي يستخدمها المدير مع موظفيه. وتضيف ليف أن التعاطف ليس ضعفًا بل قوة قيادية، مستشهدة بأبحاث عالم الأحياء الشهير فرانس دي فال، الذي وجد أن أكثر الذكور نجاحًا كانوا الأكثر تعاونًا وتعاطفًا، وليس الأعنف أو الأكثر سيطرة.