رئيس الدولة: الأولوية لوقف عاجل لإطلاق النار في غزة ومواصلة تدفق المساعدات الإنسانية
لماذا تجاهل كبار أوروبا «رونالدو الجديد»؟
بعد ملحمة تفاوضية طويلة، حسم نادي آرسنال الإنجليزي أخيرًا صفقة المهاجم السويدي فيكتور غيوكيريس، ليعلن عن ضمه رسميًّا من صفوف سبورتينغ لشبونة البرتغالي في صفقة كبيرة.
ويأتي هذا الإعلان ليضع نهاية لأحد أبرز مسلسلات الانتقالات الصيفية، حيث نجح "الغانرز" في تأمين خدمات المهاجم الذي كان هدفًا رئيسًا لغريمهم مانشستر يونايتد.
لكن وسط احتفالات جماهير آرسنال، يبرز سؤال منطقي حيّر الكثيرين: لماذا اقتصر السباق الجاد على غيوكيريس بين آرسنال ويونايتد فقط، بينما تجاهلته بقية أندية النخبة في أوروبا؟
رغم موسمه الانفجاري في البرتغال والذي منحه لقب "رونالدو الجديد" نظرًا لقوته البدنية الهائلة وقدرته التهديفية، فإن أندية الصف الأول، مثل: ريال مدريد، وبرشلونة، ومانشستر سيتي، وبايرن ميونخ لم تدخل السباق بجدية، ويمكن تلخيص الأسباب في 5 نقاط رئيسة:
1. الخوف من "معجزة الموسم الواحد"
أول الأسباب وأكثرها منطقية هو عامل الشك، فتألق غيوكيريس الصاروخي جاء بشكل مفاجئ في موسم واحد فقط مع سبورتينغ، بعد مسيرة عادية في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي مع كوفنتري سيتي.
تخشى الأندية الكبرى من استثمار مبلغ ضخم في لاعب قد يكون تألقه مجرد طفرة مؤقتة، وهو رهان محفوف بالمخاطر لا تقبل عليه الأندية التي تبحث عن استمرارية مضمونة على أعلى مستوى.
2. السعر المرتفع مقابل "الاسم"
يرتبط السبب الثاني بالأول بشكل مباشر، مبلغ 100 مليون يورو عادةً ما يتم دفعه في لاعب أثبت نفسه لسنوات في دوري كبير أو في دوري أبطال أوروبا.
بالنسبة لكبار القوم، يعتبر غيوكيريس اسمًا لم يختبر بعد على الساحة الكبرى، وبالتالي فإن دفع هذا المبلغ يُعد مغامرة مالية غير محسوبة مقارنة بخيارات أخرى قد تكون متاحة بسعر مقارب أو حتى أعلى قليلًا ولكن بسجل حافل وموثوق.
3. وجود مشاريع وخطط طويلة الأمد
أندية النخبة لا تتخذ قراراتها كرد فعل على تألق لاعب في موسم واحد، بل تبني خططها لسنوات قادمة، فريال مدريد مثلًا، حسم صفقة إندريك وينظر للمستقبل البعيد مع أهداف مثل إرلينغ هالاند.
هذه الأندية لديها مشاريع تتبع كاملة لأهداف محددة منذ سنوات، ولم يكن غيوكيريس ضمن هذه الحسابات الاستراتيجية طويلة المدى.
4. القصور الفني والضعف التكتيكي
وهنا نأتي للنقطة الجوهرية التي لا تظهر في مقاطع الأهداف، في عصر كرة القدم الشاملة والضغط العالي الذي يطبقه مدربون، مثل: بيب غوارديولا أو آرني سلوت أصبح المهاجم هو خط الدفاع الأول.
يُعرف عن غيوكيريس ضعفه في التحكم بالكرة تحت ضغط وفي المساحات الضيقة، بالإضافة إلى غياب مساهماته الدفاعية الفعالة.
هذه النقائص تجعله خيارًا غير مناسب تكتيكيًّا لفرق تعتمد على الضغط المنظم واستحواذ الفريق بأكمله على الكرة.
5. عامل السن والقيمة الاستثمارية
أخيرًا، يبلغ غيوكيريس من العمر 27 عامًا. ورغم أنه في ذروة عطائه البدني، فإنه لا يعتبر صفقة استثمارية مغرية بهذا السعر.
الأندية الكبرى عند دفع 100 مليون يورو، تفضل أن يكون اللاعب في أوائل العشرينات من عمره لضمان سنوات طويلة من الخدمة وإمكانية إعادة بيعه مستقبلًا بقيمة مرتفعة.
بعمر 27 عامًا، تقل القيمة المستقبلية للصفقة بشكل كبير؛ ما يجعلها أقل جاذبية من الناحية الاقتصادية.