مؤتمر تحديات التعليم الإسلامي العالي بعد كورونا يوصي بتشكيل لجان ومجموعات عمل لمواكبة التعليم الجامعي عن بعد

مؤتمر تحديات التعليم الإسلامي العالي بعد كورونا يوصي بتشكيل لجان ومجموعات عمل لمواكبة التعليم الجامعي عن بعد


أوصى المشاركون في المؤتمر الافتراضي الذي نظمه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أمس الأول تحت عنوان “التحديات التي تواجه التعليم الإسلامي العالي بعد أزمة كورونا” بتشكيل لجان ومجموعات عمل لمواكبة التعليم الجامعي عن بُعد، وإصلاح المناهج بما يتناغم ومتطلبات الجائحة، وبما يضمن إيصال التعليم العالي لرسالة التسامح والتعايش والتي تتضمن تشكيل لجنة مشتركة لوضع أسس التعليم العالي عن بُعد “مناهج وخطط دراسية”، لإصلاح المناهج بما يتناغم ومتطلبات الجائحة، وبما يضمن إيصال رسالة التسامح والتعايش و تشكيل لجنة لوضع معايير الجودة للتعليم العالي الجديد إضافة إلى تشكيل لجنة دراسة للتشريعات القانونية والدستورية المتعلقة بالتعليم العالي عن بُعد.

كما أوصى المشاركون في المؤتمر - الذي عقد بالشراكة مع رابطة الجامعات الإسلامية، وعدد من الجامعات والكليات الإسلامية والمؤسسات والهيئات ووكالات جودة التعليم المعنية بشأن التعليم العالي - بالعمل على تأسيس أرضية منصة عالمية للتعليم العالي عن بُعد تشترك فيها الجامعات الأعضاء لتبادل التجارب والخبرات في موضوع التعليم عن بُعد، وإنتاج المواد والبرامج في مجال التعليم الافتراضي للخروج ببرامج منتقاة وقوية تسمح بإعادة النظر في المناهج والبرامج، وتأهيل الأساتذة الجامعيين، والأطر الإدارية وتدريبهم على النظم التعليمية المستحدثة ، واعتماد مجموعة تطبيقات للهواتف الذكية، كوسيلة معتمدة للتعليم عن بُعد والعمل على ترقية المناهج بشكل يساعد على تداولها في تلك التطبيقات.

وأوصوا بالدعوة لتكثيف التنسيق بين رابطة الجامعات الإسلامية واتحاد الجامعات العربية والروابط الأخرى مع المجلس العالمي للمجتمعات، خدمةً لمستقبل التعليم الإسلامي العالي في المجتمعات المسلمة وإرجاع مكانة الحرم الجامعي الأصيلة، ودوره الريادي بإنتاج خريجين متشبعين واعيين بقيم التسامح والسلام.

وبحث المؤتمر - الذي حضره أكثر من 300 مشارك ومشاركة، ممثلين عن 50 دولة حول العالم، على برنامج ZOOM ومواقع التواصل الاجتماعي - تحديات أزمة كورونا التي مثَّلت نقطة تحول جديدة وغير مسبوقة في تاريخ مؤسسات التعليم في العالم، حيث اضطرت هذه المؤسسات إلى اللجوء للتعليم عن بُعد خلال فترة الإغلاق التي فرضتها الحكومات للحفاظ على الحياة، ما خلق واقعاً جديداً سيدفع القائمين على التعليم إلى إعادة النظر في منظومة التعليم العالي من حيث فلسفته وأهدافه ونظمه ومناهجه ووسائله وأنشطته وحاجة العالم من التعليم العالي في ظل عجز مراكز البحوث والجامعات عن وجود علاج للفيروس حتى هذه اللحظة، فالتعليم الإسلامي العالي جزء لا يتجزأ من هذا الواقع، وسيخضع للتغييرات التي ستطال نظم التعليم في العالم.

وأكد معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة - في كلمته الافتتاحية للمؤتمر - أهمية المؤتمر الذي يأتي في ظروف خاصة وتحديات كبيرة، فالتحدي لا يستهدف منطقةً أو قطاعاً معيناً، بل يستهدف كافة القطاعات الطبية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، لافتا إلى الحاجة إلى تبادل الخبرات والتجارب وإقامة نقاش مفتوح لمؤسسات التعليم العالي لمواجهة التحدي وغيره من الأزمات.

وأوضح رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن عضو هيئة التدريس هو العنصر الأهم في الجامعات، وهو مَن يقود مؤسسات التعليم العالي في التعامل مع الفئة المستهدفة، مشدداً على ضرورة إعادة تأهيل أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الإسلامية لخلق مرونة التعامل مع الظروف المختلفة ولاسيما التأهيل التقني لتعزيز تجربة التعليم عن بُعد، داعيا للتعرف على التحديات المشتركة التي تواجهنا كلنا، وطرح بعض المبادرات المشتركة التي تعزز من نجاحاتنا مع بعضنا البعض.

من جهته قال معالي الدكتور أسامة العبد، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، إن وباء كورونا امتحان جاد على جميع الأصعدة، والناجح هو النموذج البشري الأكثر علماً ومعرفةً وتحكماً في تكنولوجيا القرن الـ21 ولاسيما في العملية التعليمية، مشيراً إلى أهمية المؤتمر الذي يأتي بالتعاون بين منظمتين عالميتين تهتمان بالشأن الإسلامي وتقدم المسلمين، وهما المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ورابطة الجامعات الإسلامية، فالمؤتمر يدرس التداعيات والتحديات الكبرى للوباء ويضع الحلول لها، وذلك في هذه المرحلة الاستكشافية والاستشرافية لمستقبل التعليم عن بُعد.

وأضاف أن المؤتمر يجمع رجالات التعليم الجامعي الإسلامي، ويدعو للترابط بين الجامعات والمجتمعات الإسلامية، ليكون للمسلمين إسهاما حضاريا مرموقا في مواجهة الأزمات، مشدداً على أنه آن الأوان لتطبيق مبادرة التعليم عن بُعد، ووضع آليات محكمة ودقيقة بين أطراف التعليمية، وأن رابطة الجامعات الإسلامية تسعى لتفعيل دور الجامعات الإسلامية لخدمة أغراض التقدم والتنمية وازدهار مجتمعاتنا وإحلال السلام العالمي.

من ناحيته قال معالي الدكتور إسحق سدر، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولة فلسطين، إن هذا المؤتمر الافتراضي سيكرس الجهود والعقول المختلفة للتعاون المشترك وتجاور أزمة كورونا معاً، وعلينا الوقوف على التحديات التي تواجه التعليم الإسلامي، والتي ألقت بظلالها وآثارها على مختلف مناحي الحياة، موضحاً أن الوباء حال دون تمكين اللقاء الوجداني بين أطراف العملية التعليمية، فكانت التكنولوجيا هي المخرج الآمن للخروج من الأزمة، وكذلك السعي لتكريس تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتجاور التحديات التي تواجهنا في فلسطين، والمتمثلة في جائحة كورونا وجائحة الاحتلال، مؤكداً أنه لابد من تعزيز البنية التحتية وتأمين الأجهزة اللوحية لإنجاح عملية التعليم الإلكتروني.

من جانبه قال سعادة الدكتور خميسي حميدي، الأمين العام المساعد لاتحاد الجامعات العربية في الأردن، إن الاتحاد مقدم على مشاريع كبيرة منها تصنيف الجامعات العربية على غرار الجامعات العالمية، وأنه تم فتح منصة للتعليم عن بُعد، فضلاً عن إيجاد إطار عربي مشترك للغة العربية، مثمناً عالياً جهود المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة في إحقاق الحق وإعطاء صورة مشرفة عن الإسلام والمسلمين حول العالم، وداعياً إلى تغيير الخطاب الإسلامي ليتلاءم مع متطلبات العصر الحديث، فالتطور لا يتنافى مع مبادئنا وأهدافنا الإنسانية، كوننا محكومين بالتعايش مع الآخر، فنحن أصحاب رسالة إنسانية عالمية عبر مبادئ سمحة تحترم الجميع ومنفتحة على الآخر.

وقال سعادة الدكتور محمد جودت، من جامعة محمد الخامس في أبوظبي، إن الظروف الحالية تحتّم علينا التكاتف والتآزر العلمي بهدف الانتقال بالمنظومة التعليمية إلى أفق التفكير والتنظير لمواكبة المستجدات، مؤكداً أن الجامعة ليست مجالاً للتدريس والتدريب وتكوين الشخصية فقط، بل هي مجال للتفكير العلمي الواعي والرصين، داعياً إلى التفكير في مراكز بحث وطنية وعلمية مشتركة في المجال الإسلامي، لخدمة الوطن الحبيب، والإنسانية، وبالتالي تقديم الصورة الواقعية عن الثقافة الإسلامية التي تتسم بالتسامح والإنسانية، وأنه في جامعة محمد الخامس في أبوظبي، تم تقديم مبادرة لتأسيس مسار لدراسات التسامح وكذلك مسارات البحث عن الإسلام المعتدل وغيرها.

من جهتها، قالت سعادة الدكتورة يوهانسن عيد، رئيس الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد في مصر، إن وباء كورونا جعلنا نستفيد من تكنولوجيا المعلومات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، من أجل الحفاظ على أمن وسلامة أطراف العملية التعليمية، وأن التغيير طال هيئات التعليم وضمان الجودة، والتي اضطرت إلى التحول الرقمي، من خلال توفير أدوات السرعة لإنجاز المهام المطلوبة، داعيةً إلى نشر الممارسات الجيدة في التعليم والجودة، وكذلك رفع كفاءة ودعم أعضاء هيئة التدريس مهنياً، وتطوير آليات مواجهة التحديات عبر التحول إلى التعليم التفاعلي القائم على ضمان وإدارة الجودة، رغم أنه لا غنى عن التعليم المباشر “وجهاً لوجه” لبناء الشخصية السليمة من خلال التفاعل الحضوري المشترك.