ما تنظيم داعش الإرهابي المتورط في هجوم نيو أورليانز؟

ما تنظيم داعش الإرهابي المتورط في هجوم نيو أورليانز؟


ظهرت راية تنظيم داعش الإرهابي مع منفذ هجوم دهس بشاحنة على حشد في مدينة نيو أورليانز أسفر عن مقتل 15 وإصابة نحو 30.
وفرض التنظيم الإرهابي في وقت من الأوقات حكما من الإرهاب على ملايين في سوريا والعراق.
ورفع المشتبه به، والذي أعلنت هويته ويدعى شمس الدين جبار (42 عاما)، راية تنظيم داعش الإرهابي خلال الهجوم. وجبار مواطن أمريكي من ولاية تكساس وخدم في أفغانستان.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) أبلغه بأن جبار نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قبل ساعات من الهجوم تشير إلى أن تنظيم داعش الإرهابي هو مصدر إلهامه.
وفيما يلي بعض الحقائق حول التنظيم الإرهابي الذي يعتبره محللون أكثر عنفا وتطرفا من تنظيم القاعدة الإرهابي:

أحدث العمليات
أعلن تنظيم داعش الإرهابي على قناته على تطبيق تيليجرام للتراسل الأربعاء مسؤوليته عن هجوم على قاعدة عسكرية في منطقة بونتلاند في شمال شرق الصومال في اليوم السابق.
وقال تنظيم داعش في البيان إن 12 مسلحا نفذوا الهجوم ومعهم سيارتين مفخختين، مضيفا أن الهجوم أسفر عن مقتل نحو 22 من قوات بونتلاند وإصابة عشرات.
وعلى الرغم من أن تحالفا تقوده الولايات المتحدة ألحق بالتنظيم الإرهابي هزيمة شبه ساحقة قبل بضع سنوات، تمكن التنظيم من تنفيذ بعض الهجمات الكبيرة خلال محاولاته لإعادة بناء صفوفه.
وشمل ذلك هجوما على قاعة حفلات موسيقية في روسيا في مارس آذار 2024 أسفر عن مقتل 143 على الأقل، وتفجيرين في مدينة كرمان الإيرانية في يناير كانون الثاني من ذات العام أسفرا عن مقتل نحو 100.
وحذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من أن تنظيم داعش الإرهابي سيحاول إعادة بناء قدراته في سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد لكنه قال إن الولايات المتحدة عازمة على عدم السماح بذلك.
وبالإضافة إلى تنفيذ عمليات في الشرق الأوسط، استلهم أفراد نهج داعش الإرهابي في تنفيذ هجمات في الغرب.
وقالت السلطات النمساوية في أغسطس آب إن مواطنا يبلغ من العمر 19 عاما، يشتبه في أنه العقل المدبر الذي خطط لهجوم أحبطته السلطات على حفل للمغنية تيلور سويفت في العاصمة فيينا، كان قد أعلن الولاء لزعيم تنظيم داعش الإرهابي.

* التاريخ
في ذروة قوتها بين عامي 2014 و2017، فرضت ما تسمى «الخلافة» التي أعلنتها داعش بسيطرتها على مساحة واسعة من سوريا والعراق، وكان القتل والتعذيب من نصيب معارضيها. وألحق مقاتلوها هزائم متكررة بجيوش البلدين ونفذوا هجمات في عشرات المدن حول العالم أو كانوا مصدر إلهام وراء تنفيذها.
وظهر أبو بكر البغدادي، زعيم التنظيم الإرهابي آنذاك، من وراء ستار من الغموض ليقود الجماعة الإرهابية ويعلن نفسه «خليفة» لجميع المسلمين. لكن في عام 2019 قتلته قوات خاصة أمريكية في شمال غرب سوريا.
وانهارت ما تسمى الخلافة في العراق بعد أن كان لها ذات يوم مقر على بعد 30 دقيقة فقط بالسيارة عن العاصمة بغداد، ثم انهارت أيضا في سوريا، بعد حملة عسكرية متواصلة شنتها قوات تحالف بقيادة أمريكية. وما زالت السرية تحيط الزعيم الجديد المعروف باسم أبو حفص الهاشمي القرشي.

تكتيكات جديدة 
غيّر تنظيم داعش الإرهابي تكتيكاته منذ انهيار دفاعات قواته وبعد سلسلة من الانتكاسات الأخرى التي مني بها في الشرق الأوسط.
وبعد أن اتخذ التنظيم مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية مكانا لما يشبه الحكومة المركزية في أوج قوته، لجأ بعد هزيمته إلى المناطق النائية في البلدين.
وينتشر مقاتلون من التنظيم في خلايا مستقلة بقيادة سرية ومن الصعب تحديد حجمه بالكامل. وتقدر الأمم المتحدة عدد مقاتليه في معاقله بنحو عشرة آلاف. وقال مستشار أمني للحكومة العراقية يساعد في تعقب تنظيم داعش إن نشاط التنظيم تحول إلى العمل السري من خلال خلايا نائمة تشن هجمات خاطفة.
وفر بعض المقاتلين الأجانب من العراق إلى دول مثل أفغانستان وسوريا وباكستان. وانضم معظمهم إلى تنظيم داعش -ولاية خراسان على اسم منطقة كانت تشمل قديما أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان. وينشط هذا الفرع على الحدود الإيرانية مع أفغانستان وباكستان.
وأشرف ثناء الله غفاري (29 عاما)على تحول هذا الفرع إلى أحد أكثر فروع التنظيم إثارة للرعب وقدرة على تنفيذ عمليات بعيدا عن قواعده في المناطق الحدودية في أفغانستان.

أفريقيا
لتنظيم داعش حضور
 أيضا في أجزاء من أفريقيا
في أوغندا، شن مسلحون من القوات الديمقراطية المتحالفة المرتبطة بتنظيم داعش، سلسلة من الهجمات تضمنت مذبحة في مدرسة داخلية. كما قتل زوجان كانا يقضيان شهر العسل في هجوم آخر، وأسفرت مداهمة لقرية عن مقتل ثلاثة على الأقل.
ونقلت القوات الديمقراطية المتحالفة، التي بدأت كانتفاضة في أوغندا، عملياتها إلى حد كبير إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة حيث نفذت العديد من الهجمات.
وأعلنت مجموعات أخرى الولاء لتنظيم داعش في غرب أفريقيا وفي أنحاء من منطقة الساحل. وتسيطر جماعات مرتبطة بالتنظيم الإرهابي على مساحات كبيرة من المناطق الريفية في مالي والنيجر وشمال بوركينا فاسو وصولا إلى شمال أفريقيا.
في يناير كانون الثاني 2023، نفذ الجيش الأمريكي عملية قتل فيها أحد كبار قادة تنظيم داعش في شمال الصومال. وتخشى الأمم المتحدة أن تستغل الجماعات المسلحة حالة عدم الاستقرار السياسي في السودان الذي تمزقه حرب أهلية.

القوة الإجمالية
قال المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة إن التهديد الذي يشكله تنظيم داعش وتنظيم القاعدة  الإرهابيين وصل إلى مستوى منخفض بالقضاء على العناصر الأكثر خطورة».
لكن المركز حذر أيضا من أن نصف فروع تنظيم داعش تنشط الآن في حركات تمرد في مختلف أنحاء أفريقيا و»ربما تتأهب لمزيد من التوسع». وأضاف أن التنظيم خسر ثلاثة من زعمائه و13 على الأقل من أبرز عناصره في العراق وسوريا منذ أوائل 2022 «مما ساهم في خسارة العناصر صاحبة الخبرة وتراجع هجمات داعش في الشرق الأوسط».