لأول مرة منذ 15 عاماً.. ليبيا تفعل نظام «العودة الطوعية»
شرع مطار سبها الدولي في جنوب ليبيا بتسيير رحلات العودة الطوعية لمهاجرين من دول تشاد ومالي، لأول مرة منذ 15 عاماً. واستفاد مئات الأفارقة الذين تقطعت بهم السبل في الأراضي الليبية من العودة الطوعية إلى بلدانهم التي تشهد حروبا واضطرابات، على رأسها السودان وتشاد ومالي، وفق صحيفة “الوسط”. وأكدت السلطات إعادة 500 مهاجر سوداني بشكل طوعي من مدينة الكفرة إلى المثلث الحدودي لنقلهم إلى داخل السودان، مع العمل على توفير الإعاشة والخدمة الضرورية على الطريق بين البلدين.
وأوضح جهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية، أن 2500 مهاجر سوداني عادوا إلى وطنهم ضمن برامج العودة الطوعية، التي بدأت الثلاثاء 26 مايو- أيار 2025. وفي يومي 26 و28 مايو- أيار، سمحت رحلتان للمنظمة الدولية للهجرة لـ134 مالياً و169 تشادياً بالعودة إلى بلديهما من مدينة سبها في وسط ليبيا. ويطالب عدد متزايد من المهاجرين غير النظاميين بهذا الحل للعودة إلى بلدانهم هرباً من الظروف المعيشية الصعبة للغاية التي يعيشها الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى في ليبيا.
وبحسب السلطات الليبية، فإن هذه هي المرة الأولى منذ 15 عاما التي تغادر فيها رحلة عودة طوعية من مطار سبها وسط البلاد.
وقالت السفارة التشادية في ليبيا على صفحتها على “فيسبوك” إن “هذه المبادرة تأتي في إطار الجهود المشتركة لحماية مواطنينا وضمان عودتهم سالمين، استجابة للظروف الصعبة التي يواجهها بعض أفراد الجالية التشادية في جنوب ليبيا”.
وفي المجمل، منذ عام 2023، عاد أكثر من 4000 تشادي إلى بلادهم من خلال العودة الطوعية من المنظمة الدولية للهجرة، وفقًا للمدير العام لإدارة التشاديين في الخارج مبودو سعيد.
وتعد سبها، وسط ليبيا، واحدة من مراكز الهجرة الرئيسية في المنطقة، حيث يمر عبر هذه المدينة أغلب الأفارقة من جنوب الصحراء الكبرى الذين يغادرون بلادهم على أمل الوصول إلى الساحل الليبي، ومن ثمّ أوروبا.
وفي الإجمالي استفاد نحو 98 ألف مهاجر من العودة الطوعية إلى بلدانهم الأصلية منذ عام 2015، بحسب مكتب المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا. وتفيد التقديرات بأن نحو ثلث السكان المقيمين في ليبيا هم مهاجرون غير نظاميين، مما أثار قلقاً بالغاً لدى الحكومات الأوروبية من احتمال وصولهم إلى سواحلها في حال انهيار اتفاقيات الهجرة بين طرابلس وبروكسل.
وتحدث وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الموقتة في طرابلس، عماد الطرابلسي، عبر صفحة الوزارة على “فيسبوك”، عن وجود أكثر من 3 ملايين مهاجر غير نظامي في ليبيا،
وأشار إلى أن هذا الرقم يعد “مرعباً”، ما يضع البلاد في مواجهة تحديات كبيرة من تدفقات الهجرة غير النظامية، ويؤثر سلباً على المواطن الليبي في قطاعات حيوية مثل الغذاء والصحة.
للمهاجرين