لماذا يصبح طفلك «مزعجاً» بعد عودته من زيارة أجداده؟
كثير من الآباء يواجهون موقفاً غريباً عند استعادة أطفالهم بعد قضاء عطلة عند الأجداد، حيث يتحول الطفل فجأة إلى شخص عصبي ومزعج، رغم أن الجدّين يصفانه، دائماً، بأنه "لطيف" و"مهذب".
وقالت شارلوت، أم لطفلين (5 و8 سنوات): "خلال الإجازة، كانا مدلّلين جداً، لكن بعد عودتنا إلى المنزل، بدآ التشاجر والحديث بنبرة غير محترمة…"
تفسير هذه الظاهرة تقدّمه اختصاصيّة تمريض الأطفال إيمانويل ريغاد، التي تشير إلى أن الآباء هم "شخصيات التعلق الرئيسة" للطفل. فمع والديه يشعر الطفل بالأمان التام، لذا يسمح لنفسه بالتعبير عن مشاعره بشكل أكبر، حتى لو كان ذلك بسلوك سلبي. هذا السلوك يُعرف بـ"التفريغ العاطفي" الذي يعكس ما اختزنه الطفل من ضغوط خلال فترة الغياب.
وتضيف ريغاد أن العلاقة مع الأجداد تختلف عن علاقة الطفل مع الوالدين من حيث الضغوط والمسؤوليات، فالأجداد عادةً ما يكونون أكثر تساهلاً، ويمنحون الطفل اهتماماً مباشراً دون الانشغال بالروتين اليومي، ما يجعل الطفل يشعر براحة أكبر. وعند العودة إلى المنزل، يبدأ الطفل في "اختبار الحدود" للتأكد من استقرار بيئته. بالرغم من صعوبة هذه المرحلة، توضح الاختصاصيّة أن ذلك "علامة إيجابية" تدل على تعلق الطفل القوي بالوالدين، ورغبته في استعادة اهتمامهم. لذلك، ينصح الخبراء أنه من الأفضل أن يتحلّى الآباء بالمرونة والصبر، وأن يستمعوا باهتمام إلى حاجات أطفالهم العاطفية، حتى لو أظهروها بأساليب صعبة في بعض الأحيان.