رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان في العين عددا من الموضوعات التي تهم شؤون الوطن والمواطن
ما دلالات طلب ماكرون مساعدات لغزة؟
قال خبراء فرنسيون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط إن توقيت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال مساعدات إنسانية ضخمة إلى قطاع غزة يعكس العديد من الدلالات السياسية، وسط التطورات الميدانية ورغبة ماكرون في إعادة تأكيد باريس فاعلًا رئيسًا في الملفات الإقليمية والدولية. وفي ظل تصاعد المعاناة الإنسانية في غزة وتفاقم الأزمة بسبب الأوضاع الكارثية المستمرة منذ أكثر من عام، خرج ماكرون بموقف لافت، مطالبًا بإرسال مساعدات إنسانية ضخمة إلى القطاع. وتأتي هذه الدعوة في توقيت حساس يحمل العديد من الدلالات السياسية، وسط تطورات ميدانية ودبلوماسية متسارعة.
دلالات توقيت إرسال المساعدات
وحول دلالات توقيت إعلان ماكرون إرسال المساعدات، قال المحلل السياسي الفرنسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، تييري جريجوار، لـ»إرم نيوز»، إن «دعوة ماكرون تأتي في لحظة حرجة تهدف إلى تعزيز الدور الفرنسي في المنطقة، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات الدولية بشأن الوضع الإنساني في غزة».
وأضاف جريجوار أن «فرنسا تسعى لإثبات قدرتها على التوسط بفاعلية ودعم الحلول السلمية، وهو ما ينعكس في التعاون مع الأردن ودول أخرى».
من جهته، قال خبير في العلاقات الدولية، جان بول ميلييه، إن «توقيت الدعوة مرتبط بجهود فرنسا لإعادة تأكيد نفسها فاعلًا رئيسًا في الملفات الإقليمية والدولية».
وأضاف ميلييه أن «الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإرسال مساعدات إنسانية يشكلان رسالة واضحة بأن باريس ترغب في أداء دور إيجابي في تخفيف التوترات وضمان استقرار المنطقة بعد انتهاء النزاع».
أهداف فرنسية
وأكد الرئيس الفرنسي، يوم السبت، خلال اتصالات هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبدالله الثاني، الحاجة الملحّة لإرسال مساعدات إنسانية واسعة إلى غزة، التي تواجه «وضعًا كارثيًا وخسائر بشرية لا تُحتمل»، وفق ما جاء في بيان قصر الإليزيه.
وشدد ماكرون على ضرورة تحقيق 3 أهداف رئيسة: «إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل واسع ومباشر إلى سكان غزة».
في السياق، أعلنت إسرائيل أنها استهدفت مركزًا قياديًا لحركة حماس داخل مستشفى كمال عدوان، الذي يُعدّ آخر مستشفى كبير يعمل في شمال غزة. وقد تم اعتقال مدير المستشفى وفقًا للمصادر الإسرائيلية، ما يزيد تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة.
العمل مع الشركاء الإقليميين
وأشار ماكرون إلى استعداد فرنسا لمواصلة الجهود الإنسانية المشتركة مع الأردن لضمان وصول المساعدات مباشرة إلى غزة، مؤكدًا أهمية العمل مع الشركاء الإقليميين للتحضير لمرحلة ما بعد الصراع وتنفيذ حل الدولتين، خصوصًا في إطار القمة المرتقبة التي ستُعقد بالشراكة مع السعودية في يونيو المقبل.
بالإضافة إلى ذلك، ناقش الرئيس الفرنسي مع قادة المنطقة ملفات أخرى، منها الوضع في سوريا، إذ وصف سقوط نظام بشار الأسد بـ»الفرصة للمنطقة»، مشيرًا إلى أهمية حماية الأقليات واستمرار مكافحة الإرهاب.
وشدد على ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان، مؤكدًا دعم الجهود لإجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في يناير المقبل.