مؤتمر الأورام الدولي التاسع في أبوظبي يناقش العلاج الجيني والموجه
تحت رعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بدأت امس في فندق روز وود بأبوظبي، فعاليات مؤتمر الأورام الدولي التاسع الذي تنظمه مدينة برجيل الطبية ومجموعة "في بي اس" ليومين، تحت شعار" الرعاية المرتكزة على مريض السرطان- من الدليل إلى الممارسة" بمشاركة لأكثر من 500 متخصص ومشاركة افتراضية لأكثر من 5 آلاف شخص من 42 دولة.
وقال معالي وزير التسامح والتعايش في كلمته الإفتتاحية " يعكس هذا المؤتمر السنوي المهم التفوق الطبي والتعليمي الذي تتميز به دولة الإمارات، ووجوده في أبوظبي يؤكد على تنظيم واستضافة الأحداث العلمية المهمة هنا، اننا نشهد حاليا ثورة طبية وتطورات متلاحقة في القطاع الصحي وعلاجات الأورام من شأنها المساهمة بتعزيز قدرة جهاز المناعة البشري على مهاجمة الخلايا السرطانية، واتابع عن كثب ما ساهمت به وما ستحققه استخدامات الذكاء الاصطناعي لتسريع ابتكار واختبار عقاقير العلاج الكيميائي الجديدة، ويعجبني كثيرا ما أقراه عن الجهود المبذولة لتحسين الفحص المبكر والكشف عن السرطان والوقاية منه".
وأضاف معاليه " من خلال التجارب الشخصية للأفراد الذين أعرفهم ممن أصيبوا بالسرطان، أصبحت أقدر بشكل كبير قيمة الفحص المنتظم وأهمية توافر المزيد من الفحصوصات التشخيصية وخيارات العلاج، و أقدر الجهود المتضافرة حول العالم لتحسين نتائج الرعاية الصحية لمرضى السرطان وتقليل تكاليف العلاج".
وأكد معاليه حاجة القطاع الطبي محليا وعالميا المتخصص في الأورام والسرطانات، على تبادل المعلومات وأحدث سبل العلاج والتشخيص عبر فعاليات دولية مثل هذا المؤتمر السنوي، الذي يؤكد حقيقة أن السرطان مرض دولي..
موضحا أن الحدود الجغرافية يجب أن لا تعيق سبل تحسين رعاية مرضى السرطان، وتطوير الفحص والكشف والوقاية من السرطان.
وأشار الى أن المؤتمر يساهم في تنظيم البحث العلمي ويدعم التطور السريع لأحدث علاجات السرطان، كما يسلط الضوء أيضًا على الحاجة الماسة لدعم مرضى السرطان وأسرهم، كما يوضح شعار المؤتمر " الرعاية المرتكزة على مرضى السرطان- من الدليل إلى الممارسة"، الهدف منه في التغلب على التحديات التي تواجه مرضى السرطان واشراك عائلاتهم في خطة العلاج بما يتوائم مع احتياجات المرضى.
وأضاف معاليه " اليوم في ظل ما نشهده من تطور اصبح لدينا استراتيجيات وقائية وعلاجات قياسية للجراحة والإشعاع والعلاج الكيميائي والعلاجات الهرمونية بشكل يناسب ظروف المريض الشخصية والعائلية، إن وجود التقنيات الحديثة مهم لكنه ليس كافيا، يجب أن يكون لدينا أطباء مدربون يتمتعون بمهارات متعددة في هذه المجالات".
من جانبه، أوضح البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي مدير خدمات الأورام بمستشفيات برجيل ورئيس جمعية الإمارات للأورام رئيس المؤتمر.. أن هذا المؤتمر يتميز بمشاركة دولية كبيرة من أنحاء العالم من الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة واوروبا، لمناقشة اخر تطورات علاج مرض السرطان بأحدث الطرق الطبية التي تتضمن العلاجات الذكية والمناعية والموجهه والكيماوية، وايضا استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر للسرطان، و تقنية استخدام خزعات الدم الحديثة في التشخيص المبكر للسرطان التي ستكون ثورة في تشخيص السرطان والتقليل من فرص انتشار الورم والتي يتوقع أن يتم تعميمها في كثير من دول العالم خلال عام 2023 .
ولفت الى انه سيتم خلال جلسات المؤتمر استعراض اخر الابحاث الاطبية التي تم نشرها من مجموعة برجيل الطبية وتتضمن اكثر من 30 بحث طبي خلال هذا العام، وهو أكبر عدد للأبحاث يتم تقديمه بين المراكز الطبية المتخصصة في المنطقة، وأهمها بحث الطرق الحديثة لعلاج السرطان عن طريق تعديل الجينات وهي تقنية حديثة مازالت في بداياتها ويتم فيها تعديل الجينات التالفة التي تسبب انتشار الورم بهذه التقنية الحديثة والتي تؤدي بعد تعديل الجينات التالفة إلى السيطرة على المرض، وهي احدى الدراسات القليلة في هذا المجال الحديث بما يعكس التزام مجموعة مستشفيات برجيل، بتطوير قطاع السرطان والاورام في دولة الامارات وايضا يعزز من مكانة أبوظبي ودولة الامارات كمركز للأبحاث الاطبية التخصصية ومركز للسياحة العلاجية.
وتم خلال اليوم الأول مناقشة العلاجات الحديثة لسرطانات الدم وزراعات النخاع، والعلاج المناعي الحديث الذي يستخدم تقنيات حديثة في اعادة برمجة الخلايا المناعية ومن ثم حقنها في الجسم لمهاجمة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، والذي اثبت نجاحته وكفاءته في علاج وشفاء حالات متقدمة من هذه الأمراض، كما تم بحث كيفية استخدام الروبوتات الحديثة في الجراحات السرطانية المعقدة التي تقلل من المضاعفات وتعزز من فرص التعافي وسرعة مغادرة المستشفى.
وأوضح الدكتور إبراهيم أبوغيدا رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ورئيس قسم العلاج الإشعاعي بمدينة برجيل الطبية، أن المؤتمر يتناول موضوعات شاملة للأورام والسرطانات الاكثر انتشارا كسرطانات الرئة والثدي والدم والبروستات وغيرها، فيما تركز الجلسات لهذا العام على العلاج الشخصي الموجه الذي يتم وضعة للمريض بحسب حالته، فيما يتميز المؤتمر لهذا العام بتخصيص جلسات لمناقشة حالات المرضى "افتراضيا"، فيما تم استعراض الطب الشخصي للسرطان وهو مصطلح حديث يتم فيه اعطاء علاجات خاصة موجهه لكل جين مسؤول عن الورم بعد التحليل والتقييم الشامل للجينات في الورم النشط، مما يؤدي لتثبيط نشاطه، حيث يعتمد على السيطرة على الجين المسبب للسرطان.