كيف تعزز سياسة بايدن الخليجية صعود الصين؟

كيف تعزز سياسة بايدن الخليجية صعود الصين؟


بالنظر إلى سياسات الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه الخليج العربي، يبدو أن الأخير يعاود تكرار خطأ سلفه باراك أوباما. ولهذا الخطأ تداعيات استراتيجية على الولايات المتحدة يحذر منها مستشار الشؤون المالية والإيرانية في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات سعيد قاسمي نجاد في مجلة “وشنطن إكزامينر». جاءت إدارة بايدن إلى السلطة مع وعد بالعودة إلى الاتفاق النووي الذي تعارضه غالبية الدول العربية وإسرائيل، التي ترى أن طهران تستفيد من الفرص الاقتصادية التي يوفرها الاتفاق دون الاضطرار إلى تفكيك برنامجها النووي، أو تقييد هيمنتها الإقليمية.

كونفيديرالية شيعية خمينية
علقت الإدارة الجديدة بيع أسلحة إلى الإمارات والسعودية وأوقفت الدعم العسكري للتحالف العربي في اليمن، الذي يكافح المتمردين الحوثيين الذين احتلوا صنعاء في 2014، وطردوا الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً متسببين في حرب أهلية. وأزالت واشنطن الحوثيين من لائحة الإرهاب في إشارة تعزز فكرة أن الإدارة الحالية تقبل دولة يمنية تسيطر عليها إيران بواسطة حكم الحوثيين. وعلى امتداد المنطقة، يؤسس النظام في طهران كونفيديرالية شيعية خمينية فارضاً تهديداً مباشراً على دول الخليج المتحالفة تقليدياً، مع الولايات المتحدة.

الرسالة الإيرانية الثورية
هدفت سياسة أوباما المنفتحة على طهران إلى زرع الاستقرار في المنطقة لتتمكن واشنطن من التركيز على شرق آسيا والصين.
ويشير قاسمي نجاد إلى أن تلك السياسة سمحت لطهران بأن تصبح أقوى. وعندما غادر فيه أوباما البيت الأبيض، كانت إيران أكبر قوة أجنبية في أربع عواصم عربية، بيروت، ودمشق، وبغداد، وصنعاء. إن عودة الإدارة الحالية إلى سياسة الانفتاح على إيران ستعزز تطلعات النظام الديني الذي، بعدما وسع سيطرته على لبنان، وسوريا، والعراق، يمكن أن يستهدف الدول العربية الخليجية، حيث توجد نسبة من السكان الشيعة، ومنذ حمام الدم والفوز في سوريا، أصبحت الرسالة الإيرانية الثورية شيعية بشكل أكثر علنية.

بايدن يسرع المسار
وبانسحاب الولايات المتحدة من المنطقة وبالتوازي مع احتمال تعذر ظهور تنسيق عسكري في التحالف العربي الإسرائيلي في اليمن، ستجد الملكيات العربية في الصين حليفاً جديداً.
فالصين هي أول شريك تجاري لدول المنطقة وتستورد حوالي نصف نفطها من الخليج العربي.
وفي السنوات الخمس والعشرين الماضية، نمت التجارة بين الصين ومعظم دول الخليج إلى حجم يتخطى حجم التجارة بين تلك الدول والولايات المتحدة. ستغير هذه الدينامية عاجلاً أم آجلاً الديناميات السياسية والعسكرية للتحالفات والشراكات. وقد يسرع ابتعاد إدارة بايدن عن السعودية والإمارات هذا المسار، حسب الكاتب.

بايدن يساعد بيجينغ
ويذكر قاسمي نجاد أنه مع قلب إدارة بايدن سياسات ترامب في الخليج العربي، ومع المزاج الانعزالي في الولايات المتحدة، والمطالبة بإعادة القوات الأمريكية، وتنامي العلاقات الاقتصادية والاستثمارية للدول العربية مع الصين في مقابل انخفاضها مع الولايات المتحدة، تجد بكين فرصة لملء الفراغ.
ولكن هذه الفرصة لا تأتي دون تحديات في منطقة حلت عليها لعنة النزاعات الطائفية. لقد بررت إدارة أوباما انسحابها من الشرق الأوسط بالحاجة للتركيز على آسيا. وتبدو إدارة بايدن على المسار نفسه. ويؤكد الكاتب ختاماً أن الانسحاب الأمريكي من الخليج العربي، سيعطي زخماً لصعود الصين الدولي.