بدأت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار ، إحدى مؤسسات اقتصادية دبي، تطبيق برنامج وضعته لعقد سلسلة من أربع ندوات افتراضية (ويبينار) للتواصل مع المستثمرين والشركاء المحتملين من كندا ومناقشة  الفرص الاستثمارية الواعدة في عدد من القطاعات الاستراتيجية، ومنها قطاعات الرعاية الصحية، والخدمات اللوجستية، والأغذية والأعمال الزراعية، والتكنولوجيا. وتتماشى تلك الندوات مع استراتيجية مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، والتي تعتمد التواصل الافتراضي للعام 2020 من أجل تمكين المعنيين من التعرف إلى فرص الاستثمار الأجنبي المباشر في ظل توقف البعثات التجارية والقيود المفروضة بسبب جائحة كوفيد-19.   وقال فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار: “تتمتع كندا ودولة الإمارات بشراكة ثنائية راسخة، فيما تواصل كل منهما الاستثمار في اقتصاد الدولة الأخرى لتشجيع إيجاد فرص العمل وبناء مستقبل أفضل. توفر قطاعات دبي الاستراتيجية فرصًا ضخمة للشركات ورواد الأعمال الكنديين ممن سيستفيدون من النمو الواعد في تلك القطاعات، وقد تجاوزت قيمة الاستثمار الأجنبي الكندي المباشر  في دبي حسب بيانات مرصد دبي للاستثمار، مليار دولار كندي في الفترة ما بين عامي 2015 و 2018 وأضاف القرقاوي: “تعكس الأرقام نموًا مميزًا في الشراكة، حيث تعد دولة الإمارات أبرز شريك تجاري لكندا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تتخذ أكثر من 150 علامة تجارية كندية، وما يزيد على 40,000 كندي، من دولة الإمارات مقرًا لإقامتهم. أما كندا فهي ثاني أكبر أسواق الصادرات الإماراتية في أمريكا الشمالية. انطلقت ندوات التواصل الافتراضي، والتي تقام بالشراكة مع مجلس الأعمال الكندي ومجلس الأعمال العربي الكندي في كندا ومجلس الأعمال الكندي الإماراتي في كندا، يوم 12 أغسطس 2020 بندوة تركّز على قطاع الرعاية الصحية. وتبعتها ندوة افتراضية حول قطاع  الخدمات اللوجستية يوم 8 أغسطس إلى جانب ندوة حول قطاع الأغذية والأعمال الزراعية يوم 9 سبتمبر 2020 وندوة حول قطاع التكنولوجيا يوم 16 سبتمبر 2020. بدوره قال سعادة فهد سعيد الرقباني، سفير دولة الإمارات لدى كندا: “تربط دولة الإمارات وكندا شراكات استراتيجية وثيقة على عدة مستويات، تدعمها المبادرات البارزة والبعثات التجارية التي تساهم في ترسيخ الروابط الثنائية بين البلدين. ومن شأن إقامة الندوات الافتراضية في هذه المرحلة تمكين المهتمين من الاطلاع على فرص الاستثمار في أهم القطاعات، والتي سترفد تلك الشراكة وتعزز دعمها.»  وقال ساعد العوضي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصادرات: “على الرغم من التحديات التي يشهدها العالم في الوقت الراهن، تبقى دبي ملتزمة تمامًا تجاه أهدافها الاستراتيجية. تعدّ كندا أحد أهم شركائنا التجاريين، وسيساهم استعراض الفرص التجارية وإبداء رغبتنا بدعم المستثمرين في ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي منافس للتصدير وإعادة التصدير.»  وتجدر الإشارة إلى أن دبي عززت مكانتها كمدينة للمستقبل لتحقق سعادة كافة المعنيين، بينما تبقى بوابة هامة إلى الأسواق الناشئة في المنطقة – تدعمها بنيتها التحتية المتقدمة لتكون مركزًا عالميًا للتجارة والاستثمار.  وخلال الندوات الافتراضية الأربعة استعرضت مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار “أفضلية دبي” للمستثمرين المحتملين، بمشاركة ودعم عدد من المؤسسات المعنية في حكومة دبي.  وأدار الندوة الافتراضية المقامة حول قطاع الرعاية الصحية الدكتور أندرو بادموس، الرئيس التنفيذي للكلية الملكية للأطباء والجراحين في كندا، وذلك بمشاركة كل من هيئة الصحة بدبي وسلطة مدينة دبي الطبية ومجمع دبي للعلوم إلى جانب مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، في ظل الزيادة المستمرة في عدد سكان دبي والتركيز الدائم على السياحة الطبية الذي يجعل من الإمارة وجهة جاذبة للاستثمار. وتتضمن فرص الاستثمار مراكز التميّز في تخصصات متنوعة منها أمراض القلب وطب الأعصاب وإعادة التأهيل، كما ستبقى مجالات إنتاج الأدوية البديلة وإنتاج وبيع وصيانة الأجهزة الطبية والتعليم الطبي محور تركيز أساسي في دبي.  كما شارك في الندوة الافتراضية التي عقدت حول قطاع الخدمات اللوجستية ممثلون عن دبي الجنوب وسلطة المنطقة الحرة في مطار دبي وسلطة منطقة جبل علي الحرة والإمارات للشحن الجوي إلى جانب مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار بهدف تسليط الضوء على أفضلية دبي. تضم دبي ميناء جبل علي، وهو عاشر أكبر ميناء للحاويات في العالم، كما تحتضن المطار الدولي الأكثر انشغالًا بالمسافرين في العالم بدعم من شبكة الطيران الدولي الأكبر وهي شبكة طيران الإمارات التي تخدم ما يزيد على 150 وجهة. ومن الجدير بالذكر أن دبي تواصل تعزيز هذا القطاع الحيوي الهام، وتدعم جاذبة الاستثمار الأجنبي المباشر بتوفير نظام عصري متطور من الطرق السريعة تربطها بالدول المجاورة، إلى جانب مرافق المستودعات المكيّفة.  وشارك ممثلون عن بلدية دبي وسلطة منطقة جبل علي الحرة ومركز دبي للسلع المتعددة في الندوة الافتراضية التي أقيمت حول قطاع الأغذية والأعمال الزراعية. فقد طوّرت دبي منظومة محكمة للأغذية والأعمال الزراعية لتكون أداة فعالة في مواجهة أي انقطاع محتمل في سلسلة التوريد العالمية، فيما تتيح الاستثمارات والسياسات الاستراتيجية مواصلة تعزيز منظومة إنتاج وتصدير الغذاء في الإمارة - حيث تعدّ دبي أحد أبرز مراكز إعادة التصدير بفضل مرافقها المتميزة للمنتجات والمحاصيل الطازجة. كما يزداد التركيز على البحث والتطوير والتقنيات الزراعية التي تدعم التنوع في المحاصيل والمنتجات. وإلى جانب مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار، برز مركز دبي المالي العالمي ومؤسسة دبي للمستقبل ومؤسسة دبي الذكية خلال الندوة الافتراضية لقطاع التكنولوجيا، والتي أدارها علي حرجي، الباحث الرئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني في كلية دورهام كندا.  كما شاركت حكومة مقاطعة أونتاريو الكندية في البرنامج، مؤكدة على أهمية السوق الإماراتية في القطاع، إذ تعدّ دبي واحدة من المدن الرائدة في تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة واحتضان الشركات الناشئة في قطاع التقنيات المتطورة، فيما كانت أول مدينة في العالم تستفيد من إمكانات الذكاء الاصطناعي والروبوتات وتعلّم الآلة وسلسلة الكتل (البلوكتشين) والتقنيات المالية وتكنولوجيا المعلومات في المجال الصحي. وتركّز دبي إضافة لما سبق على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد والأمن السيبراني ونظم المعلومات الجغرافية.   وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر، تواصل دبي استقطاب الاستثمارات النوعية لتبقى وجهة عالمية رائدة في المجال.