رئيس الدولة يبحث مع الرئيس الفرنسي مسار العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين
لماذا تحجب أوكرانيا تفاصيل هجومها المضاد عن الحلفاء؟
يقول مسؤولون أوروبيون على اتصال بقادة عسكريين في أوكرانيا، إن كييف تحجب تفاصيل هجومها المضاد الذي من المحتمل أن ينطلق في الربيع أمام القوات الروسية، وذلك في محاولة لمنع تسرب أي معلومات حساسة يُمكن أن تعرّض مواقعها للخطر في ساحة المعركة.
ويوضح المسؤولون وفقاً لمجلة “بوليتيكو” أن نظرائهم الأوكرانيين استشهدوا بالتسريب المزعوم لوثائق وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سرية من حارس ماساتشوستس الجوي جاك تيكسيرا، كأحد الأسباب التي تمنع كييف من تبادل معلومات الهجوم المضاد، بما في ذلك توقيته، وأين وكم عدد القوات التي يخططون لانتقالها إلى مواقعها للعملية.
وتضمنت الوثائق المسربة معلومات مفصلة عن الحرب في أوكرانيا، مثل موقع قوات كييف ومخزوناتها من الأسلحة وتقديرات الخسائر. وتشير الصحيفة إلى أنه في الأيام التي أعقبت التسريب، سارع المسؤولون الأمريكيون إلى طمأنة أوكرانيا وحلفائها الآخرين في أوروبا بأنها تضع تدابير حماية لمنع حدوث خرق مماثل في المستقبل.
لكن المسؤولين في كييف لا يزالون في حالة تأهب قصوى، حسب المجلة، حيث قال مسؤولون أوروبيون إنه في حين أن أوكرانيا لا تزال على الأرجح تتبادل بعض المعلومات الاستخباراتية الأساسية مع الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى دعمتها بالأسلحة خلال العام الماضي، فإن المسؤولين داخل البلاد يعملون على منع نشر التفاصيل المتعلقة بتخطيطات ساحة المعركة على نطاق واسع.
وقال مشرع أوكراني طلب عدم الكشف عن هويته لـ”بوليتيكو”، إن كبار المسؤولين في كييف حجبوا أيضاً تفاصيل الهجوم المضاد عن سياسيين آخرين داخل العاصمة، مشيراً إلى أنه “لا يوجد سوى عدد قليل من الناس في البلاد يعرفون الخطة».
كييف “بخيلة” في معلوماتها
وذكر مسؤول دفاعي أمريكي أنه “لم يحدث أي تغيير، وأن واشنطن وكييف لا تزالان تتمتعان بنفس المستوى من تبادل المعلومات”، لافتاً إلى أنه “لم تكن هناك أي علامات على أن أوكرانيا تحتفظ بأي شيء من الولايات المتحدة”، في حين قال مسؤول أمريكي آخر لم تذكر “بوليتيكو” اسمه أيضاً إن قادة كييف “كانوا بخيلين بالمعلومات منذ البداية».
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، قال في تصريح سابق إن “الصمت قبل الإطلاق لن يكون مفاجأة، ليس لديهم التزام بإخطارنا أو إخبارنا مسبقاً”، مضيفاً: “في كثير من الأحيان لدينا بالتأكيد شعور عما يتم التخطيط له، لأننا على اتصال يومي معهم».
وتابع كيربي أن الولايات المتحدة لا تزال تدعم العمليات الأوكرانية بمعلومات واستخبارات في الوقت الفعلي، “ما نركز عليه ليس ما إذا كنا نحصل على معلومات بشأن الهجوم، نحن نركز على التأكد من أن لديهم كل ما يحتاجون إليه عندما يكونون مستعدين للذهاب».
وحسب “بوليتيكو” يصر مسؤولون آخرون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، على أن أوكرانيا لم تكن أبداً منفتحة تماماً مع الولايات المتحدة بشأن خططها العسكرية. في حين أن واشنطن وكييف على اتصال وثيق، إلا أنهما بطبيعة الحال لا يشاركان كل شيء، وبالتالي لم يكن هناك أي توقع بأن تستدعي أوكرانيا البيت الأبيض وتقول إن الهجوم المضاد يبدأ في اليوم والوقت المحددان.