مؤتمر أبحاث التوحد يؤكد أهمية القبول الحقيقي وتمكين المصابين ضمن بيئات دامجة

مؤتمر أبحاث التوحد يؤكد أهمية القبول الحقيقي وتمكين المصابين ضمن بيئات دامجة


أكد مشاركون في “المؤتمر الدولي للمستجدات في أبحاث التوحد 3”، أهمية التحول من مجرد الوعي بالتوحد إلى تحقيق القبول الحقيقي والتمكين الفعلي للأشخاص المصابين، وذلك ضمن نهج شامل يضمن الإدماج الكامل في المجتمع. وقال الدكتور أليستير دي جيتانو، رئيس المجلس الاستشاري للتوحد في مالطا والمصاب بالتوحد، خلال ورشة عمل ألقاها تحت عنوان "الوعي بالأمس - القبول اليوم"، إن هناك فجوة قائمة بين التوعية النظرية والقبول العملي في المجتمعات، مؤكدًا أن المعرفة تمثّل نقطة انطلاق ضرورية، لكنها لا تكفي دون قبول الإنسان المختلف ككائن متساوٍ في القيمة.
وأكد ، من واقع تجربته الشخصية، أن التوحد لا يمكن اختزاله في صورة نمطية واحدة، لافتًا إلى أن القبول لا يعني تبرير السلوكيات، بل فهم السياق واحتياجات الفرد المختلف، كمدخل أساسي نحو الإدماج والتمكين.
وتطرق دي جيتانو إلى المبادرة الوطنية الرائدة لجعل الأماكن العامة والخاصة أكثر ملاءمة للأشخاص المصابين بالتوحد، عبر شراكة إستراتيجية تجمع بين الحكومة المصرية ومنظمة "PRISMS" غير الحكومية.
وتركز المبادرة على أربعة محاور جوهرية تشمل، تدريب الكوادر في القطاعات العامة والخاصة، ودعم الأسر، وإشراك الأشخاص المصابين بالتوحد في تصميم الحلول، وتوعية المجتمع المحيط، كما تهدف إلى منح شهادات اعتماد "صديقة للتوحد" للجهات التي تلتزم بمعايير البيئة الحسية الداعمة، بالإضافة إلى تخصيص "ساعات صديقة للتوحد" في مؤسسات مثل المتاجر الكبرى ودور العرض.
ويُعد هذا المشروع الأول من نوعه الذي يتم تنفيذه خارج دول الاتحاد الأوروبي، تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية في مصر كشريك وطني، بما يعكس التزامها بتعزيز مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
كما تتضمن المبادرة إطلاق تطبيق إلكتروني وموقع رسمي لتوجيه الأسر ومقدمي الرعاية إلى الأماكن المعتمدة، فضلاً عن تعيين "سفراء توحد" لنشر الوعي وضمان استدامة التأثير المجتمعي.
وتعكس هذه الخطوة نقلة نوعية في التعامل مع التوحد، عبر ترجمة التوعية إلى سياسات عملية قابلة للتطبيق، تمهد الطريق نحو مجتمع أكثر شمولًا وعدالة.