منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
لماذا يتراجع اهتمام أجيال اليوم بقضايا التراث؟
يبدي أحمد، الطالب في المرحلة الإعدادية، غضبه من صعوبة مادة النحو العربي، متسائلًا: "ماذا تفيدني في هذا العصر؟".
وفي معرض الرد على تساؤل أحمد، لا بد من الإشارة إلى أهمية اللغات الأم عند شعوب العالم، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة إلى تخصيص يوم 18 ديسمبر-كانون الأول من كل عام للاحتفاء باللغة العربية، لأنها من أقدم اللغات وأعرقها.
والأمر لا يختلف كثيرًا عند منى، الطالبة في المرحلة الإعدادية أيضًا، والتي تصفنا بالعيش في الماضي في معرض إجابتها على سؤال عن تاريخ الاستقلال، أو متى سقطت بغداد على يد هولاكو؟ وبدأ ما يُعرف بعصر الانحطاط.
منى، التي تطمح لدراسة هندسة الكمبيوتر، ترى أن هذه المعلومات ستأخذ مساحة من "كرت الذاكرة" في دماغها، بالمجان!
وتبدو العلاقة الملتبسة مع التراث، مرتبطة بسنوات الطفولة الأولى، حيث تولت وسائل الاتصال والمربيات الأجنبيات رعاية الأبناء، أكثر من الوالدين المشغولين طيلة النهار بالعمل.
يقول الأستاذ علي، معلم اللغة العربية في إحدى المدارس الخاصة، إنه تفاجأ عند دخول القاعة، بأن الطلاب العرب يتحدثون مع بعضهم باللغة الإنجليزية، ولا يعرفون أنهم عرب من دول متعددة.
ويضيف الأستاذ علي، لـ"إرم نيوز"، أنه بدأ يعلم طلابه اللغة العربية، "وطلبت منهم استخدامها في الحديث، وشرحت لهم الروابط التي تجمعهم، وبعد فترة جاء الأهالي يشكروني على التغير الكبير الذي لاحظوه على أبنائهم".
ويتساءل الأستاذ علي: كيف سيتواصل الطالب مع تراثه إذا كان لا يتقن لغته الأم، ولا يعرف هويته العربية أصلاً؟
من جانبها، تُعيد الأخصائية الاجتماعية، أليسار فندي، علاقة الأجيال الملتبسة مع التراث، إلى التطور المتسارع في العصر، وعدم مشاركة العرب فيه.
وتقول أليسار، لـ"إرم نيوز"، إن "المشكلة ليست في التأثر بثقافات العالم، بل في القطيعة مع التراث، وهذا يعود إلى أسلوب تربية الطفل العربي، ومناهج التعليم، وعدم وجود مشروع ثقافي تربوي عربي يعتني بهذه القضية".