مؤتمر رؤى القادة في جيتكس جلوبال يسلّط الضوء على دور أفريقيا الواعد كمركزٍ عالمي للمواهب الرقمية

مؤتمر رؤى القادة في جيتكس جلوبال يسلّط الضوء على دور أفريقيا الواعد كمركزٍ عالمي للمواهب الرقمية

في الوقت الذي تتسارع فيه عجلة التحوّل الرقمي في مختلف القطاعات على المستوى العالمي، تسجل أفريقيا خطواتٍ ثابتة نحو لعبٍ دورٍ محوري لتمكين هذا التحوّل من خلال توفير قاعدةٍ ضخمة من المواهب الشابة التي توظّف مهاراتها وخبراتها لخدمة تطوير القطاع خارج حدود القارة السمراء. ويتفق الخبراء وقادة الحكومات الأفريقيون المشاركون في مؤتمر رؤى القادة في جيتكس مع هذه الرؤية حول إمكانات إفريقيا وقدرتها على تصدير المواهب التقنية.
وتعرّف جمهور جلسات المؤتمر الذي ينعقد في إطار معرض جيتكس جلوبال في مركز دبي التجاري العالمي حتى يوم الخميس 21 أكتوبر، على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في توجيه دفة تطوير المواهب، وعلى الجهود الرائدة التي تبذلها غانا في سبيل تحقيق التوازن بين الجنسين في المجال الرقمي.
وكشف معالي الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر عن هدف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2030 في مصر، والذي يهدف إلى تحويلها إلى مركزٍ عالمي رائد في تصدير الخدمات الرقمية. وأشار معالي الدكتور طلعت إلى أن هذه الرؤية بدأت تثمر عملياً على أرض الواقع، إذ يقدم 3 آلاف مهندس برمجيات مصري خدماتهم التقنية في قطاع السيارات الأوروبي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال معاليه: “ستحقق مصر بحلول عام 2030 مكانة رائدة في مجال تصدير الخدمات الرقمية بالاعتماد على مواهبها المحلية الواعدة». ومن جانبه، أشار المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذي لدى هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر، إلى أن مصر تخرّج سنوياً نحو 55 ألف خبيرٍ تقني يتقنون عدّة لغاتٍ عالمية، مؤكداً أن استراتيجية تصدير الخدمات 2021 - 2026 تهدف إلى زيادة الصادرات التقنية بمقدار ثلاثة أضعاف خلال السنوات الخمس القادمة. وإلى جانب دورها في تصدير الخدمات الرقمية، أوضح السيد محفوظ إلى أن قاعدة المواهب المحلية باتت تشكل عامل جذبٍ مهم للاستثمارات الأجنبية إلى مصر، باعتبارها أرضاً خصبة للمواهب التقنية الخبيرة.

غانا في الطريق نحو العالمية
كشفت معالي أورسولا أوسو-إيكوفول، وزيرة الاتصالات والتحول الرقمي في غانا، عن التوقعات الجريئة للقارة الإفريقية حول مستقبل المواهب الشابة في قطاع التقنية المتقدّمة.
حيث قالت: “ستنمو الخبرات التقنية في أفريقيا لتتمكّن من تلبية المتطلبات العالمية للقوى العاملة الخبيرة تقنياً خلال الـ 20-30 سنة المقبلة”، فيما بيّنت أن حكومة غانا تبذل جهوداً كبيرة للحد من هجرة العقول واستنزافها، وذلك من خلال تشجيع الكوادر المدرّبة والخبيرة على البقاء في غانا، كما تعمل على تحقيق التوازن بين الجنسين في القطاع الرقمي.
وأشارت معالي إيكوفول إلى أن المبادرات الحالية التي أطلقتها الحكومة تتضمن تخفيف القيود القانونية على إنشاء الشركات، وزيادة البرامج الوطنية لتعزيز المهارات وإرشاد المواهب لدى الفتيات والمجتمعات المعزولة بمقدار ثلاثة أضعاف.

المعارف والخبرات الكينية
تتطلع كينيا لتحقيق قفزة نوعية تتجاوز مرحلة النهضة الصناعية لتدخل مباشرةً مرحلة الاقتصاد القائم على المعرفة والمدفوع بالتقنيات المتقدّمة.
 وفي هذا الإطار قال الدكتور توني أوموانسا، الرئيس التنفيذي للوكالة الوطنية الكينية للابتكار: “يشكل الانتشار الواسع للهواتف الذكية نقطة تحوّل رئيسية لتطوّر جميع المجتمعات في كينيا”، مستشهداً في ذلك بوصول نسبة انتشار استخدام الهواتف الذكية في كينيا إلى 103%، نتيجة استخدام فئةٍ من السكان أكثر من شريحة اتصال واحدة.
 وأوضح أوموانسا إلى أن قطاعات الرعاية الصحية والنقل والتعليم وصلت إلى مرحلـــــــة تطوّر تقني تجعلها في مقدمة القطاعات التي ستشهّد تحــــــــوّلاً متســـــارعاً نحـــــو اعتماد الخدمات عبــــر الجوال في منطقة جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية.
الشباب الواعد:
 ثروة  أفريقيا الجديدة
من جانبه، لفت لاسينا كونيه، مدير عام سمارت أفريكا، التحالف غير الربحي المؤلف من 32 دولة أفريقية تتطلع إلى تحويل أسواق القارة إلى سوق رقمية مشتركة، إلى أن الشباب الأفريقي المسلّح بالمعارف الرقمية والتكنولوجية، يمثل ثروة جديدة من الإمكانات الواعدة، ويفتح آفاقاً جديدة من فرص العمل المبتكرة. وقال كونيه: “نمتلك القارة الإفريقية أعلى نسبة شباب على مستوى العالم، حيث يشكل الشباب دون سن الثلاثين، نسبة 70% من مجموع السكان، وهم مصدر ثروة هائلة وغير مستغلة حتى الآن. تسجل إفريقيا نحو 50% من إجمالي قيمة التحويلات المالية الرقمية، ومع ذلك، لا تتجاوز قيمة هذه التحويلات 1.5% من إنتاج الاقتصاد الرقمي، الأمر الذي يوفر فرصة حقيقية ومهمة للازدهار والنمو».