بعد الـ «ريمونتادا» المذهلة التي حققها:

لهذا يمكن أن ينتصر جو بايدن على دونالد ترامب!

لهذا يمكن أن ينتصر جو بايدن على دونالد ترامب!

-- حقق جو بايدن الأسبقية بفضل برنامج اجتماعي ديمقراطي أكثر جرأة من برنامج باراك أوباما
-- مشروع بيرني ساندرز السياسي، لم ينل ثقة شريحة عريضة من قاعدة الحزب الديمقراطي
-- معظم الأمريكيين -وحتى معظم الديمقراطيين لا يريـدون رئيســاً ينـوي إلغـــاء الرأســـمالية
-- يملك الديمقراطيون مشروعا لمهاجمة دونالد ترامب بفاعلية شرط تعبئة قاعدتهم غير المتجانسة أيديولوجياً
-- لم يستقطب منافسو بايدن سوى قاعدة محدودة من الناخبين من الناحية الجغرافية أو الديموغرافية أو الإيديولوجية


هناك “تأثير ظاهرة ترامب” في الاستراتيجية التي تبناها الديمقراطيون في السباق الرئاسي، ولفهم هذه المقارنة، يجب أن نعود إلى عام 2016. في ذلك الوقت، كان قادة الحزب الجمهوري يتمسكون بقوة بالعقيدة الاقتصادية الليبرالية المتشددة التي سمحت لرونالد ريغان بالفوز على جورج بوش خلال الانتخابات التمهيدية لعام 1980.
إنهم يدافعون عن التجارة الحرة، ويسعون جاهدين لخفض الضرائب، وليس لديهم سوى الازدراء للدولة الكافلة. وعندما وعد دونالد ترامب بالقطع مع هذا الموقف، لاحظ أعضاء الحرس القديم للحزب أن الفكرة لم تصدم قواعدهم.

وبدل معاقبة ترامب على جرأته على تحدي التقاليد، منحه الجمهوريون الترشيح بحماس.
   عام 2019، افترض مرشحان ديمقراطيان -مايكل بلومبرغ وبرني ساندرز -أن القناعات الأيديولوجية الكلاسيكية لحزبهما باتت بلا معنى. وراهنا على أن العديد من الناخبين يدعون إلى أسلوب سياسي مختلف عن ذلك الذي جسده باراك أوباما.

   أحد هذه الرهانات فشل: كان مايكل بلومبرغ، عمدة نيويورك السابق، مقتنعًا بأن القاعدة الشعبية تطالب بإلحاح بنوع من الوسطية الإيديولوجية المألوفة جدًا بين النخب الأمريكية: سياسة اقتصادية يمين الوسط، تفضل المبادرة الذاتية والأعمال، مرتبطة بسياسة يسار الوسط بشأن القضايا الاجتماعية مثل الهجرة.
  وفي دور المنافس السياسي الثانوي الذي باستطاعته التباهى بنجاح لا جدال فيه في تسيير مدينة كبيرة، ويملك امكانات غير محدودة لتمويل حملته، كان لبلومبرغ، في الظاهر، كل ما يعجب ويغري، على الأقل على الورق، ولكن، بكل بساطة، يبدو أن الناخبين الذين من المرجح أن يقتنعوا برؤيته السياسة، لا وجود لهم.

   الرهان الآخر، ارتكز على حجج أكثر تجريبية. لطالما اعتقد بيرني ساندرز أن الجمهور يتوق إلى نسخة من الاشتراكية التي تصور الرأسمالية نفسها، وليس فقط فظاعتها الحالية، على أنها العدو. إن الغضب المشروع الذي تثيره في ساندرز هيمنة المصالح الخاصة، والتي يندد بها بقوة تفوق كمل منافسيه، أكسبه فعلا جحافل من المعجبين، جعلت من سيناتور فيرمونت دائمًا، خصمًا شرسا في السباق على الترشيح الديمقراطي.

   ومع ذلك، بناءً على انتصارات جو بايدن في ولايات تمتد من شمال (مينيسوتا) إلى جنوب (تكساس) البلاد، فإن المشروع السياسي لبيرني ساندرز لم ينل بعد ثقة قطاع عريض من قاعدة الحزب الديمقراطي. إن معظم الأميركيين -وحتى معظم الديمقراطيين -لا يريدون رئيساً ينوي إلغاء الرأسمالية... إنهم يفضلون البحث عن رئيس يفعل كل شيء من أجل أن يجعل الرأسمالية لصالحهم.    وبعبارة أخرى، فإن المركز الإيديولوجي للحزب الديمقراطي، أقرب لتطلعات الناخبين أكثر مما يعتقد الكثيرون.
وإذا كان بايدن اليوم المرشح المفضل للانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، فان هذا لا يعود إلى كونه قد قام بنسج روابط خاصة مع الناخبين، بل لأنه يدعم أيديولوجية لا تزال تحظى بموافقة جزء كبير من الشعب: ديموقراطية اجتماعية اندماجية على مستوى التركيبة العنصرية.

بايدن أكثر جرأة من أوباما
   غالبًا ما يقدمه خصومه على أنه وسطي، إلا أن برنامج جو بايدن السياسي سيحسّن بشكل كبير دخل الأمريكيين الأقل ثراء، وسيحد من تجاوزات الأغنياء والأقوياء. ومن بين أشياء أخرى، وعد المترشح بزيادة كبيرة في الحد الأدنى للأجور، وزيادة معتبرة في المعاشات التقاعدية للفقراء، وتوسيع كبير في الخدمات الصحية، وتعزيز الحقوق النقابية.
    ولئن يدافع عن الأسواق دون عقد، فإن بايدن يناصر بنفس القدر إقامة دولة كافلة، بما يقرب الولايات المتحدة من الدول الأكثر حماية اجتماعيًا، مثل فرنسا أو الدنمارك. وهذا ما يرضي الأمريكيين الحالمين بمزيد من العدالة الاقتصادية.

    لقد حقق جو بايدن الأسبقية بفضل برنامج اجتماعي ديمقراطي أكثر جرأة بوضوح من برنامج باراك أوباما (على الرغم من أن الرجلين يشتركان في الرؤية نفسها للعالم ). ولكن أيضاً بفضل الائتلاف الذي تمكّن من جمعه لدعم هذا البرنامج.     لقد أظهر معظم منافسيه أنهم يستقطبون فقط قاعدة محدودة من الناخبين من الناحية الجغرافية أو الديموغرافية أو الإيديولوجية.
في حين كان بايدن، راسخ القدم في جميع المجموعات العرقية تقريبًا -من الناخبين البيض في ميشيغان، وصولا إلى الناخبين السود في فيرجينيا، مرورا بسكان الضواحي المعتدلين وسكان المدن من اليساريين.

   إن الديمقراطيين يملكون اليوم مشروعا سيسمح لهم بمهاجمة دونالد ترامب بفاعلية. وللقيام بذلك، يجب عليهم تعبئة قاعدتهم غير المتجانسة أيديولوجياً، وضمان أن يذهب الناخبون السود واللاتينوس إلى صناديق الاقتراع. كما أنهم بحاجة إلى ربط الصلة مع العديد من البيض المعتدلين الذين لم يصوتوا لهيلاري كلينتون عام 2016، ولكنهم عادوا إلى حظيرة الحزب الديمقراطي في انتخابات منتصف المدة عام 2018.

    ولئن لا يحظى بشعبية كبيرة لدى الرأي العام، لا يزال بإمكان دونالد ترامب الاعتماد على دعم قوي من قاعدة كبيرة، وإذا كان من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الديمقراطيون سيطردونه في نهاية المطاف من الرئاسة، فإن انتصارات بايدن المثيرة -وشعبية الاشتراكية الديمقراطية الاندماجية التي يجسدها -تجعلني أكثر تفاؤلاً بأن الديمقراطيين يمكن أن يفوزوا دون الاضطرار إلى التخلي عن طموحاتهم الإصلاحية ومبادئهم الأخلاقية.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور. من مؤلفاته كتاب “الشعب ضد الديمقراطية»

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot