في اليوم الدولي للشباب

مؤسسة القلب الكبير تستهدف الشباب عبر برامج ومشاريع مستدامة في قطاعات التعليم والحماية والتأهيل

مؤسسة القلب الكبير تستهدف الشباب عبر برامج ومشاريع مستدامة في قطاعات التعليم والحماية والتأهيل


يدعونا اليوم الدولي للشباب 2025 لطرح جملة من الأسئلة حول واقع الأجيال الجديدة حول العالم، فماذا يحدث لطفل يُولد في منطقة تعاني من النزاعات؟ لفتاة لا يمكنها الوصول إلى كتب أو الذهاب إلى مدرسة آمنة؟ ليافع يقضي سنوات في مخيمٍ للاجئين بدلاً من صفوف الدراسة؟ ما هو العالم الذي ينشؤون فيه وما هو المستقبل الذي سيرِثونه، والأهم من ذلك، ما هي الفرص التي نقدمها لهم لتشكيل هذا المستقبل؟
يُجمع العالم على أن الشباب هم مستقبل المجتمعات والأمم، وأنّ الاستثمار بهم هو فرصة للوصول إلى التطلعات التنموية والرؤى الشاملة للمستقبل، ومع أن هذه الحقيقة واضحة ويرددها الجميع، إلا أن ملايين الشباب حول العالم اليوم محرومون من فرص تنمي قدراتهم، بسبب الحروب، والتهجير، والفقر، والتمييز الممنهج.
يظهر هذا جلياً بالوقوف عند التقارير والأرقام العالمية، إذ يُشكّل الشباب أكثر من 42% من سكان العالم، في حين تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 267 مليون شاب حول العالم لا يشاركون في العمل أو التعليم أو التدريب، فيما يواجه اللاجئون عقبات أكبر تُعرقل وصولهم إلى التعليم العالي، وهو ما يجعل من تطوير قدرات الشباب وضمان وصولهم الشامل والعادل إلى فرص التعليم، تحدياً عالمياً.
التعليم، تحسين الأحوال المعيشية، الأمن والحماية، الرعاية الصحية، والاستجابة لحالات الطوارئ
في ظل هذا الواقع، تقدم مؤسسة القلب الكبير نموذجاً للعمل الإنساني المستند إلى الكرامة، والفرص طويلة المدى، فمنذ تأسيسها برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، أثّرت المؤسسة على حياة أكثر من 6 ملايين شخص من خلال أكثر من 230 مشروعاً إنسانياً وتنموياً في 37 دولة.

قصص أمل
وراء هذه الأرقام قصص تعكس إصرار وعزيمة جيل يواجه تحديات استثنائية؛ فتاة لاجئة في السودان عادت إلى مقاعد الدراسة بعد سنوات من التهجير، وشاب في لبنان أطلق مشروعاً صغيراً بعد مشاركته في دورة تدريبية دعمتها مؤسسة القلب الكبير، وفتاة يافعة في غزة تدافع عن حق الفتيات في التعليم بعد نجاتها من صدمة نفسية. كل قصة تؤكد دور المؤسسة في دعمهم وتمكينهم وتحقيق التغيير الإيجابي في حياتهم.
تؤكد هذه القصص أن الدعم لا يُقاس إلا بالنتائج، ولهذا، تحرص "مؤسسة القلب الكبير" على تصميم برامجها انطلاقاً من هذا المبدأ، لضمان تقديم برامج مجتمعية تستند إلى الدليل وتركز على الشباب، فكل مبادرة من مبادرات المؤسسة ترتكز على فهم شامل لاحتياجات الشباب والموارد اللازمة لنجاحهم.
حتى في سياقات الاستجابة لحالات الطوارئ، تحرص مؤسسة القلب الكبير على إعطاء الأولوية إلى التعليم، والصحة النفسية، والتعافي طويل الأمد، لإيمانها بأن إعادة بناء المستقبل يجب أن يتجاوز المساعدات الفورية، وأن يعيد للناس الشعور بالاستقرار، والأمل.
وفي هذا السياق، أكدت سعادة علياء عبيد المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير: "كثيراً ما نتحدث عن دعم الشباب وتعزيز مهاراتهم القيادية كهدف مستقبلي، وبالنسبة للعديد من الشباب في المجتمعات التي ندعمها، لم تكن القيادة خياراً بل ضرورة وُلدت من الأزمات، فهم يواجهون التحديات، ويحافظون على تماسك أسرهم، ويعيدون بناء ما تدمّر، ودورنا لا يقتصر على دعمهم، بل يشمل أيضاً التغلب على التحديات وإزالة العقبات التي لم يكن من المفترض أن يواجهوها في المقام الأول، فالتقدم الحقيقي يبدأ عندما نتوقف عن السؤال: ما الذي يحتاجه الشباب؟ ونطرح السؤال: ما هي الأنظمة التي تحتاج إلى التغيير لتمكينهم من التطوّر والارتقاء والمشاركة الفاعلة".
مع كل مدرسة يُعاد بناؤها، وكل برنامج تدريبي يُنفذ، وكل صوت شاب يُسمع، تؤكد "مؤسسة القلب الكبير" أن دعم الشباب وتزويدهم بمنصات لإسماع أصواتهم، يساعدهم على اجتياز المصاعب، وتحويل التحديات إلى فرص لإحداث التغيير الإيجابي.