كيف نبذ المصريون القدماء البلطجة و التحرش؟

كيف نبذ المصريون القدماء البلطجة و التحرش؟

زادت في الآونة الأخيرة الأخبار المتعلقة بالجرائم في المجتمعات العربية، خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة تداول ومعرفة الأخبار وانتشارها، ورغم ادعاء البعض أن مثل هذه الحالات جديدة على مجتمعاتنا لكن التاريخ يثبت أنها قديمة قدم الإنسان، وقد عانى المجتمع المصري القديم من حالات مشابهة كأي مجتمع آخر، لكن السؤال الملح هو كيف تم التعامل معها؟

يجب على هذا التساؤل المؤرخ وعالم المصريات بسام الشماع والذي أكد أن مصر حضارة شعب وليست حضارة ملك أو ملكة بعينها، فالمجتمع المصري كانت له سلبيات وايجابيات فيه الخير والشر، لكن المهم كيفية تعامل القضاء والعدالة مع الحالات الإجرامية.

ويوضح في حديثه لسكاي نيوز عربية أن مصر القديمة كانت فيها جرائم مجتمعية، وكان يرفضها المصريون، وكان على المتوفى أن ينفي عن نفسه ارتكاب جرائم بعينها ويستخدم صيغة "لا لم أفعل" أو لا لم أتسبب في هذا أو ذاك" من الجرائم والخطايا لتبرئة ساحته في "قاعة العدالتين" والتي كان يعتقد أنه يقف فيها أمام 42 معبود وينفي عن نفسه 42 تهمة، وعليه إقناع المعبودات بمصيره في الجنة أو حقول الفردوس إن نجح في تبرئة ساحته وإن كان إنسان جيد أم سيء عن طريق القلب.

وأضاف الشماع أنه كانت هناك جريمة وحالات قتل، لكن كان هناك عقاب وقانون ودستور للتعامل مع هذه الأشياء، فمثلا وجدنا مكتوب: "لم آمر بالقتل"، وفي القوانين الحديثة المحرض على القتل يعد مشتركا في الجريمة، ففي مصر القديمة كان هناك أيضا "لم أتسبب في إرهاب أحد" وبالتالي الإرهاب كان جريمة في مصر منذ آلاف السنين، وهو ما تعاني منه المجتمعات في الوقت الحالي.