كيف ستتعامل حكومة نتانياهو مع واشنطن؟

كيف ستتعامل حكومة نتانياهو مع واشنطن؟


يرى الكاتب السياسي الإسرائيلي، زلمان شوفال، أنه حتى لو ظهرت صعوبات في هذا الوقت في علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة الامريكية، فمن الممكن أن يتم حلها بدبلوماسية حكيمة، مشيراً إلى أنه بسبب الانقسام الحالي في المجتمع والسياسة الأمريكية، فإن القدرة الإسرائيلية على المناورة السياسية ستتطلب قدرات خاصة في الفترة المُقبلة.

أضاف شوفال في مقال بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في الأغلب إيجابية، ولكن “ليس دائماً”، مشيراً إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر “جي ستريت” الذي أشاد خلاله بالانتخابات الديمقراطية في إسرائيل، وهنأ نتانياهو بفوزه في الانتخابات، وأكد أن أهمية العلاقات مع إسرائيل لا علاقة لها باللون السياسي لحكومتها.
وعلى وجه الخصوص، أصر بلينكن على أهمية الدعم الأمريكي لأمن إسرائيل، لأن “السلام غير ممكن بدون إسرائيل قوية وآمنة” وبالتالي فإن “التزام الولايات المتحدة بأمنها هو أمر مقدس ولم يسبق له مثيل”، كما أشار بلينكن إلى معارضة الإدارة لحركة المقاطعة ضد إسرائيل في المحافل الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، وفقاً لما أشار إليه الكاتب.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال الكاتب إنه على الرغم من أنها ليست في طليعة قضايا السياسة الخارجية للإدارة مثل الصين وروسيا وأوكرانيا ومشاكل الطاقة، فمن الخطأ أن نستنتج من ذلك الاتجاهات الأساسية لإدارة بايدن تجاه الفلسطينيين.
 في الأيام الأخيرة، صدرت تحذيرات في واشنطن وربما في إسرائيل أيضاً من اتخاذ خطوات لضم مناطق في الضفة الغربية أو تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، على الرغم من أن هذه القضايا ليست بأي حال من الأحوال على أجندة نتانياهو.

وتحدث الكاتب عن إيران، قائلاً إنه مضيفاً أنه رغم أن واشنطن تنظر الآن إلى إمكانية تجديد الاتفاقية النووية بتشاؤم واضح، فليس هناك ما يضمن أنها لن تعود إليها إذا تغيرت الظروف، وفي هذه الحالة سيتعين على إسرائيل بقيادة نتانياهو اتخاذ قرارات صعبة.

ووفقاً للكاتب، الأمر الآخر الذي لا يحظى عادة بالكثير من الاهتمام في إسرائيل، ولكنه يثير القلق والاستياء في واشنطن، يتعلق بتقوية العلاقات الإسرائيلية مع الصين خصوصاً في الاقتصاد والتكنولوجيا، الأمر الذي تعتبره واشنطن لا قضية منافسة اقتصادية أو تكنولوجية فحسب، ولكن بشكل أساسي تنافس استراتيجي وجيوسياسي.
ويضيف الكاتب أن علاقات إسرائيل مع أمريكا متنوعة ومتشعبة بأبعاد غير مسبوقة، ولكن قد تنشأ فيها أزمات يمكن تبديدها كما في الماضي، بدبلوماسية إسرائيلية حكيمة واستعداد الطرفين للتسوية، أو بإيجاد أسباب مقنعة لتأجيلها إلى وقت آخر، على الرغم من حقيقة أنه بسبب الانقسام الشديد في المجتمع والسياسة الأمريكية، من المحتمل أن تتطلب قدرة إسرائيل على المناورة السياسية ميزات خاصة في السنوات القادمة.