رئيس الدولة ورئيس وزراء باكستان يبحثان علاقات التعاون بين البلدين والتطورات الإقليمية
خسارة المرتبة الأولى تؤرق الأمريكان:
لهذا كشّر جو بايدن عن أنيابه ضد الصين وروسيا...!
-- مقاربة هجومية جدا لاستعادة صورة أمريكا القوية على المسرح الدولي
ماذا حدث لـ “سليبي جو”، كما يلقب ترامب بايدن خلال الحملة الانتخابية؟ في تتابع سريع، كشّر الرئيس الديمقراطي عن أنيابه ضد خصوم أمريكا الكبار، الصين وروسيا. فبعد أقل من 24 ساعة من إطلاق جو بايدن لقب “القاتل” على فلاديمير بوتين، جاء دور رئيس الدبلوماسية، أنتوني بلينكين، المعروف بهدوئه، ليقول للقادة الصينيين حقائقهم الأربع. جرت وقائع المشهد في أنكوراج (ألاسكا)، وهي أرض “محايدة” أكثر من بكين أو واشنطن لهذا الاجتماع الأول، يومي الخميس والجمعة، على مستوى عالٍ بين مبعوثي الرجل الأول الصيني شي جين بينغ وفريق بايدن.
في ذاك الجو القطبي، اتهم الأمريكيون الصينيين بـ “الإبادة الجماعية” ضد مسلمي الأويغور في شينجيانغ، ونددوا باعتداءات بكين ضد هونغ كونغ أو تايوان، واحتجوا على الهجمات الإلكترونية الصينية... الكثير من المظالم التي تهدد “استقرار العالم”، وبخ بلينكين.
«ليست هذه هي الطريقة التي نرحب بها بضيوفنا”، هذا ما قاله نظيره الصيني وانغ يي. ويجب أن “نتخلى عن عقلية الحرب الباردة”، ردد زميله من الحزب الشيوعي يانغ جيتشي.
«صراحة أكثر»
لماذا هذا الأسلوب القاسي والمباشر، رغم ان النائب السابق للرئيس أوباما يظهر، بعد المشاغب ترامب، صاحب التغريدات القهرية، يظهر بطل الدبلوماسية الهادئة؟ لأنه في غضون أربع سنوات تغيّر العالم، وهيمن توازن القوى على العلاقات الدولية، وتم الدوس على القواعد التي يقوم عليها العمل المتعدد الاطراف، وتراجعت هذه الاخيرة في النهاية تحت ضربات بوتين، وشي جين بينغ، وأردوغان، وترامب، الذين فعلوا ما يريدون. لذلك من المهم، يحلّل الاستراتيجيون الديمقراطيون في واشنطن، أن تجعل صوتك مسموعًا وواضحًا من أجل تحديد “علامات” دبلوماسية على طريقة بايدن.
«بالمقارنة مع الإدارة السابقة، نقول الأشياء بصراحة أكثر”، يبرر دبلوماسي أمريكي. قد يكون دونالد ترامب لعب دور “البطل” لكن ذلك كان مجرد هراء، فقد ترك بوتين يتصرف كما يشاء في سوريا أو ليبيا أو في أي مكان آخر، بل ويتدخل في الانتخابات الأمريكية. أما بالنسبة لسياسته التجارية الحازمة تجاه الصين، فهي لم تمنع هذه الأخيرة من الظهور كمنتصرة من وباء كوفيد-19، مع معدل نمو اقتصادي وسط ركود عالمي، الى جانب نجاحاتها في “دبلوماسية الكمامة” ثم اللقاح، ومآثرها التكنولوجية التي تجلت في ديسمبر من خلال عودة مسبار الفضاء تشانغ إي 5 بعينات من القمر ...
بالنسبة للأمريكيين، الذين اعتادوا رؤية أنفسهم “القوة الاعظم”، فإن قفز الصين الحتمي على بلدهم، يمثل هاجسا وهوسا. إنه “أكبر تحد جيوسياسي للقرن الحادي والعشرين”، قال وزير الخارجية بلينكين.
استعادة صورة أمريكا القوية
إن جو بايدن، الذي أعلن أن هدفه تطعيم 100 مليون شخص، ووعد بـ “العودة إلى الحياة الطبيعية” بحلول 4 يوليو -عيد الاستقلال -بعد الفوضى الصحية في عهد ترامب، يعمل على استعادة صورة أمريكا القوية.
وهذا يمر أيضا بالصعيد المحلي، وتمت ترجمة ذلك بضخ 1900 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد. وعلى الساحة الدولية، من خلال استعادة دور “الشرطي السيئ” تجاه من يرونهم السلطويين، مع إعادة الاتصال بالحلفاء التقليديين -الأوروبيين على وجه الخصوص -الذين أهملهم أو احتقرهم سلفه. وهكذا أعاد الرئيس بايدن العمل باتفاقية باريس بشأن المناخ ومنظمة الصحة العالمية، وهي مثال نموذجي لهذه الهيئات الدولية حيث تمكن الصينيون من احتلال الأماكن التي خلفتها الولايات المتحدة شاغرة.
هل المواجهة الصينية الأمريكية معرضة لخطر التصعيد؟ ردا على هذا السؤال الذي وجه اليه بمناسبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قدر وزير الخارجية الأسبق هوبرت فيدرين، أن “التوترات ستزداد سوء قبل أن تؤدي في يوم من الأيام إلى نوع من التعايش السلمي ... ربما ليس قبل عشر سنوات». كما توقع أن وصول ديمقراطي إلى البيت الأبيض لن يغير أي شيء من حيث الجوهر، لأن “الديمقراطيين يعضون أصابعهم لأنهم اعتقدوا بسذاجة أن الصين ستتحول إلى الديمقراطية من خلال الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ويشعرون، مثل الطبقات الشعبية الأمريكية، أنهم خدعوا”. وطالما لم تكذّب الوقائع هذا الشعور، فإن جو بايدن سيلعب بلا شك دور “المتشدد” لفترة طويلة قادمة..
ماذا حدث لـ “سليبي جو”، كما يلقب ترامب بايدن خلال الحملة الانتخابية؟ في تتابع سريع، كشّر الرئيس الديمقراطي عن أنيابه ضد خصوم أمريكا الكبار، الصين وروسيا. فبعد أقل من 24 ساعة من إطلاق جو بايدن لقب “القاتل” على فلاديمير بوتين، جاء دور رئيس الدبلوماسية، أنتوني بلينكين، المعروف بهدوئه، ليقول للقادة الصينيين حقائقهم الأربع. جرت وقائع المشهد في أنكوراج (ألاسكا)، وهي أرض “محايدة” أكثر من بكين أو واشنطن لهذا الاجتماع الأول، يومي الخميس والجمعة، على مستوى عالٍ بين مبعوثي الرجل الأول الصيني شي جين بينغ وفريق بايدن.
في ذاك الجو القطبي، اتهم الأمريكيون الصينيين بـ “الإبادة الجماعية” ضد مسلمي الأويغور في شينجيانغ، ونددوا باعتداءات بكين ضد هونغ كونغ أو تايوان، واحتجوا على الهجمات الإلكترونية الصينية... الكثير من المظالم التي تهدد “استقرار العالم”، وبخ بلينكين.
«ليست هذه هي الطريقة التي نرحب بها بضيوفنا”، هذا ما قاله نظيره الصيني وانغ يي. ويجب أن “نتخلى عن عقلية الحرب الباردة”، ردد زميله من الحزب الشيوعي يانغ جيتشي.
«صراحة أكثر»
لماذا هذا الأسلوب القاسي والمباشر، رغم ان النائب السابق للرئيس أوباما يظهر، بعد المشاغب ترامب، صاحب التغريدات القهرية، يظهر بطل الدبلوماسية الهادئة؟ لأنه في غضون أربع سنوات تغيّر العالم، وهيمن توازن القوى على العلاقات الدولية، وتم الدوس على القواعد التي يقوم عليها العمل المتعدد الاطراف، وتراجعت هذه الاخيرة في النهاية تحت ضربات بوتين، وشي جين بينغ، وأردوغان، وترامب، الذين فعلوا ما يريدون. لذلك من المهم، يحلّل الاستراتيجيون الديمقراطيون في واشنطن، أن تجعل صوتك مسموعًا وواضحًا من أجل تحديد “علامات” دبلوماسية على طريقة بايدن.
«بالمقارنة مع الإدارة السابقة، نقول الأشياء بصراحة أكثر”، يبرر دبلوماسي أمريكي. قد يكون دونالد ترامب لعب دور “البطل” لكن ذلك كان مجرد هراء، فقد ترك بوتين يتصرف كما يشاء في سوريا أو ليبيا أو في أي مكان آخر، بل ويتدخل في الانتخابات الأمريكية. أما بالنسبة لسياسته التجارية الحازمة تجاه الصين، فهي لم تمنع هذه الأخيرة من الظهور كمنتصرة من وباء كوفيد-19، مع معدل نمو اقتصادي وسط ركود عالمي، الى جانب نجاحاتها في “دبلوماسية الكمامة” ثم اللقاح، ومآثرها التكنولوجية التي تجلت في ديسمبر من خلال عودة مسبار الفضاء تشانغ إي 5 بعينات من القمر ...
بالنسبة للأمريكيين، الذين اعتادوا رؤية أنفسهم “القوة الاعظم”، فإن قفز الصين الحتمي على بلدهم، يمثل هاجسا وهوسا. إنه “أكبر تحد جيوسياسي للقرن الحادي والعشرين”، قال وزير الخارجية بلينكين.
استعادة صورة أمريكا القوية
إن جو بايدن، الذي أعلن أن هدفه تطعيم 100 مليون شخص، ووعد بـ “العودة إلى الحياة الطبيعية” بحلول 4 يوليو -عيد الاستقلال -بعد الفوضى الصحية في عهد ترامب، يعمل على استعادة صورة أمريكا القوية.
وهذا يمر أيضا بالصعيد المحلي، وتمت ترجمة ذلك بضخ 1900 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد. وعلى الساحة الدولية، من خلال استعادة دور “الشرطي السيئ” تجاه من يرونهم السلطويين، مع إعادة الاتصال بالحلفاء التقليديين -الأوروبيين على وجه الخصوص -الذين أهملهم أو احتقرهم سلفه. وهكذا أعاد الرئيس بايدن العمل باتفاقية باريس بشأن المناخ ومنظمة الصحة العالمية، وهي مثال نموذجي لهذه الهيئات الدولية حيث تمكن الصينيون من احتلال الأماكن التي خلفتها الولايات المتحدة شاغرة.
هل المواجهة الصينية الأمريكية معرضة لخطر التصعيد؟ ردا على هذا السؤال الذي وجه اليه بمناسبة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قدر وزير الخارجية الأسبق هوبرت فيدرين، أن “التوترات ستزداد سوء قبل أن تؤدي في يوم من الأيام إلى نوع من التعايش السلمي ... ربما ليس قبل عشر سنوات». كما توقع أن وصول ديمقراطي إلى البيت الأبيض لن يغير أي شيء من حيث الجوهر، لأن “الديمقراطيين يعضون أصابعهم لأنهم اعتقدوا بسذاجة أن الصين ستتحول إلى الديمقراطية من خلال الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ويشعرون، مثل الطبقات الشعبية الأمريكية، أنهم خدعوا”. وطالما لم تكذّب الوقائع هذا الشعور، فإن جو بايدن سيلعب بلا شك دور “المتشدد” لفترة طويلة قادمة..