لمواجهة نقص الجنود.. أوكرانيا تلجأ للروبوتات الأرضية

لمواجهة نقص الجنود.. أوكرانيا تلجأ للروبوتات الأرضية


تتجه أوكرانيا إلى تعزيز استخدام المركبات البرية المسيّرة لتعويض النقص الحاد في الجنود، ومواجهة التهديدات المتزايدة من الطائرات المسيّرة الروسية. 
ومع استمرار نقص الجنود، تُعد الروبوتات الأرضية أداة حيوية للحفاظ على فاعلية أوكرانيا في الحرب، إذ إن نجاحها في تقليل الخسائر البشرية وتعزيز اللوجستيات قد يغيّر ديناميكيات المعركة، خاصة إذا تفوقت أوكرانيا على روسيا في تطوير هذه التكنولوجيا.
هذه الروبوتات الأرضية، التي أصبحت جزءاً أساسياً من العمليات العسكرية منذ الصيف الحالي، تُحدث تحولاً في لوجستيات الجبهة الأمامية، إذ تُنفذ مهام الإمداد والإجلاء الطبي، وتقلل من المخاطر التي يواجهها الجنود، وفق تقرير لصحيفة «لوموند» الفرنسية.
أصبحت وظيفة السائق على خطوط المواجهة الأوكرانية الأكثر خطورة؛ بسبب هجمات الطائرات المسيّرة الروسية، التي توسعت لتشمل «منطقة الموت» بعمق عشرات الكيلومترات. 
وتقوم المركبات البرية المسيّرة، مثل نظام VTSP، بحماية الأرواح من خلال تنفيذ مهام الإمداد بالذخيرة والطعام والماء، إلى جانب إجلاء المصابين. ويوضح أنطون، قائد سرية VTSP في لواء روبيج، أن هذه الأنظمة تتميز بحجمها الصغير ومحركاتها الكهربائية الهادئة، مما يجعلها أقل عرضة لاكتشاف العدو. ويضيف: «إذا طورنا هذه الأنظمة أسرع من الروس، يمكننا استعادة زمام المبادرة».
وجميع الألوية الأوكرانية بدأت بإنشاء وحدات متخصصة لتشغيل هذه المركبات، التي تُستخدم في مهام متنوعة تشمل اللوجستيات، زرع الألغام، الاستطلاع، والهجمات الانتحارية.  وفي ورش العمل القريبة من الجبهة، يعمل الجنود على تصميم وبرمجة هذه الروبوتات، التي تتراوح من مركبات صغيرة يقل طولها عن متر إلى هياكل كبيرة تشبه سيارات الدفع الرباعي. وتُجهز بكاميرات وهوائيات، وتُصمم لتحمل التضاريس الوعرة، لكن تكلفتها قد تصل إلى عشرات الآلاف من اليورو.
يواجه مشغلو VTSP تحديات مثل ضعف الاتصال اللاسلكي عند العمل قرب الأرض، مما يتطلب شبكات معقدة تستخدم تقنيات مثل ستارلينك. يوضح سرحي، طيار VTSP، أن التخفي أولوية، إذ تُنفذ معظم العمليات ليلًا لتجنب كاميرات الطائرات الروسية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
والتخطيط الدقيق ضروري لتجنب الألغام والتضاريس الصعبة، لكن المركبات لا تزال عرضة لاكتشاف «العدو» إذا لم تُدار بحذر، بحسب تقرير «لوموند».

إجلاء المصابين 
تتجاوز الروبوتات الأرضية المهام اللوجستية لتشمل إجلاء المصابين، وهي عمليات أقل خطورة من استخدام المركبات المدرعة التقليدية. في لواء الهجوم الخامس بدونيتسك، يقود فولوديمير، 27 عاماً، عمليات إجلاء باستخدام نموذج TerMIT، محققًا عشر عمليات ناجحة. يروي حادثة في مايو-أيار كادت تُفشل إجلاءً بسبب طائرة مسيرة روسية، لكنه نجح في تفاديها بمساعدة مركز القيادة. فيتالي، قائد فصيلة، يصف التحديات في التعامل مع المصابين، مثل إعادة ضبط وضعية جندي فاقد للوعي، لكنه يعبّر عن رضاه عن إنقاذ الأرواح من مكان آمن.
لكن ورش تطوير الروبوتات تثير قلقاً أمنياً، إذ تخشى الوحدات الأوكرانية استهدافها من الطائرات الروسية المسيّرة أو الجواسيس المحليين.