رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بنين ورئيسة الاتحاد السويسري بذكرى اليوم الوطني لبلديهما
المسار الوحيد هو العمل على وضع حد للقتال بالتفاوض
لهذه الأسباب.. أوكرانيا لا تستطيع الفوز في الحرب
أورد المستشار السياسي السابق للقيادة المركزية الأمريكية السفير مايكل غفويلر، والدبلوماسي الأمريكي السابق ديفيد راندل أسباب عجز أوكرانيا عن الفوز في الحرب ضد روسيا.
وأوضحا في “نيوزويك” أن في الأيام الأولى للحرب الأهلية الأمريكية، سعى الرئيس إبراهام لينكولن إلى نزاع محدود مع خصوم كان لا يزال يعتبرهم مواطنين، وسعى إلى الوفاق معهم. وظل ثلاثة أعوام في طريق مسدود، حتى طلب من قائد قواته يولسيس غرانت “استسلاماً غير مشروط” من الجنوبيين، وأطلق الجنرال وليم شيرمان شعار “لنجعل جورجيا تعوي”، وساهم بذلك في دفع الحرب إلى نهايتها العنيفة.
انتظر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستة أشهر قبل أن ينقل الحرب من عملية عسكرية خاصة إلى حرب شاملة ضد أوكرانيا.
وكان هجوم بوتين في البداية مقتصراً على 150 ألف جندي. وكان يتوقع نصراً سريعاً بعد تفاوض على هواجسه الرئيسية، السيطرة على القرم، وحياد أوكرانيا، وحكم ذاتي للروس في دونباس، لكنه كان مخطئاً.
لم يحسب بوتين حساباً للمقاومة الأوكرانية الشرسة وللتدخل الغربي الواسع عسكرياً واقتصادياً. وفي مواجهة الواقع الجديد، غير بوتين استراتيجيته. وهو الآن على وشك إطلاق جنراله شيرمان، ليجعل أوكرانيا تعوي.
وفي الشهر الماضي، عين بوتين الجنرال سيرغي سوروفكين قائداً عاماً للقوات الروسية في أوكرانيا. وسوروفكين قادم من القوات الجو-فضائية المتطورة تكنولوجياً، لكنه قاتل في أفغانستان، والشيشان، وسوريا، حيث يعود له الفضل في إنقاذ الرئيس بشار الأسد.
وقال سوروفكين إنه لن تكون هناك أنصاف حلول في أوكرانيا، وبدأ في تدمير منهجي للبنى التحتية الأوكرانية بهجمات صاروخية عالية الدقة.
تحتاج الجيوش إلى سكك حديدية، وبعد أن دمر شيرمان بشكل منهجي المسارات التي تؤدي إلى أتلانتا، فإن سوروفكين يدمر محطات الكهرباء التي تغذي محطات السكك الحديدية. وأدى ذلك لإغراق المدن الأوكرانية في البرد والظلام، لكن يبدو أن سوروفكين يتفق مع شيرمان على أن “الحرب وحشية، لا يمكن تلطيفها».
سخّرت روسيا الآن اقتصادها للحرب، واستدعت الاحتياط، وحشدت مئات الآلاف من الجنود، بمن فيهم مجندون ومتطوعون. وهذا الجيش مزود بأكثر الأسلحة دقة، وعلى عكس معظم التقارير الغربية، فإنه بعيد عن تدهور معنوياته.
أما أوكرانيا على الجهة المقابلة، فإنها استهلكت أسلحتها، وتعتمد اعتماداً كلياً على الدعم العسكري الغربي للاستمرار في الحرب. وكما لاحظ رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارك ميلي، في الأسبوع الماضي، فإن أوكرانيا، فعلت كل ما في وسعها.
وعندما تتجمد التربة السوداء الغنية في أوكرانيا، فإن هجوماً روسياً شاملاً سيبدأ. وفي الواقع، فإنه بدأ عند تقاطع المواصلات المهم في باخموت، التي تحولت إلى ما يشبه فردان أوكرانية. ونتوقع سقوط باخموت، في حين أنه دون دعم غربي أكبر، فإن روسيا ستعيد الاستيلاء على خاركيف، وخيرسون، وعلى بقية دونباس بحلول الصيف المقبل.
وكما فعل الغرب في فيتنام، وأفغانستان، والعراق، فإننا نتجه إلى خيار عسكري آخر مفتوح. فالقوات الأوكرانية تتدرب في أوروبا. والمتعاقدون العسكريون الغربيون يوفرون فعلاً صيانة المعدات العسكرية الأوكرانية، ويشغلون أنظمة هيمارس.
وهناك جنود أمريكيون في أوكرانيا لمراقبة شحنات الأسلحة. وفي الوقت الذي يكتسب فيه الهجوم الروسي زخماً، فإننا سنسمع أصواتاً تنادي بإرسال المزيد من الأسلحة المتطورة، وفي نهاية المطاف إرسال جنود من حلف شمال الأطلسي، للدفاع عن أوكرانيا. مثل هذه الأصوات يتعين رفضها لأسباب عدة.
وتجنبت أجيال من القادة الغربيين نزاعاً عسكرياً مباشراً مع الاتحاد السوفياتي. ويقر هؤلاء، على عكس موسكو، بأن للغرب مصلحة استراتيجية ضئيلة في السيطرة على دونيتسك، ولكن المؤكد أنهم غير راغبين في المخاطرة بحرب نووية من أجل خاركيف.
وأوكرانيا ليست عضواً في الأطلسي، لذلك فإن الحلف ليس ملزماً بالدفاع عنها. ومن شأن إرسال قوات أطلسية إلى أوكرانيا تحويل الحرب مع روسيا إلى حرب حقيقية ضد أكبر قوة نووية في العالم.
وسيقدم البعض الحرب على أنها صراع بين الخير والشر، لكن الحقيقة أعقد من ذلك بكثير. إن أوكرانيا ليست ديمقراطية مزدهرة. وهي دولة فقيرة، وفاسدة، وتخضع لحكم الحزب الواحد مع رقابة واسعة، حيث صحف وأحزاب المعارضة مقفلة.
وقبل الحرب، ندد الكونغرس الأمريكي بـ”كتيبة آزوف” الأوكرانية. وشنت كييف حملة حازمة ضد اللغة الروسية على غرار ما فعلت الحكومة الكندية في كيبك. وقتلت القذائف الأوكرانية مئات المدنيين في دونباس، وهناك تقارير عن جرائم حرب.
إن المسار الأخلاقي الوحيد هو العمل على وضع حد للحرب بالتفاوض، حتى لا تزيد معاناة الشعب الأوكراني في نزاع من غير المرجح أن يكسبه دون المجازفة بأرواح الأمريكيين.
ثم إن هناك أحداثاً تحصل فجأة وتشكل منعطفاً تنتقل معه التوترات من منطقة إلى أخرى. وهناك خوف من شن إيران ضربة عسكرية استباقية ضد إسرائيل. فالنظام الثوري في إيران يواجه تمرداً شعبياً متزايداً. وهناك حكومة جديدة في إسرائيل مصممة على منع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
إن الحرب ستوحد الشعب الإيراني في كفاح وطني، وتدمر قدرة إسرائيل على ضرب إيران، وتدفع الغرب إلى التفاوض على إنهاء العقوبات.
ويخلص الكاتبان للقول: “ربما نكون على خطأ. وربما لن يكون هناك هجوم روسي في الشتاء أو ربما تقدر القوات الأوكرانية على وقفه. ومع ذلك، إذا كنا على صواب ووجدنا الجنرال سوروفكين على أبواب كييف، فسنكون في حاجة إلى نقاش جدي كأمة وكتحالف حول التزاماتنا في أوكرانيا والمخاطر التي علينا قبولها من أجل أمننا».