حروب المعلومات غير مرئية لكنها حقيقية للغاية

لهذه الأسباب يجب كشف حقيقة تخريب نورد ستريم

لهذه الأسباب يجب كشف حقيقة تخريب نورد ستريم

مَن الذي خرب خطي أنابيب نورد ستريم 1 و 2 اللذين يربطان روسيا بألمانيا عبر بحر البلطيق؟ يتساءل بيير هاسكي في تحليل بموقع “فرانس إنتر».
وانفجرت خطوط الأنابيب الشهيرة، وهي رمز لاعتماد ألمانيا - الآن وسابقاً - على الغاز الروسي، في قاع البحر في سبتمبر (أيلول) الماضي. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن هذا العمل   الذي وقع في ذروة الحرب الأوكرانية، مما أفسح المجال أمام جميع الفرضيات والتكهنات ونظريات المؤامرة التي لا مفر منها.
 
ويقول هاسكي في موقع “فرانس أنتر”  إن هناك معلومات جديدة في التحقيق، دون تقديم إجابة قاطعة حول هوية أو دوافع الجناة.
 وكشفت ألمانيا، التي قادت التحقيق، أنها حددت سفينة كان من الممكن استخدامها لتنفيذ العملية. وتم استئجار السفينة من قبل شركة بولندية يملكها أوكرانيون. 
نفت السلطات في كييف على الفور هذه الفرضية. وحذرت الحكومة الألمانية من التسرع في الاستنتاجات، حيث لا يزال التحقيق جارياً، حتى بلغ الأمر بوزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس للتحدث عن خطر تعكير  الأجواء نتيجة توجيه الاتهامات: وقال: “قد يكون شائعة كاذبة، ولن تكون المرة الأولى في التاريخ». 
 فرضية أمريكية 
 
ويضيف هاسكي متسائلاً: “مَن له مصلحة في تدمير خطوط الأنابيب؟ طُرح هذا السؤال في سبتمبر (أيلول)، وأُثيرت وقتها عدة فرضيات. وقد أشرت شخصياً بأصابع الاتهام إلى روسيا، حيث قامت من جانب واحد بقطع إمدادات الغاز قبل بضعة أسابيع وكانت تلعب ورقة الذعر الأوروبي مع اقتراب فصل الشتاء. لكن هذه كانت مجرد فرضية واحدة من بين فرضيات أخرى». 
وكان الصحفي الأمريكي البارز سيمور هيرش أكد في أوائل فبراير (شباط) أن المتفجرات وضعت على خطوط الأنابيب خلال مناورات الناتو خلال الصيف، لتنفجر في سبتمبر (أيلول). 
لكن هيرش ، الذي حظي بشهرة واسعة خلال حرب فيتنام، فقد الكثير من المصداقية منذ ذلك الحين واعتمد في كثير من الأحيان نظريات المؤامرة. تم تبني نظريته بسهولة من قبل الشبكات الموالية لروسيا.    
 
معركة الرأي العام
لماذا تُعدّ هذه القضية مهمة للغاية؟ في صراع بهذا الحجم، تتمثل المعركة الرئيسية في الفوز بالرأي العام. تعتمد المساعدات المالية والعسكرية الضخمة التي يقدمها الغرب لأوكرانيا، ضد الغزو الروسي، على الدعم المستمر من أغلبية مواطني الدول المساهمة. وإذا ساورهم شك حول دوافع أو أفعال أحد أطراف النزاع، فقد يتعرض هذا الدعم للتهديد. 
وعلى الرغم من أن حروب المعلومات غير مرئية، لكنها حقيقية للغاية، كما انها تزدهر بسبب هذه الشكوك. لذلك من الضروري إثبات الحقيقة. أما الجانب المضيء في الأمر، فهو أن التحقيق جار وقد تم إحراز بعض التقدم. حيث أعلنت ألمانيا ، وكذلك السويد والدنمارك، وكلها بلدان تطل على بحر البلطيق، عن إجراء تحقيقات، لكنها لم تعلن عن جديد في هذا الشأن. 
ومن الواضح أن العناصر التي تم الكشف عنها مؤخراً غير كافية لاستخلاص النتائج، ذلك أنها  تطرح من الأسئلة أكثر مما تجيب. لكن يمكننا الآن أن نأمل بظهور الحقيقة لما لذلك من أهمية قصوى.